موضوع: حوار هادئ مع أختي المسلمة السبت مايو 02, 2009 9:46 pm
حوار هادي مع أختي المسلمة حول الفضائيات والأنترنت بقلم مريم الســـالم المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد..
أختي ابنة الإسلام يا منجبة الرجال.. ومربية الأجيال.. يا صانعة الأبطال.. أكلمك فاستمعي، وأحذرك فانتبهي، وأخوفك فارتدعي، واكتب لك فاقرئي وانتفعي..
أكتب لك أنتِ.. يا من تربطني بك أخوة عميقة، ورابطة وثيقة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } في هذه العقيدة.. وأخصك أنتِ بالحديث لعلمي أنكِ تحبين الله والدار الآخرة ترجين ثوابه وتخافين عقابه..
أعلم أن لك بيتاً وزوجاً وأطفالاً هم أحب شيء إليك، وأراك تسعين جاهدة لأداء حقوقهم، ونيل رضاهم لتكوني أماً مثالية.. وزوجة ناجحة، وربة بيت ماهرة..
فهل ترضين بعد ذلك أن تكوني غاشة لهم؟ خائنة لأمانتهم؟ مضيعة لحقوقهم؟ يشكونك إلى الله، ويتبرؤن منك يوم القيامة.. إذ كيف رضيت بالأعداء يشاركونك في مهمتك..
أنتِ يا من تمتلكين طبق الدش في بيتك، تزينين به سطح منزلك وتفتخرين به أمام جيرانك وأقاربك..
أما علمت أنك تجاهرين بالمعصية ربكِ؟..
أختاه.. ما هذا الذي أراه فوق سطح الدار.
تمدين أسلاكه لبيتك وللجار.
تقربين به نفسك وأبنائك من النار.
ألا تخافين غضبة الجبار.. ألا تخشين دار البوار جهنم وبئس القرار.
هل فكرب يوما.. لماذا ومن أين أتى؟! من صنعه لك وماذا يريد بك؟!!
اسألي أصحاب الحجا والعقول.. اسألي أهل الدين وا لأصول.
لاشك سيجيبون: لقد صنعه لك الأشرار.. يريدون لك الخزي والذل والعار. يريدون أن تكوني من أصحاب النار..
أخيتي.. انقذي نفسك وأسرتك قبل أن يحل بك الدمار..
أختكِ مريم السالم
حوار هادئ
(بسمة) اسم على مسمى.. فالإبتسامة لا تفارق شفتيها..
* طبعاً من مثلك يا بسمة.. زوج طيب، وأبناء ذكور وإناث، مال وجاه، بيت كبير، أثاث فاخر وجميل، وكل طلباتك أوامر، أليس كذلك؟!
بسمة: بلى هو كذلك ولكن في الظاهر فقط.
ج
* تقصدين أنك لا تشعرين بالسعادة بالرغم من توفر كل وسائلها لديكِ؟
بسمة: نعم، وإن كنتِ تريني ضاحكة دوماً ففي داخلي حزن عميق، أشعر في أحيان كثيرة بضيق وكتمة في صدري، أكره نفسي وزوجي وأبنائي وأحس أن الدنيا تضيق بي حتى تكاد تخنقني.
* الله.. الله.. مهلا.. مهلا.. أكل هذا الهم تحملينه فوق رأسك يبدو أنك تبالغين..
بسمة: لا والله إني لا أبالغ أبداً، وقد لا تصدقين لو قلت لك إني أشعر بأشد من ذلك.
* ولكن ألم تبحثي عن السبب يابسمة؟
بسمة: لا أدري ما السبب ولكنني أعزي نفسي بأن الناس كلهم مثلي فليس هناك أحد إلا ولديه شكوى أو بلوى.. هذه هي الحياة..
* نعم يا بسمة صحيح، ولكن الله عز وجل أخبرنا عن أقوام يعيشون حياة هانئة سعيدة، يقول عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل
قال المفسرون: هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً وهو العمل المتابع لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله بأن يحييه حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت .
كما أنه حكى لنا عن أناس يعيشون تعاسة أبدية حتى ولو حيزت لهم الدنيا يقول عز وجل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا(125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (124_126) سورة طـه والمعيشة الضنك هي المعيشة الضيقة .
فمن خالف أمر الله وما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه وتناساه وأخذ من غير هداه فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك .
بسمة: ماذا تقصدين؟
* أقصد أنكم أحضرتم بأنفسكم وأدخلتم في بيتكم ما يعرض عن ذكر الله عز وجل وهذا هو سبب شقائكم في الدنيا، وكذلك سيكون في الآخرة.
عدل سابقا من قبل بسمة أمل في السبت مايو 02, 2009 10:06 pm عدل 2 مرات
موضوع: رد: حوار هادئ مع أختي المسلمة السبت مايو 02, 2009 9:48 pm
* وهل هناك بلاء غيره عم وطم في هذا الزمان؟
بسمة: إننا نستمتع به ونقضي وقت فراغنا عنده، ونحن لا نشاهد فيه إلا الأخبار وبرامج الأطفال وبعض الأفلام والمسلسلات والبرامج المنوعة، إنه التقدم والرقي والحضارة، والاستفادة من تقنيات العصر، فالعالم كله بين يدك أتحرك فيه بجهاز صغير، أتنقل وأتجول بنظري في أي مكان أريد فأي جرم ارتكبته سبب لي هذا الشقاء؟! ثم إننا لسنا وحدنا من أدخل هذا الدش انظري إلى البيوت من حولنا، بل ها هي سميرة أقل مستوى منا وبالرغم من ذلك عندها دش.
* يا بسمة دعينا نتناقش بالعقل والمنطق لنصل إلى نتيجة إيجابية ونرد على هذه الحجج أولاً بأول.
بسمة: هات ما عندك
* أنا معك في أنه جذاب، وجذب كل من لم يفكر في دينه وخلقه ولم يحسب لآخرته حساباً، ومن يشاهده لا يملك إلا أن يتابعه بإعجاب وانبهار فهو ينقلك هنا وهناك يطير بك في كل مكان برينا الدنيا أشكالاً وألواناً، فهنا مسلسلة، وهناك فيلم وهذا برنامج، وذاك لقاء..
ولكن ..........
يا بسمة أرأيت لو أن أمامك عسلا طيب اللون والرائحة حلو المذاق سهل التناول- على ما يبدو لك- ولكن خلط به من يكرهك شما أكنت تشربين منه أم لا ؟!
إنه متعة كما قلت يا بسمة ولكنها متعة محرمة، متعة دنيوية زائلة لا تقارن بمتع الآخرة الدائمة،
- ثم إن لديك من الأعمال والمهام الجسيمة ما لا يبقى لك وقتا لتقضيه أمام ذلك الدش فأنت زوجة ومربية وربة بيت وهل هناك أعظم من هذه المسؤوليات، فهل قمت بها حقا كماينبغي؟!
- وإن بقي لديك فراغ بعد ذلك فاقضيه بالمفيد النافع، اقرئي القرآن يا بسمة ففي كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، فهل أنت في غنى عن الحسنات؟!
- اقرئي الكتب النافعة واستمعي للأشرطة المفيدة، اجعلي لك برنامجاً يومياً رتبي فيه الأعمال والمهام فللأولاد وقت وللزوج وقت آخر ولصلة الأرحام نصيب.. وهكذا وأنا متأكدة أنه لن يتبقى لديك وقت فراغ بعد ذلك.
أما قولك لماذا فلانة وعلانة عندها دش؟
فهذا هو التقليد الأعمى بعينه، التقليد الذي يضر ولا ينفع،
لقد عرفتك يا بسمة امرأة عاقلة تزنين الأمور بميزان الحق والعدل فهل إذا أخطأ الناس نخطىء مثلهم؟! وهل العبرة بالأكثرية؟! وهل يعني انسياق الناس خلف شيء فاسد يبرر لنا الانسياق وراءهم؟!
إن الله عز وجل يقول:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} (116) سورة الأنعام ،
والحكمة تقول: لا تنظر إلى من هلك كيف هلك ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا.
بسمة: ولكني لم أفهم ما علاقة ذلك كله بما أشعر به من ضيق؟
إنها معصية يا بسمة وإعراض عن الله والمعاصي سبب لظلمة القلب وشقاء الحياة
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن أعظم أسباب ضيق الصدر: الإعراض عن الله تعالى، وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره ومحبة سواه فإن من أحب شيئاً غير الله عذب به وسجن قلبه في محبة ذلك الغير فما في الأرض أشقى منه ولا أكسف بالاً ولا أنكد عيشاً ولا أتعب قلباً.
بسمة: إنه كلام جميل ومطابق للواقع وماذا بعد ذلك؟ -
بعد ذلك أود أن أسألك سؤالاً فأجيبيني عليه بصدق:
نعمة البصر الذي تشاهدين به هذه القنوات من وهبك إياها؟
بسمة: الله سبحانه وتعالى.
- ومن الذي يقدر على أخذها منك في أي لحظة؟
بسمة: الله طبعاً.
- إذاً تعترفين أن هذه نعمة واحدة فقط من نعم الله عليك وأنه هو الذي وهبك إياها ومتى شاء أخذها منك ولا تستطيعين رده سبحانه أليس كذلك؟
بسمة: بلى هو كذلك.
- هذا يعني أن البصر أمانة عندك فهل يحق لك بعد ذلك أن تضيعي الأمانة وأن تستخدميها فيما يغضب من أعطاك إياها؟! ترى لو أن زميلة لك أعطتك مبلغاً من المال أمانة عندك فهل تستطيعين أن تتصرفي به كيف تشائين؟! أو تنفقيه فيما تريدين؟!
بسمة: حاشا لله.
- فكيف بمن هو أعظم وأجل، كيف بمن نعمه لا تعد ولا تحصى، كيف بمن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وحملناها أنا وأنت وبقية البشر فيالظلمنا وجهلنا!! فماذا ترانا نقول إذا سئلنا عن الأمانة وقد ضيعناها؟! إن نعمة البصر نعمة عظيمة تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى؟
أتعرفين كيف يكون شكر النعم يا بسمة؟
بسمة: نعم نقر ونعترف لله بالفضل ونقول الحمد لله.
- هذا شكر اللسان والقلب وبقي شكر الجوارح.
بسمة: وكيف يكون شكر الجوارح؟
بألا نستخدم هذه النعمة فيما يغضب الله، بل نسخرها لطاعة الله والقيام بما أمرنا به والبعد عما نهانا عنه، فلا ننظر بأعيننا إلى ما حرمه علينا وهل هناك أشد حرمة مما يعرض على هذا الجهاز الخبيث؟!
وقيسي على ذلك نعمة السمع فلا تسمعي بأذنيك إلا ما أحل الله والغناء والموسيقى مما حرمه الله، ومثلها نعمة العقل لتميزي به بين الخبيث والطيب فتختارين الطيب وتتركين الخبيث استمعي إلى قول الله عز وجل وهو يقول: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء إذاً سيسألك الله عز وجل عن سمعك وبصرك وفؤادك فيم استخدمتيها؟! أفي طاعته أم معصيته؟!
ولا تنسي أيضاً نعمة المال الذي اشتريتم به هذا الدش فهو الذي وهبكم إياه وسيسأل كل عبد يوم القيامة "عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه "؟ ومثلها نعمة الوقت والفراغ والصحة.. "وعن عمره فيم أفناه؟! وعن شبابه فيم أبلاه؟! " فالويل لمن فرط في جواب ذلك السؤال!! ماذا سيقول من أفنى عمره في معصية الله وبماذا سيجيب من قضى وقته عند ذلك الجهاز؟
موضوع: رد: حوار هادئ مع أختي المسلمة السبت مايو 02, 2009 9:50 pm
بسمة: طيب.. إذا شكرنا الله على هذه النعم ماذا سيكون جزاؤنا؟
- جزاء الشكر عظيم فبالشكر تدوم النعم ويحفظها الله عز وجل بل ويزيدها نماء وبركة مصداقاً لقوله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (7) سورة إبراهيم
يا أختي الحبيبة: إن هذا الدش فتنة، فتنة عظيمة، لم يرض بها إلا من غفل عن الله واليوم الآخر ونسي أن هناك كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..
هل تستطيعين يا بسمة أن تنكري أن أكثر هذه القنوات هدفها مادي بحت؟! وبالطبع فهم لا يهمهم تقديم ما يفيدنا وينفعنا ولم يراعوا في برامجهم مصلحتنا ومصلحة أبنائنا بل إنهم ينقلون لنا عادات وتقاليد البلاد الكافرة وها نحن نرى بعض التقاليد انتشرت بين نسائنا في لباسهن وحجابهن.
بسمة: أنا معك في أن بعض القنوات تعرض ما يخل بالأدب والحياء ولكن ألا نستطيع التحكم فيما يعرض بالإنتقاء والاختيار لما يناسب؟
- إن دعوى إمكانية التحكم في هذا الجهاز هي دعوى لا دليل عليها أصلاً فما رأينا أحداً استفاد مما يعرض فيه ولم يسلم من شره لقد عجز الكثير يا بسمة عن التحكم بما هو أقل ضرراً من هذا الدش فلماذا نخادع أنفسنا ونضحك على عقولنا؟!
إن من يجلس ليشاهد الأخبار- بزعمه- سيشاهد بلاشك ما بعد الأخبار فالبرامج المغرية لا تأتي أصلأ إلا بعد الأخبار إن الحق واضح لا يحتاج إلى زيادة بيان ولكن الهوى والشيطان والنفس الأمارة بالسوء جعلتنا نرى الأمور بعكس حقائقها
دعيني أسألك الآن:
يا بسمة ماذا عن الأولاد الذين هم أمانة في أعناقنا
كيف نتركهم أمام هذا البلاء ليكون قدوتهم المغني الفلاني والممثل الفلاني ويتعلقون بهذا الجهاز ويتعلمون منه ما يضرهم ولا ينفعهم فيحفظون الغناء بدل القرآن ويرددون الدعايات بدل الدروس والاختبارات؟
إن من تسمح لأبنائها بالجلوس أمام تلك القنوات عليها أن تسأل نفسها هل أبناؤها اليوم هم أبناؤها بالأمس أم أن هناك تغير واضح؟ هل أصبحوا يقنعون بالقليل كما كانوا؟ وهل زادوا لها طاعة واحتراماً أم العكس؟ وكيف ترى محافظتهم على الصلاة بعد احضار الدش لهم؟ ولتجب أختنا على نفسها بصدق لتعرف مدى تأثير تلك القنوات على أبنائها.
بسمة: لا.. لا.. من ناحية الأبناء اطمئني فنحن ندرك خطر ذلك عليهم فلم نوصل الدش إلا لغرفة أبيهم فقط.
- إذاً يكفيني أن أحكي لك ماذا فعل أولاد أم عبدالله.
بسمة: ماذا فعلوا يا ترى؟
- أحضروا صاحباً لهم عنده خبرة ليسحب لهم سلكاً من غرفة والدهم إلى غرفتهم بعد أن تسلقوا جدران البيت من الخلف وقفزوا من النافذة.
بسمة: معقولة؟!!
- نعم.. معقولة فكل ممنوعاً مرغوب، هذا إذا كان الدش ممنوعاً عنهم أما إذا كان متوفراً لهم فحدث ولا حرج لقد صحت أم فهد ذات ليلة من نومها ونزلت إلى الطابق الأسفل لتحضر حاجة كانت قد نسيتها في ساعة متأخرة من الليل ففوجئت بأن أبنائها جالسون في الظلام يتابعون بشغف فيلماً خليعاً فوضعت يدها على رأسها وراحت تشكي وتبكي.
إذاً تذكري أنك تغفلين وتنسين وتخرجين وتغيبين عن البيت وتقل الرقابة وسبحان من لا ينام ولا يغفل ولا ينسى.
بسمة: نعم هذا صحيح ولكن بقيت مشكلة.
- خيراً وما هي؟
بسمة: بناتي..
- ما بهن؟
بسمة: إن من الأسباب الأولية التي دفعتنا إلى لشراء الدش هن بناتي فقد أصبحن يغرن من صاحباتهن في المدرسة، فما أن يلتقين في الصباح الباكر حتى تبادر كل واحدة صديقتها بالسؤال: هل رأيت فيلم السهرة البارحة؟ كم هو رائع وجميل.. والويل لمن ليس في بيتها دش لأنها ستكون عرضة للسخرية والاستهزاء.. أوه مسكينة أنت يا سارة لقد تذكرت أنه لا يوجد عندكم دش لقد فاتك البارحة نصف عمرك.. لا.. لا تسكتي يا سارة لابد أن تطلبي من والديك احضار الدش وإلا فإنك محرومة لأنك تعيشين بعيداً عن العالم .. إلى مثل هذا الكلام الذي جعلهن يبكين ويترجين والدهن ليحضر لهن الدش.
*هؤلاء يا بسمة هن قرينات السوء وعليك أن تحذري بناتك من مصاحبتهن أو السير معهن ولو اضطر الأمر إلى نقلهن إلى مدرسة أخرى، ثم إني أنصحك أن تجلسي مع بناتك جلسة ود أخبريهن لماذا لا يدخل هذا الجهاز بيتنا ومما هي الأضرار الحاصلة من وراءه ولعل منها تدني مستواهن الدراسي ثم السلوكي والأخلاقي، وهو قبل كل شيء مرضاة للشيطان، مغضبة للرحمان.
*أما هؤلاء الصاحبات فعليهن وزر عظيم لأنهن داعيات إلى الفساد والخراب "ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص من آثامهم شيئاً" . وكذلك كل من أدخل دشاً في بيته راضياً مختاراً فعليه وزر كل من شاهده واستمع له، ومن هنا جاءت خطورة هذا الدش إن شره مستطير وضرره بعيد.. بعيد جداً يتجاوز حدود الزمان والمكان، إنه يضاعف السيئات وينقص ميزان الحسنات ويضيف لمن جلبه آثاماً وأوزاراً لم يعملها وذنوباً وسيئات لم يفعلها، ويبقى شؤمه يتابعه حتى بعد موته، فكل من شاهد في هذا الجهاز محرماً فعليه وزره- من غير أن ينقص من أوزارهم شيء- لأنه هو المتسبب الأول في إحضاره، ولك أن تتصوري ذلك مهما طال الزمان وكثرت المعاصي .
عدل سابقا من قبل بسمة أمل في السبت مايو 02, 2009 9:52 pm عدل 1 مرات
موضوع: رد: حوار هادئ مع أختي المسلمة السبت مايو 02, 2009 9:51 pm
بسمة: الحمد لله هذا الكلام يعني أن الإثم سيلحق زوجي فقط فهو الذي اشتراه ووضعه داخل البيت.
- ومن قال لك ذلك يا بسمة، وأنت ماذا صنعت؟! أنت ساكتة والساكت على المنكر شيطان أخرس وأنت راضية والراضي مشارك في الإثم ثم أين دورك في نصحه وتوجيهه والتأثير عليه؟!
بل أين غيرتك ومحبتك- إن كانت صادقة له؟!
كيف ترضين له أن يتفرج على النساء أشكالاً وألواناً وهن في كامل زينتهن بل وفي حال أشبه ما يكن بالعرايا؟! والله عز وجل يقول: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} (30) سورة النور، والله لو نظر إلى امرأة متحجبة في الشارع لصحت عليه وفتحت باب السباب والشتائم... أنت لا تستحي.. أنت رجل طويل العين وقليل الأدب... وأنت... وأنت....
ووالله لو تزوج بأخرى غيرك- زواجاً شرعياً- لأقمت الدنيا ولم تقعديها ولتركت له البيت والأولاد وذهبت غاضبة عند أهلك!! سبحان الله مقلب القلوب والعقول!!
ما الذي حدث لماذا تغيرت المواقف وتبدلت الأحوال؟! انقلب الحق باطلاً والباطل حقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
صدقيني يا بسمة أنت الخاسرة إذا شاهد زوجك النساء في ذلك الدش فماذا تكونين بجانبهن؟! أما قرأت التحقيق الذي نشرته إحدى المجلات عن الدش قال أحد التجار في دولة عربية: "إنني أبكي كلما شاهدت المذيعات الحسناوات لأنني أقارن بينهن وبين زوجتي " صراحة ووقاحة!!
بسمة: إذاً ماذا أفعل وكيف أصنع؟
قومي بدورك يا صديقتي في نصح زوجك.
بسمة: ولكنك لا تعرفين أبا أحمد إنه رجل عنيد ومن الصعب إقناعه والتأثير عليه!!
- بالطبع هو لن يقتنع من مرة واحدة فلابد من الإلحاح والتكرار ترى لو كان عندك زواج لإحدى القريبات أو الصديقات وكنت تحتاجين لفستان لحضور ذلك الزواج كيف سيكون طلبك ورجاؤك لتحصلي منه على مال لشراءه؟!
بل إني أعرف من تبكي وتقبل أقدام زوجها ليعطيها المال الذي تريد وتتحين الأوقات المناسبة لتفاتحه بالموضوع فإذا كان هذا كله لأجل الدنيا الفانية فالآخرة أولى وأحق بالاهتمام وبذل المزيد من الجهد والتعب وسأحدثك بعد قليل عما يمكنك عمله.
بسمة: قبل أن تحدثيني عما أعمل أود أن تجيبيني على سؤال يتردد الآن في ذهني؟
- وما هو؟
بسمة: ماذا عن صلاتي وصيامي وسائر أعمالي هل يقبلها الله مني وأنا على تلك الحال؟
- نعم يابسمة إن صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك كلها مكتوبة عند الله عز وجل وهي في ميزان الحسنات- إن شاء الله تعالى-.
- أما تجولك بين القنوات
- فلا أظنه إلا في ميزان السيئات
- وإني يا أخيتي سألتك فأجيبيني بصدق وثبات
- ماذا جنينا من وراء تلك القنوات
- إنها عبث وقتل للأوقات
- إنها غفلة وإضاعة للصلوات
- نعم والذي خلق الأرضين والسموات
- لن ترى فيه سوى الكافرين والكافرات والداعرين والداعرات
- الباحثين عن اللذات والشهوات الغارقين في مستنقع الرذيلة والمحرمات
- ألا تقرأين الأحاديث والآيات؟!
- ألم تسمعي فتاوى العلماء الواضحات؟! إنه الدش يا أخيتي أبو المنكرات
موضوع: رد: حوار هادئ مع أختي المسلمة السبت مايو 02, 2009 9:55 pm
تذكير المرأة بدورها
- كنت قد وعدتك يا بسمة أن أحدثك عما يجب عليك عمله أمام هذه المخاطر.(المقالة الاولي )
بسمة: نعم أفيديني أفادك الله.
- إن كل واحدة منا لها دور داخل بيتها يتمثل في حمايته من كل ما يضره والعمل على جلب كل ما ينفعه ويصلحه
وهذا جزء من مسؤوليتها التي سيسألها الله عنها فقد جاء في الحديث الصحيح: "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" ... الحديث،
ومعنى راعية أي حافظة مؤتمنة ملتزمة صلاح ما أؤتمنت على حفظه فهي مطالبة بالعدل فيه والقيام بمصالحه.
ورعاية المرأة تكون بتدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك وفي الحديث الآخر ((ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة)).
إن دور المرأة المسلمة اليوم في عملية التربية والإصلاح مهمش بمعنى أنها فرطت وقصرت في القيام بدورها المطلوب منها فوظيفتها لا تزيد على الطباخة والغسيل والكواية والتنظيف وما زاد من وقتها فهو خارج البيت.
كم تعرفين من الأمهات من تحرص على جعل بيتها إسلامي، تتدارس مع زوجها كتاب الله وسنة رسول الله - تجلس مع أبنائها تعلمهم كتاب الله تحفظهم أحاديث رسول الله ، تعودهم على السنن والآداب الشرعية، تحذرهم من المنكرات والمحرمات تتحدث مع أبيهم عن كيفية تربيتهم وتجنيبهم مزالق الأخطار مستشعرة أنهم أمانة في عنقها وعنق زوجها.. قل من يفعل ذلك- إلا من رحم الله-.
بسمة: كلامك صحيح وأنا أول المقصرات.
- لقد آن لك أن تعرفي أن عليك واجبات وحقوق منها أن تحمي بيتك من هذا الدش،
ومن حقك أن تقولي بكل صراحة ووضوح نعم للصحيح ولا وألف لا للخطأ يا بسمة
ما رأيك لو أن أباً أحضر لأبنائه طعاماً فاسداً قد انتهت مدة صلاحيته وأراد أن يطعمهم إياه أترين أن الأم تسكت وتشاركهم هذا الطعام؟! أم أنها سترمي ذلك الطعام وتبعده عن البيت وتنكر على أبيهم اشتراءه لهذا الطعام الفاسد؟!
لا شك أنها ستفعل ذلك لأن هذا الطعام يؤدي إلى موتها وموت أبنائها وانتهاء حياتهم.
والمثال نفسه ينطبق على من يحضر لزوجته وأبنائه مثل هذه الأجهزة المدمرة للحياء والفضيلة والفارق فقط أن هذا يؤدي إلى قتل عقولهم وأرواحهم بدل أجسادهم وموت القلوب والعقول أشد من موت الأجساد.
والأم التي تسكت على هذا المنكر فهي إنما ترضى لعقلها وعقول أبنائها الموت والانتهاء.
بسمة: إذاً أرجوك أخبريني من أين أبدأ وكيف أعمل؟
- عليك يا أخيتي الإنكار بكل ما تستطيعين جربي كل الوسائل واسلكي كل السبل.. استخدمي أسلوب اللين والرقة مرة، وأسلوب الشدة مرة أخرى،
لا تنسي التذكير بالله والتخويف من غضبه وعقابه، التذكير بالنار وحرها، والقبر وظلمته، ويوم القيامة وأهواله وشدته. تحدثي مع زوجك عن مسؤوليته عن بيته وأبنائه وعن حمايته لهم من كل ما يضرهم، اضربي له الأمثالى التي تقرب الصور إلى ذهنه، ذكريه بسؤال الله له عن الأمانات التي ائتمنها عنده، أمانة سمعه وبصره وماله ووقته وزوجه وولده..
ابحثي عن الأوقات المناسبة لتكرري عليه الحديث بأساليب مختلفة وإن عجزت فاستعيني بالأقارب وكل من له كلمة تسمع لمعينك على نصح الزوج.
ولا تنسي أخيرأ باب الله المفتوح.. الدعاء.. الدعاء بالليل والنهار ووقت الغروب والأسحار،
أتذكرين يا بسمة قصة (العودة) تلك القصة التي قرأناها في المجموعة الأولى من الزمن القادم؟
أرأيت كيف استخدمت تلك المرأة الصالحة كل السبل والوسائل لهداية زوجها، وعندما أعيتها الحيل لجأت إلى باب الرحمن الذي لا تغلق دونه الأبواب، فقررت أن تخصه بالدعاء في قيام الليل منذ الليلة الأولى لسفره ، فحقق الله عز وجل لها ما أرادت وما هي إلا أيام حتى عاد إليها زوجها تائباً باكياً نادماً، بعد موت صاحبه فجأة واعتباره بهذه النهاية.
كوني شجاعة في اتخاذ هذا القرار، قوليها بمليء فمك لا.. لا أريد الدش في بيتي.. ومن حقي أن أمنع ما يفسد عين أبنائي ونفسي ولك الخيار يا زوجي إما أنا أو هو!! وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس " وضعي نصب عينيك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ". وسيعوضك الله بما يعينك على الاستفادة من وقتك واستغلال ساعات عمرك بما ينفعك في الدار الآخرة {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [ سورة الشعراء 88- 89]
بسمة: وإذا كان الأبناء هم الذين يحضرون الدش فما العمل؟
- إن علينا أن نأخذ الأمر بجدية فالمسألة ليست سهلة إن كل أم لها على أبنائها سلطة وينبغي أن يكون لها كلمة مسموعة فكم تعبت في تربية هؤلاء الأبناء حتى شبوا وصاروا رجالاً ثم يأتون في النهاية ويفرضون أوامرهم عليها!!
منذ متى وكلمة الابن تمشي على كلمة أمه وأبيه؟! إنها التربية الرخوة والتفويط والدلال نريدك أماً كأم عبدالعزيز تلك المرأة الصالحة التي رأت ابنها يحاول إدخال الدش إلى بيتها فأسرعت وأحضرت عباءتها ولبستها وتجزت نحو الباب تريد الخروج من البيت... فترجاها ابنها أن ترجع ووعدها ألا يرى فيه إلا الأخبار.. فلم يزدها كلامه إلا تمسكاً بموقفها.
قالت له: هي كلمة واحدة ليس عندي غيرها: إما أنا وإما هذا الدش لا نجتمع أنا وهو في بيت واحد وإن أدخلته فسيكون هذا آخر يوم لي في هذا البيت.
وبالطبع فخسارة هذا الجهاز خير له من خسارة أمه..
فما كان منه إلا أن رده من حيث أتى به وسجل هذا الموقف الخالد في صحائف أم عبدالعزيز لتلقاه يوم البعث والنشور عند رب عزيز غفور .
إنها أم قوية حازمة وكلنا بحاجة لحزم مثل حزمها وعزم كمثل عزمها.