كيف أكون موفقاً في حياتي؟؟
لكي تكون موفقاً في حياتك..إتبع الخطوات التالية:-
اولاً: أغتنام الوقت والفرصة
كل شيء عند ضياعه وتلفه يمكن أن يعوض للمرء أن يعوّض ويجبر الأ الوقت والزمان فهيهات للمرء أن يعوض الوقت الضائع، وقد يتصور الشباب أنهم خالدون في الحياة، وتبقى لهم قوة الشباب، فلا يثمنون وقتهم الغالي وحيوية نشاطهم، ولكن من عرف الوقت وعرف قيمته اغتنمه، فـ(انطوان جيخوف) كتب أكثر من ألف قصة، وخلفّ من ورائه العدد الكبير من المؤلفات. العدد الكثير يتألف من الصغار، والعمر من السنين، والسنون من الشهور، والشهور من الايام، والايام من الساعات، والساعات من الدقائق، والدقائق من الثواني، والثواني من الآنات، والآنات من اللحظات، واللحظات كلمح البصر أو أقرب.
فأغتنم لحظات عمرك وشبابك قبل هرمك، وسلامتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، والوقت كالسيف اذا لم تقطعه قطعك، ورأس المال عمرك الغالي، فلا تضيّع وقتك فيضيع عمرك، ولا تضيع عمرك فتندم يوم لا ينفع الندم، فحاسب وقتك أشد الحساب، ولاتبطله بالأباطيل، والقال والقيل، واللهو واللعب. فما خلق الانسان لذلك، وخير الاوقات وقت الشباب، وفاز ونجح من نظم وقته، وقسّمه على أعماله، وأنما حاز السبق ووصل الى قمة المجد والخلود من نظم وقته، كأبن سينا وباسكال وشوبرت وغيرهم من العظماء الذين عرفوا قيمة وقتهم، فنظموا أعمالهم، وما أروع مقولة أمير المؤمنين (ع) موصياً ولديه: " وعليكما بنظم أمركما"، فلا بد من تنظيم الوقت، ومن ثم نحاسب أنفسنا ونضع علامة الزائد(+) للساعات التي استفدنا منها، وعلامة الناقص (-) لتلك التي ذهبت من أيدينا هدراً، ثم نسعى في المستقبل لنبدل النواقص بالزوائد، فإن بعض الساعات تسرق منا، وبعضها تؤخذ وبعضها تفر، فالتي تفر لاسبيل لنا في قيدها، ولكن يمكن الوقوف أمام سرّاق الوقت بكل بسالة، أنهم شرّ السّراق، فـ (زان) الرسام الفرنسي الكبير كان يفر من الناس ليغتنم الفرص، وكان يعتقد أنهم علائق وعوائق عن أغتنام الفرص، وتضييع الفرصة غصة، فلا بد أن نحذر ممن يريدون أن يملأوا ساعات فراغهم باللعب واللهو ويسرقون أوقاتنا الغالية، فلا تفسح لهم المجال ليعثوا في ساعات الحياة، ويفسدوا عمرنا الغالي العزيز، وأخيراً من أتعب نفسه في شبابه أستراح في شيبته.
ثانياً : الامل والرجاء في الحياة
من يئس من حياته فقد خسر، وهوى من شموخ إنسانيته، والموت الحقيقي للأنسان هو موت اليأس، فإنه السيف البتار، واليأس انما هو القدم الاول الى القبر، وان الامل والمنى في الحياة كجناحي الطائر، لولاهما لما حلق الانسان في سماء العظمة والخلود، والامل هو القوة المحركة نحو الاهداف السامية، والدنيا قامت على الآمال المعقولة، وستبقى على الآمال الصحيحة، وانما ينفع الامل لو كان صادقاً مستقيماً نابعاً من الحقائق والواقعيات، لا ما كان كاذباً منسوجاً بخيوط الاوهام والخيالات، فإن مثل هذا الامل كمثل سراب بقيع يحسبه الظمآن ماءاً، وكمثل نقش ورسم الخبز بعيون البؤساء الجياع، الذي لايُغني ولايسمن من جوع. والامل الصادق ما يتعقبه السعي والعمل المتواصل، ولا تيأس من حياتك، فلعل آخر مفتاح في جيب فكرك ليفتح لك اقفال مشاكل الحياة.
ثالثاً: الهدف في الحياة والصبر من اجله
لا بد أن يكون لكل واحد مّنا هدف في حياته، ويبرمج أوقاته بروح الامل ليصل الى الهدف المنشود، والاهداف تختلف بأختلاف الهمم والنفوس، ومن لم يكن له هدف مقدس في حياته فإنه ضائع حيران في الوان الارادة والتصميم، ومن يبغ القمة والعظمة في حياته العلمية أو العملية، فلا بد أن يكون له هدف واحد، وتصميم واحد، وأمل واحد، ولايصل الانسان الى مايبغيه بالتمني والترجي، وبلعل وليت، انما بالسعي المتواصل والعمل الدؤوب والجهود المستمرة، ولاينال وسام الموفقية بسهوولة، بل بالجهد والنصب، ولابد من تربية الحواس الخمسة الظاهرية لكسب العلوم والفنون، وكل من عظمت روحه فشعاره في الحياة إما الموت دون الهدف الصادق وإما الفوز والنصر، بوصول الهدف الفائق، ولابد من نيل احدى الحسنيين. والرجل الواقعي من كان له شجاعة القول، ومن قدُر أن يقتل اليأس في نفسه فإنه لا يؤخر عمل اليوم الى غده، فإن عمل اليوم لهذا اليوم، وللغد أعماله، ولا بد من الارادة والتصميم والصدق والصبر والشجاعة.