موضوع: ألم وأمل بقلمي الثلاثاء يناير 27, 2009 8:08 pm
انقضى الليل إلا قليلا ولم تنم غزة بعد ، فكيف يأتيها الكرى وقد فقدت فلذة كبدها أمس وهو لم يخرج للحياة بعد بسبب زوجها الذي أوسعها ضربا بسبب أمور تافهة . طوال الليل ودموع الحزن والأسى تنهمر من عينيها الجميلتين ، لفقد من تعطشت لمولده وكانت تأمل أن يكون خير عزاء وسلوى لها . مات الابن وأصبحت الحياة سوداء في عينيها وازداد زوجها وحشية وظلما لها . قبل عامين ، كانت غزة فتاة رائعة الجمال ، معتدلة القوام ، بهية الطلعة كأنها أوتيت شطر الحسن أو أكثر .
كانت تعشق الحرية وتهيم بها إلى أبعد الحدود وتحلم بالتحليق إلى عالم الصفاء والجمال ، وترفض فكرة الزواج ، لأنه في رأيها قيد من قيود الحياة ، أو خدعة من خدعها .
لكن سرعان ما تحطمت أحلامها واندثرت، فقد تقدم أحد الشبان المعروفين بالجريمة والرذيلة ، وكان قبيح الوجه ، ذميم الخلق لطلب يدها من إخوتها الكثر طوعا أو كراهية ، وكان هذا الشاب ابن حاكم البلاد، وإذا ذكر الحاكم ، خضعت النفوس و القلوب وقالت الألسن : سمعا وطاعة .
قبل الإخوة العرض من دون استشارة أختهم خوفا وطمعا ، فقد خافوا من الموت وطمعوا في الرضا والتقريب .
توقف القلب ، وجف الدم ، وتهاطلت الدموع عندما سمعت غزة الخبر الملعون ، الغير معقول ، ولم تجد للعزاء غير الصبر والجلد .
أما الإخوة الذين استكانوا للسلطان وركعوا للذل وباعوا شرفهم ، فقد ماتت قلوبهم وانعدمت فيها الرحمة والشفقة .
دخل الرجل بها ، فانتقلت حياة غزة من الجنة إلى النار ومن النعيم إلى الجحيم ، ومن سماء الحرية إلى قفص الذل والخضوع . فقد أراها كل أساليب الضرب والتعذيب والظلم . حتى أصبح جسمها الطاهر نبتة ذابلة ، بل تحول إلى شبح ترى حيثما وليت وجهك أثار الضرب والدم .
يزيدها أسى ما فعله إخوتها الذين يرون فلا يفعلون ويسمعون فيصمتون . ومع ذلك فهي صابرة محتسبة .
إلى أن قتل المجرم ابنها الذي لم ير النور ، فتحول ضعفها إلى قوة ، وبعد مد وجزر ، أيقنت أن ميتة العز خير من حياة الذل ، فقررت الانتقام ، فاستنجدت بإخوتها فأبوا وقالوا بروح باردة :
أختاه إن لنا مصالحا فتجلدي ، وسنراسلك كل يوم برسائل الحزن والعزاء .
بعد أيام وعندما دخل زوجها صارخا مهددا متوعدا ، وثبت غزة وثبة الليث من غيله وأغرزت السكين في قلبه الأسود وصاحت بأعلى صوتها : الله أكبر.
لقد استرجعت غزة حريتها بعد سنوات من الذل والخضوع .
نعم .. تماما هي قصة فلسطين ، فأراضي الزيتون ومسجد الأقصى هو الجمال ، والرجل المجرم هو الدولة الصهيونية ، والطفل الميت والجروح هي الضريبة التي ستدفعها فلسطين ، والإخوة للأسف هم العرب .
إن غزة ستنتصر وستنتقم لأبنائها كما انتقمت الفتاة و ستسترجع حريتها.
ماشاء الله قصة رائعة كنبت فأبدعت فكرت فأبهرت نسجت فأجدت بارك الله في موهبتك الرائعة و أعانك على إستغلالها أحسن الاستغلال فليس السكين وحده ينفع ما لم يقوى بقلم مبدع لن يشترى السكين أخي بل ستصنعه غزة الأبية بنفسها من فلذات كبدها الأقوياء بالإيمان و لن تنتظر إخوتها الجبناء
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ما شاء الله، تبارك الرحمن. قصة كلها معان و عبر. بارك الله فيك و وفقك دائما إلى الأفضل و نفعك بموهبتك هده. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته