تسلمت للتو بطاقة دعوة ،مكتوب على ظهرها اسمي وفي طياتها كل تفاصيل حياتي
: حركاتي ،سكناتي أشجاني وأفراحي، أهدافي وأحلامي....
من يوم مولدي إلى اليوم نقطة نقطة ، مرحلة بمرحلة ، لم تنسى - البطاقة- أي شاردة أو واردة من حياتي إلا وذكرتها .....
فُتحت أبواب الاستغراب في نفسي ،وعلى مصراعيها انطلقت من كل نوافذ ذاتي استفهامات تستصرخني الجوابا لا السكوت وضاقت بي الأرض بما رحبت حين عجزت عن الكلام
أيعقل أن هناك من يعرفني إلى هذا الحد ؟
لحدود أنه إستقرأ دربي ووقف عند كل إشاراتي واستنطق حدودي وتأمل انتصاراتي ، ساند حزني وضمد جراح السنين بداخلي ونثر عطر المحبة ماسحا كل انكساراتي
من تراه؟؟من تراه هذا الذي جال وصال بداخلي دون إذن مني ؟
من تراه الذي احتلني في لحظة غيابي على نفسي ؟
من تراه هذا الذي جمع أشلائي واستوطن خريطة عمري ؟
من تراه الذي على رصيف العمر نثر زهور حياتي ؟
من هذا الذي وقف على الركح ليتقمص شخصي ....؟؟؟
تاهت عينا يا بين الكلمات وضَعتُ أتوسل الحروف حرفا حرفا واستجدي كل النقاط والفواصل أن ينيروا لي الشموع ويشعلوها علي أبصر ولو بصيصا من أمل يدلني على باعث حياتي – صاحب البطاقة – ولكن آآآه خاب رجائي ....
استجمعت ما بقي لي من قوة ، وبعد عاصفة هوجاء خضتها بداخلي أخذني مدها لأفلاك البروج وجزرها لظلمة اللحود قررت أن أذيب جبال الصقيع وأذهب للبريد وأسأل عن مرسلها وعنوانه
يتبع............