دائما ماتشعر في المراحل الأولى من الفكرة، بلحظات من الإثارة والإحباط من ناحية، و ترى الجوائز والنتائج المتوقعة من فكرتك وأنت مصاب بالعديد من الهواجس والأسئلة المحيرة عن كيف تبدأ وإلى من تذهب، وفيمن تثق، وكم سيكلف واذا ما كانت فكرتك تستحق مواصلة العناء أم لا؟
إذا كان الأمر كذلك لديك، فإنك لست وحدك. على مدى أكثر من عشر سنوات من توجيه وإرشاد الآلاف من المخترعين، وجدت أن معظم الناس الذين لديهم أفكار جديدة خبرتهم قليلة أو لا يملكون الخبرة في ترويج منتج معين، وعادة ما يعملون في وظائف منتظمة. لذلك فإنه من المفهوم أنهم قد لا تكون لديهم الخبرة أو المعرفة أو الوقت أو الموارد لتطوير وإطلاق منتج جديد.
إنني أعتقد أن التعليم يجب أن يكون هو أولويتك الأولى في تطوير فكرتك الجديدة. بعد كل هذا، هل يقرر الأطباء ممارسة الطب ويقوموا مباشرة "بالممارسة" ؟، هل يصبح المحامون محامين ما بين عشية وضحاها؟
بالطبع ستكن الإجابة بلا.
إن هذه مجالات متخصصة تتطلب سنوات من الدراسة والممارسة وكذلك تكاليف عالية للتعليم. ومعظمنا يعرف أنه مع التخصص، تأتي المكافآت والمنح المالية الكبيرة أيضا.
إنني أعتقد أن الأمر متشابه مع مجال الاختراع. فقد اكتشفت أن معظم الناس يقفزون مباشرة ، ويتعجلون في الحصول على براءة اختراع، أو بناء نموذج لاختراعهم، أو الاستثمار في شركة يعتقدون أنها سوف تحقق لهم كل أمانيهم، اقرأ "عرض موجز عن شركات الخداع".
إن الحقيقة هي أن الاختراع ليس عملا يجعلك ثريا في لحظة. ومن يعرف ذلك منا يدرك أن نسبة قليلة فقط من المخترعين يصلون الى ما يصبون اليه.
وإنني أعتقد أن هذا يحدث لأن معظم الناس يعتقدون أنهم سيحققون النجاح بين عشية وضحاها ولا يرتبون الأشياء أولا بأول، ونتيجة لذلك فإنهم يسلكون الطريق الخاطئ في النهاية. لقد سمعت قصصا محزنة لمخترعين لم يقوموا بترتيب الأمور "الأول فالأول" وأنفقوا الآلاف من الدولارات ، من ثلاثة الى عشرة آلاف دولار على براءة اختراع واحدة، بالاضافة الى تكاليف صناعة النماذج والقوالب ومحاولات التصنيع التي تصل تكلفتها من 20 الى 100.000 دولار، فقط ليدركوا في النهاية أن منتجهم ليس له القيمة السوقية المتوقعة أو لم يحقق الهدف الذي كانوا يحلمون به. وكثير من هؤلاء المخترعين وصل بهم الحال في النهاية الى القاء اختراعاتهم في المستودعات وعدم بيعها، ولم يقم حتى بائعو التصفية بشراء منتجاتهم بالرغم من أنهم يدفعون مبالغ زهيدة جدا فيما يشترون.
وقد تحدثت الى الكثير من الناس البؤساء الذين كانت لديهم أفكار انتهت الى شركات الخداع التي أخبرتهم ما يريدون أن يسمعونه، وأخذت كل أموالهم، وفي النهاية قتلت فيهم روح الاختراع.
والمحك هنا هو أنه لا يستطيع أي شخص أن يضمن نجاحك حتى مع التعليم الكافي. فهناك الكثير من العوامل والمتغيرات المشتركة في إطلاق منتج جديد. وسيكون السوق هو الحكم النهائي لمنتجك. ولكنني أعتقد أن فرصك في النجاح سوف تزداد بشكل أكبر اذا كان لديك أساس سليم وصلب من المعرفة التي تستطيع أن تستند اليها.
ومن خلال طريق المعرفة والاستنارة، على أسوأ الأحوال (اذا اكتشفت أن فكرتك لن تثمر)، فإنك في النهاية ستكون أنفقت فقط المبلغ الضروري من المال وما يلزم من الجهد والعرق، والذي أعتقد أنه لا يعتبر خسارة، لأنك ستكون قادرا على استغلال جميع هذه المهارات والمعارف في فكرتك الجديدة العظمة التالية والتي تليها والتي تليها،،،