نزل الرسول عليه الصلاة والسلام ذات يوم إلى السوق ليشتري قميصا ومعه ثمانية دراهم ..وقبل أن تطأ قدماه السوق وجد جارية تبكي ..
فسألها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
ما يبكيك أيتها الجارية ؟.
فقالت :
يا رسول الله ..إن أهلي أرسلوني لأشتري حاجات من السوق بأربعة دراهم ..ولكنها ضاعت مني ...
فأخرج الرسول عليه الصلاة والسلام أربعة دراهم من الثمانية وأعطاها للجارية وقال لها :
إشتري ما شئت ....
ونزل إلى السوق وإشترى قميصا بدرهمين وبينما هو في طريقه إلى بيته إذ يجد إنسانا بائسا مسكينا يسأل الرسول قميصا يلبسه فأعطاه الرسول القميص الذي اشتراه ونزل إلى السوق مرة أخرى ...واشترى قميصا بالدرهمين الباقيين وبينما هو في طريقه إلى داره وجد الجارية ما تزال واقفة في مكانها فيسألها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام :
فقالت :
يا رسول الله ..لقد غبت عليهم وتأخرت عنهم ..وأخشى إن رجعت أن يضربوني...
ماذا تقصد الجارية من رسول الله ؟؟ طبعا تقصد منه أن يشفع لها عند أهلها ...وما تكبرالرسول على ذلك ...
اخذها إلى بيت أسياد ها ولما وطئت قدماه عتية البيت قال :
السلام عليكن يا أهل البيت ورحمة الله تعالى وبركاته ..
فلم يسمع ردا للسلام فكرر السلام مرة ثانية فلم يسمع ردا فكرره مرة ثالثة ... فقالت النساء :
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا رسول الله .
فقال لهن الحبيب المصطفى :
لماذا لم ترددن السلام في الأولى والثانية ؟؟؟.
فقالت النسوة :
كنا نرد عليك سرا لتكرر السلام في بيتنا فيبارك الله لنا في بيتنا ..
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام للنسوة :
أتقبلن شفاعتي في تلك الجارية وتصفحن عنها ...
فقالت النسوة :
يا رسول الله : قبلنا شفاعتك فيها وصفحنا عنها ...وأعتقناها إكراما لمجيئك يا حبيب الله .
فخرج الرسول عليه الصلاة والسلام بعدها فرحا مسرورا وهو يقول :
"ما رأيت دراهم أعظم بركة من تلك الدراهم الثمانية .. أعتق الله بها جارية وكسى بها فقيرا ."