موضوع: أهمية الوقت الأربعاء مايو 20, 2009 10:02 am
الوقت في تاريخ الدنيا :
حرصا على شمولية الموضوع ، والإحاطة به من كل زواياه أحببنا أن نلقي الضوء على الجانب النظري لإدارة الوقت ابتداءً بما جاء في أهمية الوقت من تراثنا العربي والإسلامي وفي الأدب العالمي ، مروراً بنظرة الإدارة الحديثة للوقت ، مع نظرة تحليلية لواقعنا المعاصر وموقفه من الوقت ومن ثم كشف الفجوة الكبيرة بين واقعنا ، وبين ما كان عليه أسلافنا في الماضي .
فنظرتنا إلى الماضي هي للعبرة ونظرتنا إلى الحاضر والمستقبل هي نظرة متفائلة متوازنة مادية وروحية تدعو إلى تهيئة الإنسان للأمر قبل وقوعه ، وتدعو الإنسان إلى أن يترك من وراءه أثراً خالداً عن طريق استغلال الوقت في العمل والإنجاز . ويحضرني قول الأستاذ / الراشد :
وكن رجلاً إن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر
ولعظم أهمية الوقت في حياة المسلم جاءت الآيات والأحاديث النبوية وسيرة الصحابة والتابعين ، زاخرة بأهمية الوقت وأثره الحاسم في تحديد مصير الإنسان في الحياة وبعد الممات .
فقال الله تعالى ..
{ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ، ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها . والله خبير بما تعملون }.
وأكدت على ذلك السنة المطهرة ، فقد جاء في الحديث فيما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه " .
ولعمرو بن العاص قولة شهيرة ( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد )
قالت رابعة العدوية لسفيان .." إنما أنت أيام معدودة ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب الكل وأنت تعلم .. فاعمل "
وكان الحسن يقول : " ما مر يوم على ابن آدم إلا قال له : ابن آدم ، إني يومُ جديد ، وعلى ما تعمل فيّ شهيد ، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك ، فقدم ما شئت تجده بين يديك ، وأخر ما شئت فلن يعود أبداً إليك " .
تؤمل في الدنيا طويلاً ولا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـــــــر
فكم من صحيح مات من غير علةٍ
وكم من مريض عاش دهراً إلى دهر
قال أبو النصر أباذي
" مراعاة الأوقات من علامات التيقظ "
يقول الدكتور يوسف القرضاوي : " إن مضي الزمن واختلاف الليل والنهار لا يجوز أن يمر بالمؤمن وهو في ذهول عن الاعتبار به ، والتفكير فيه ، ففي كل يوم يمر ، بل في كل ساعة تمضي بل في كل لحظة تنقضي ، تقع في الكون والحياة أحداث شتى ، منها ما يُرى ، وما لا يُرى ، ومنها ما يُعلم ومنها لا يُعلم .. من أرض تحيا ، وحبة تنبت ، ونبات يُزهر ، وزهر يُثمر ، وثمر يقطف ، وزرع يصبح هشيماً تذروه الرياح ، أو من جنين يتكون ، وطفل يولد ، ووليد يشب ن وشاب يتكهل وكهل يشيخ ،وشيخ يموت "
ويقول ابن القيم : " إن السنة شجرة ، والشهور فروعها ، والأيام أغصانها ، والساعات أوراقها ، والأنفاس ثمارها ، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته شجرة طيبة ، ومن كانت أنفاسه في معصية فثمرته حنظل " الفوائد
ما قيل عن الوقت في الأدب العربي :
( الوقت عندنا يشبه الفطير ، قطعة من العجين تتسع وتتسع حتى تخرق ) أحمد بهجت
إن ساعة واحدة حافلة بالأمجاد تساوي عصراً برمته عاطلاً عن المجد
الفراغ من شأن الأموات ، والاشتغال من شأن الأحياء ، فإن قدرت أن تكون حياً فافعل .
قيل لبعض الحكماء كيف ترى الدهر ؟ فقال : ( يخلق الأبدان ، ويجدد الآمال ، ويقرب الآجال ).
قيل لملك زال عنه ملكه : ما الذي سلبك ملكك ؟ قال تأخيري عمل اليوم إلى الغد .
لكي يكون لك أصدقاء ثابتون ، يجب أن تقضي وقتاً طويلاً في إقامة الصداقة معهم .
الزمن مسابق لا يسبق ، وغاصب لا يمهل ، ومدرس قاس .
التأجيل لص الزمان .
إنها لمأساة إذ يموت المرء قبل تحقيق أحلامه ، لكن الكارثة هي أن يموت بعد وقت طويل من تحقيق كل ما يريد.
لقي رجل حكيماً فقال : كيف ترى الدهر ؟ قال : ( يخلق الأبدان ويجدد الآمال ، ويقرب المنية ويباعد الأمنية . قال : فما حال أهله ؟ قال : من ظفر به منهم تعب ومن فاته نصب . قال : فما الغنى عنه ؟ قال : قطع الرجاء منه . قال : فأي الأصحاب أبر وأوفى ؟ قال : العمل الصالح والتقوى . قال : أيهم أضر وأردى ؟ قال النفس والهوى . قال : فأين المخرج ؟ قال : سلوك المنهج . قال : وما هو ؟ قال : بذل المجهود ، وترك الراحة ، ومداومة الفكرة ، قال : أوصني قال : قد فعلت ) .
ما قيل عن الوقت في الأدب العالمي:
"من الحكمة أن تضيف حياة على سنواتك بدل أن تضيف سنوات لحياتك " ( ولفريد بيترسون )
"ليس المهم أن تقرأ بسرعة ولكن الأهم من ذلك هو معرفة ما لا يجب أن تقرأه"
" يستحيل الاستمتاع بوقت الفراغ تماماً إلا إذا كان لدى المرء عمل كثير يقوم به " ( جيروم . ك . جيروم )
"أشعر أنني أهدر كثيراً من وقتي في عمل أشياء غير مهمة بينما يمر عمري مر السحاب " ( مدير عصري )
"إذا ضيعت الوقت وأنت شاب ضيعك الوقت وأنت كهل " ( شكسبير )
"الشخص الذي يرفض تذكر الماضي يكون محكوماً عليه بالعيش فيه من جديد " (سانتا بانس )
" إياك والعجلة فإن العرب تكنيها أم الندامة ، لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم ، ويجيب قبل أن يفهم " .
ويعزم قبل أن يفكر ، ويقطع قبل أن يقدر ، ويحمد قبل أن يجرب ، ويذم قبل أن يخبر ، ولا يصحب هذه الصفة إلا صحبته الندامة ، واعتزل السلامة " ( حكيم فارسي )
" الساعة الأولى من اليوم هي الضابطة لليوم كله " ( بريان تراسي – خبير عالمي في إدارة الوقت)
" كل ما تحتاج بيعه حقاً هو وقتك ، فاجعله ذو قيمة " ( هنري وارد بيتشر )
" ضبط النفس هو القدرة على أن تجعل نفسك قادراً على فعل ما يجب عليك فعله في الوقت المحدد له سواءً رغبت ذلك أم لا " ( البرت هابرد – كاتب ومحاضر)
مفهوم الوقت في ظل الإدارة الحديثة :
إن مفهوم الوقت في ظل الإدارة الحديثة يتمثل في توفير واستغلال وقت العمل الرسمي للتركيز على النشاطات التي تجعل من الفرد قائداً فعالاً ومن الآخرين من يتولى مسئولية قيادتهم من موظفين أو أبناء أو طلاب أشخاصاً منجزين للأعمال المطلوبة بكفاءة وإنتاجية عالية وإخلاص وأمانة لكي تعم الفائدة على الجميع .
يقوم أحد كتاب علم الإدارة المشهورين : { إن لم يكن باستطاعة المدير إدارة حياته بفعالية ومهارة فإنه لن يتمكن من أن يكون مديراً ناجحاً وفعالاً ولو كان صاحب مؤهلات علمية عالية ومتمتعاً بقدرة ومهارة وذو خبرة طويلة ومعرفة تامة بعمله وأمور الذين يديرهم } .
والفرد الذي يخطط للمستقبل تخطيطاً واقعياً سليماً يمكنه أن يوظف وقته لمعالجة الانحرافات عن الخطط بينما تتوارى المسائل التي تسير وفق الخطة بدون إضاعة وقته وبذلك يطبق مبدأ الاستخدام الفعال والأمثل للوقت ، وهذا ما يشار إليه بمبدأ الإدارة بالاستثناء .
تنظر الإدارة الحديثة لاختيار المسئولين الأكفاء وتدريبهم من أهم عوامل توفير الوقت لأن الإدارة من قبل أكفاء يمكن من تطبيق مبدأ اللامركزية في الإدارة حيث يمنح المدير مرؤوسيه الصلاحيات في معالجة الكثيرمن التفاصيل الإدارية فيتخلص هو من الضغط المتواصل لحل جميع المشاكل صغيرة كانت أو كبيرة ، ويركز وقته على معالجة الأمور الجوهرية المتعلقة بالتخطيط والتطوير .
عدل سابقا من قبل الأمير خالد في الأربعاء مايو 20, 2009 10:33 am عدل 2 مرات
موضوع: رد: أهمية الوقت الأربعاء مايو 20, 2009 10:05 am
فإلى أين يأخذك طموحك !!!؟
الطموح مصيدة .. تتصور إنك تصطاده ، فإذا بك أنت الصيد الثمين .. لا تصدق ؟ !! إليك هذه القصة .. ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكتان كبيرتان فوضعهما في حقيبته ، ونهض لينصرف .. فسأله الآخر : إلى أين تذهب ؟ ! .. فأجابه الصديق : إلى البيت لقد اصطدت سمكتان كبيرتان والحمد لله واحدة لي وللأولاد والأخرى أبيعها وأدخر ثمنها .. فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! .. فرد الرجل .. عندما تصطاد أكثر يمكنك أن تبيع أكثر .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ .. قال له كي تحصل على المزيد من رصيدك في البنك .. فسأله .. ولماذا أفعل ذلك ؟ فرد الرجل : لكي تصبح ثرياً .. فسأله الصديق : وماذا سأفعل بالثراء ؟ ! فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمع بوقتك مع أولادك وزوجتك
فقال له الصديق العاقل هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ، ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر .. رجل عاقل .. أليس كذلك .
يقول فينس بوسنت : أصبح الإنسان في هذا العالم مثل النملة التي تركب على ظهر الفيل .. تتجه شرقاً بينما هو يتجه غرباً .. فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد ..لماذا ؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا ، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية . وهكذا يعيش الإنسان معركتين .. معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش ..ولا يستطيع أن يصل إلى سر السعادة أبداً .
أوقاتنا تلك الثروة المهدرة أصبحت رهن الضياع ، إما بسبب تحول أهدافنا ومخططاتنا عن مسارها الصحيح كما ألمح لذلك " فينس " .. أو لأن طموحاتنا لم تتوافق مع مبادئنا وقيمنا ، أو إن المادية المفرطة أغرقتنا كما أغرقت الكثيرين... فمن يتحمل تبعاتها؟؟؟.
حقيقة : لا يمكنك أن تدخر الوقت ، عليك فقط أن تضيعه أو تستثمره
كلمة السر هو أن تعيش وقتك وتستمتع به ، ولكنك تبقي عليه باستثمارك له ليعود في رصيدك وفي خزائنك بالنفع والربح الوفير .
سر السعادة أن ترى روائع الدنيا وتبتهج بها دون أن تخرق قوانينك ومبادئك وقيمك الثابتة ، ودون أن تصطدم مع نواميس الكون الغلابة .
نجاحك في استغلالك لوقتك هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء ، وبين أدوارك في الحياة .
من أجل تحقيق هذا التوازن والتوافق والأداء الجيد لأوقاتنا ؟ يجب اتخاذ الخيارات المناسبة وتحديد الأوليات وزيادة الإنتاجية الشخصية ومهارات الإدارة الذاتية ، وحسم الصراع بين الأولويات والتوقعات والتحكم في التوتر ، ما يؤدي إلى تغيير جوهري لكيفية العمل والحياة . وهذا ما ستقدمه لنا الدورة .
تتباين المفاهيم حول الوقت من شخص لآخر .. فبعض الناس تجده دائماً مشغول ومستعجل .. كلما حدثته عن أمر مهما كانت درجة أهميته بالنسبة له أو لغيره ، فيجيء الرد بأنه مشغول أو مستعجل .. فهذا يعيش في مربع الأزمات والطوارئ البعض الآخر يشكو لك الفراغ وقلة الأعمال ، ويطلب المشورة ماذا أفعل في هذا الوقت؟ فهذا يعيش خارج العصر.. وثالث يشكو لك كثرة الأعباء والمسئوليات رغم إن حياته تبدو عادية وتفتقر إلى الإنجازات الكبيرة ، فهذا يعيش في مربع الخداع .
الافتراضات المتعلقة بالإدارة الفعالة للوقت
1- ( إنفاق وقت يسير في التخطيط يحقق لك إدارة فعالة للوقت )
يحكى أن حطاباً كان يجتهد في قطع شجرة في الغابة ولكن فأسه لم يكن حاداً إذ أنه لم يشحذه من قبل، مر عليه شخص ما فرآه على تلك الحالة، وقال له: لماذا لا تشحذ فأسك؟ قال الحطاب وهو منهمك في عمله: ألا ترى أنني مشغول في عملي؟!
من يقول بأنه مشغول ولا وقت لديه لتنظيم وقته فهذا شأنه كشأن الحطاب في القصة! إن شحذ الفأس سيساعده على قطع الشجرة بسرعة وسيساعده أيضاً على بذل مجهود أقل في قطع الشجرة وكذلك سيتيح له الانتقال لشجرة أخرى، وكذلك تنظيم الوقت، يساعدك على إتمام أعملك بشكل أسرع وبمجهود أقل وسيتيح لك اغتنام فرص لم تكن تخطر على بالك لأنك مشغول بعملك.
وهذه معادلة بسيطة، إننا علينا أن نجهز الأرض قبل زراعتها، ونجهز أدواتنا قبل الشروع في عمل ما وكذلك الوقت، علينا أن نخطط لكيفية قضائه في ساعات اليوم.
2- ( تنظيم الوقت يشمل كل الأعمال مهما صغرت )
في إحصائيات كثيرة نجد أن أمور صغيرة تهدر الساعات سنوية، فلو قلنا مثلاً أنك تقضي 10 دقائق في طريقك من البيت وإلى العمل وكذلك من العمل إلى البيت، أي أنك تقضي 20 دقيقة يومياً تتنقل بين البيت ومقر العمل، ولنفرض أن عدد أيام العمل في الأسبوع 5 أيام أسبوعياً.
5أيام × 20 دقيقة = 100 دقيقة أسبوعياً 100 دقيقة أسبوعياً × 53 أسبوعاً = 5300 دقيقة = 88 ساعة تقريباً!!
لو قمت باستغلال هذه العشر دقائق يومياً في شيء مفيد لاستفدت من 88 ساعة تظن أنت أنها وقت ضائع أو مهدر، كيف تستغل هذه الدقائق العشر؟ بإمكانك الاستماع لأشرطة تعليمية، أو حتى تنظم وقتك ذهنياً حسب أولوياتك المخطط لها من قبل، أو تجعل هذا الوقت مورداً للأفكار الإبداعية المتجددة، وقد تستفيد بهذا الوقت باقتناص مشاهدات تقوم فيما بعد بتدوينها في مقالات .
3- ( لا تجعل نفسك أداة لتحقيق أهداف غيرك )
من السهل إلقاء اللائمة على الآخرين أو على الظروف، لكنك المسؤول الوحيد عن وقتك، أنت الذي تسمح للآخرين بأن يجعلوك أداة لإنهاء أعمالهم، أعتذر للآخرين بلباقة وحزم، وابدأ في تنظيم وقتك حسب أولوياتك وستجد النتيجة الباهرة. وإن لم تخطط لنفسك وترسم الأهداف لنفسك وتنظم وقتك فسيفعل الآخرون لك هذا من أجل إنهاء أعمالهم بك!! أي تصبح أداة بأيديهم.
4- ( تنظيمك الوقت يجعلك أكثر تكيفاً ومرونة مع الأحداث )
تنظيم الوقت لا يعني أن تصبح آلة تنفذ الأعمال المخطط لها فقط، إن تنظيم الوقت يجب أن يكون مرناً حتى لا تصبح كالآلة، فنحن مهما حاولنا أن نتوقع كيفية تنظيم أوقاتنا فستأتينا أمور وأشياء لم نكن نتوقعها، هنا علينا أن نفكر في الأمر، هل الذي خططت له أهم أم هذا الأمر الذي طرأ مؤخراً؟ تختلف الإجابة على هذا السؤال باختلاف أهمية ما خططت له، لذلك التلقائية تعزز أكثر وتصبح عقلانية أكثر وقد كانت قبل التنظيم تلقائية فوضوية.
5- ( التخطيط لساعة يوفر لك من ساعتين إلى أربع ساعات )
افرض أنك ذاهب لرحلة ما تستغرق أياماً، ماذا ستفعل؟ الشيء الطبيعي أن تخطط لرحلتك وتجهز أدواتك وملابسك وربما بعض الكتب وأدوات الترفيه قبل موعد الرحلة بوقت كافي، والحياة رحلة لكنها رحلة طويلة تحتاج منا إلى تخطيط وإعداد مستمرين لمواجهة العقبات وتحقيق الإنجازات.
ولتعلم أن كل ساعة تقضيها في التخطيط توفر عليك ما بين الساعتين إلى أربع ساعات من وقت التنفيذ، فما رأيك؟ تصور أنك تخطط كل يوم لمدة ساعة والتوفير المحصل من هذه الساعة يساوي ساعتين، أي أنك تحصل على 730 ساعة تستطيع استغلالها في أمور أخرى كالترفيه أو الاهتمام بالعائلة أو التطوير الذاتي.
عدل سابقا من قبل الأمير خالد في الأربعاء مايو 20, 2009 10:12 am عدل 1 مرات
موضوع: رد: أهمية الوقت الأربعاء مايو 20, 2009 10:07 am
6- ( تنظيمك الوقت يخلق لك فرصاً إضافية للتنفيس والتخلص من الضغوط )
للأسف يؤمن الكثيرون بأن تنظيم الوقت سيفقده أوقات الراحة والترفيه . إن تنظيم الوقت عادة شخصية ترتبط بالشخص نفسه، فهو الذي يحدد أوقات الجد وأوقات الترفيه والراحة، والتنظيم يهدف فقط إلى تحقيق أفضل إنجازات وتخفيض الضغوط عن كاهل الشخص وكذلك إتاحة وقت له كي يطور نفسه ويتعلم ويمارس هواياته، تنظيم الوقت لا يعني الجدية التامة هو فقط يعني التنظيم في كل شيء حتى الترفيه يصبح منظماً وموجهاً أيضاً.
فمثلاً، تود قضاء وقت مع العائلة في رحلة، حدد لها موعداً وقم بالإعداد المسبق لهذه الرحلة وكيف أعمالك وارتباطاتك لكي لا تضيع عليك وقت الرحلة، وبذلك تربح عدة أمور، أولاً: رفهت عن نفسك، ثانياً: رفهت عن عائلتك، ثالثاً: يزداد الترابط بينك وبين عائلتك لأنك وضعت عائلتك ضمن دائرة الاهتمام وخططت لكي تقوم بأنشطة فعلية لصالح عائلتك.
7- ( تنظيمك للوقت قد يجبرك أحياناً على عدم التننظيم )
قد لا تستطيع الاستمرار في التنظيم لظروف تمر بها .. فماذا تفعل ؟ لا تقلق أبداً فهذا شيء طبيعي، المرأة الحامل مثلاُ أو التي أنجبت طفلاً، عليها أن تهتم بطفلها لمدة سنتين أو أكثر وعلى طوال اليوم، فكيف تنظم وقتها؟ عليها أن تنسى الدفاتر والجداول وتضع جدول وحيد فقط حتى تهتم بالطفل الصغير، تضع فيه مواعيد زيارة المستشفى مثلاً وكذلك تحدد لنفسها كتب تقرأها في وقت فراغها عن تربية الأطفال مثلاً، هذا مثال بسيط وقس عليه أمثلة أكبر وأكثر .
في الإجازات مثلاً، هل نحتاج لتنظيم الوقت أم لاستغلال الوقت؟ هناك فرق كبير طبعاً، أنا بحاجة لاستغلال وقت الفراغ في الإجازة لصالح تنمية مهاراتي ومعلوماتي أو حتى الترفيه عن نفسي، وبهذا قد لا أحتاج إلى الجدولة والتنظيم، لذلك لا تقلق إن مرت بك ظروف تجبرك على عدم التنظيم.
8- ( لا تتقيد بأداة واحدة لتنظيم الوقت )
الحاسوب أداة مرنة وسهلة وممتازة لتنظيم الوقت، لكن ليس كل من لا يملك حاسوباً لا يستطيع تنظيم وقته، هذا ليس بعذر أبداً، كل ما تحتاجه مفكرة وقلم وجدول، وهناك دفاتر خاصة لتنظيم الوقت وسعرها رخيص نسبياً وهي أدوات ممتازة لتنظيم الوقت.
عليك أن تدون أفكارك وأهدافك وتنظم وقتك على الورق أو على حاسوب المهم أن تكتب، وبهذا ستكسب عدة أمور، أولاً: لن يكون هناك عذر اسمه نسيت! لا مجال للنسيان إذا كان كل شيء مدون إلا إذا نسيت المفكرة نفسها أو الحاسوب!!
ثانياً: ستسهل على نفسك أداء المهمات وبتركيز أكبر لأن عقلك ترك جميع ما عليه أن يتذكره في ورقة أو في الحاسوب وهو الآن على استعداد لأن يركز على أداء مهمة واحدة وبكل فعالية.
10- ( تنظيمك للوقت يقلص الأزمات ويحاصر الضغوط )
تنظيم الوقت يساعدك على التخفيف من هذه الأزمات وفوق ذلك يساعدك على الاستعداد لها وتوقعها فتخف بذلك الأزمات وتنحصر في زاوية ضيقة، نحن لا نقول بأن تنظيم الوقت سينهي جميع الأزمات، بل سيساعد على تقليصها بشكل كبير.
11- ( لا يمكنك توفير الوقت يمكنك فقط أن تستثمره أو تضيعه )
ما من سبيل لتوفير الوقت ، وما عليك إلا أن تقوم بتمضيته ، وكمثال لو قمت بتخفيض المدة الضرورية لإنجاز مهمة ما ، فستقضي الوقت الذي وفرته في إنجاز عمل آخر .. ومن مقولات باركنسون " إن العمل يمتد ويتضخم بحيث يملأ الوقت الذي يحتاجه لكي يتم إنجازه "
فكر ملياً في الأسلوب الذي تنوي اتباعه لتمضية الوقت ، وخصص الوقت الكافي لقضاء المهمات التي يجب عليك إنجازها . أو تلك التي ترغب في قضائها ، ولا تضيع وقتك في الأعمال التي لا تمت إلى أهدافك بصلة .
11- ( كثرة الأعمال ليست حافزاً لإنجازها في وقت أقل )
إذا كنت منشغلاً للغاية ، فهذا لا يعني بالضرورة أنك قد قمت بتحقيق نتائج ما ، فالإقدام على عمل بدون تخصيص الوقت الكافي للتفكير والتخطيط قد يؤدي إلى نتائج خاطئة وكذلك في بعض الأحيان يقوم البعض بتخصيص وقت طويل في قضاء أمور تافهة لا تساهم إلا بالقدر اليسير أو حتى لا شيء في تحقق أهدافهم ذات الأولوية القصوى .
فكر ملياً قبل أن تقرر تخصيص الوقت لعمل ما ، وعليك أن تسأل نفسك عن النشاطات التي قد تساهم في تحقيق هدفك الأول ، والتي هي ضمن قائمة الأمور التي تنوي القيام بها وكذلك النشاطات التي تحتاج إلى إضافتها .
12- ( المجهود الزائد لا يعوض ضيق الوقت )
لا تختر الأسلوب الشاق في العمل . بل حاول أن تعمل فكرك وذكائك ، وهذا أحياناً قد يعني المزيد من الجهد في العمل ، ولكن من الأفضل أن تقوم بالبحث عن أساليب أخرى لإنجاز العمل ، وذلك بأن تسأل نفسك عما إذا كانت جميع الخطوات المتبعة ضرورية لإنجاز العمل ؟ وعما إذا كان من المكن دمج واختصار تلك الخطوات وخصوصا ً إذا كان قد سبق للآخرين القيام بمثل هذا العمل .
حاول إيجاد السبل لتخفيض عدد المهمات أو الخطوات المتبعة ، والتي من شأنها إنجاز العمل بصورة أسهل وأسرع مع المحافظة على المستوى الجيد في الأداء .
13- ( التفويض والتدريب للآخرين خير من تكرار العمل إلى الأبد )
إذا كنت تدير عمل ، فإن تقييم أداءك كمدير للعمل يتوقف على حسن إدارتك لفريق عملك وعلى حسن أداء هذا الفريق الذي ترأسه ، وهذا يعني أنه إذا حاولت كمدير أن تقوم بجميع أعباء ومهام إدارتك وحدك فإن هذا من شأنه حرمان أعضاء الفريق الذي ترأسه من فرص النمو والتعلم ، أضف إلى ذلك أنك ستضطر إلى قضاء أغلب وقتك في الإنتاج لا في التخطيط أو الإدارة ، وهو الدور الصحيح الذي أعددت للقيام به .
عليك بتفويض من هم دونك بإنجاز الأعمال المناطة بهم ، وهذا من شأنه تنمية قدراتهم ، وتشجيعهم على تأدية عملهم كفريق ، وإذا لم تتوفر المهارة الكافية ، فإنفاقك ساعة من وقتك لتعليمهم وتدريبهم خيراً لك من أن تكرر أنت نفس العمل إلى الأبد .
14- ( حل المشكلة ووضع الحلول يسهل كلما اقترابنا من أسبابها )
من البديهي أنه لا سبيل إلى إيجاد حل لمشكلة ما بدون التعرف على تفاصيلها أولاً ، ومحاولة الوصول إلى حل المشكلة بسرعة ينتج عنه معالجة الأعراض أو الظروف المحيطة بالمشكلة وليس حل جوهر المشكلة ، والسبيل الصحيح كي تتمكن من التعرف على تفاصيل المشكلة هو جمع المعلومات الكافية عن الموضوع ، فمثلاً لو كانت المشكلة المطروحة متعلقة بالوقت الطويل الذي يقضيه الموظفون على الهاتف ، فما عليك إلا أن تقوم بتدوين أرقام المكالمات المطلوبة ، ومدة الاتصالات الهاتفية ، وتوقيت المكالمات ، وكذلك الأشخاص الذين قاموا بالاتصال ، وهذا يعني أنه في حالة توفر المعلومات الكافية فبإمكانك أن تعي طبيعة المشكلة بالضبط وكيفية حلها والتصدي لها .
ليس من الصواب أن نفترض أن الأعراض أو الظروف المحيطة بمشكلة ما بمثابة لب المشكلة نفسها فالسبيل الوحيد لتفهم طبيعة أي مشكلة هو السعي إلى جمع المعلومات الكافية عن موضوع المشكلة ، وحالما تتوفر هذه البيانات بصورة كافية تبدو الحلول أسهل واحتمالات تحقيقها أكثر .
15- ( التخطيط للأعمال الروتينية من تنظيم الوقت )
فتسجيل وقائع وتوقيت الأعمال اليومية على مدى من الزمن يمكننا من التعرف على نمط أعمالنا الدائرة ، وتوقيتها ، وهذا لا يعني أنه باستطاعتنا معرفة ما سيستجد من أعمال ، ولكن على الأقل سيمكننا من التنبؤ بعدد وطبيعة النشاطات والأعمال المتوقعة خلال أسبوع من الزمن .
من المهم التخطيط للأعمال الروتينية بعد التعرف على أنماطها تاركاً بعض المجال للأعمال الطارئة.
16- الاستخدام الفعال للوقت شرط أساسي للنجاح في حياتك .
النجاح يعنى تحقق الأهداف، وإدارة الوقت تعنى إختيار وأداء الأعمال التى تكفل تحقق الأهداف ، ضع أهدافك اعمل على تحقيقها .. تنبه دائماً إلى الأعمال التي تقوم بها هل هي في دائرة تحقيق أهدافي أما لا ، ومن ثم انطلق للنجاح .
17- ( إدارة الوقت تعني إدارة حياتنا )
عدد الثوان والدقائق والساعات والأيام ما هي إلا حياتنا ، والتخطيط لاستثمارها الاستثمار الأمثل هو الإدارة الجيدة لحياتنا ، فلا تترك الأحداث تسوقك ، حدد هدفك في الحياة .
موضوع: رد: أهمية الوقت الأربعاء مايو 20, 2009 10:09 am
18- إدارة الوقت مهارة قابلة للاكتساب والتطوير
لكل منا عادات وسمات مختلفة وهي قابلة للتغيير والتطوير ، فاكتسب ما يضيف إلى رصيدك قيمة ، واحرص على ما ينفعك .
19- المدير الفعال هو ذلك الشخص الذي ينجز الأعمال بكفاءة وفعالية .
علينا هنا التمييز بين المهارة والقدرة على إنجاز العمل بسرعة وأقل تكلفة من جانب ، وبين الفعالية ، والتي هي إنجاز العمل المراد إنجازه في الوقت المحدد وبالطريقة الصحيحة التي تحقق أهدافك . إن إنجاز العمل الصائب المحقق للأهداف هو أهم من القيام بالأعمال بشكل صحيح ( وبينما يقوم الفنييون بإنجاز العمل بالطريقة الصحيحة ، فعلى مدراء الإدارات أن يقوموا بإنجاز العمل الصائب ) أي العمل الذي يخدم أهداف المؤسسة .
علينا التركيز على الفعالية وعلى النشاطات التي .. تساهم في تحقق أهدافنا .
20- (الوقت ينبغي إنفاقه على مايستحقه من أعمال)
المزيد من الوقت ينبغى إنفاقه على ما يستحقه من أعمال ، راع التوازن في توزيع الأعمال . إن مفهوم الإدارة الفعالة للوقت هو تكريس المدة المناسبة من الوقت للقيام بكل مهمة ، وقد يتطلب إنجاز بعض المهام وقتاً أقل بينما بعض المهام الأخرى وقتاً أكثر . لا تنسى أن ( الواجبات أكثر من الأوقات) .
21- (الوقت متاح للجميع)
الوقت متاح للجميع ، ولكنه محدود ، ولذا فإن أردت إدارة وقتك بشكل فعال فعليك مراعاة التناسب والتوازن في قضاء وقتك ، وعليك التحكم في وقتك وأن لا تدع الوقت ولا أحداث تتحكم فيك .
حدد أهدافك حسب اولوياتها ، ثم اقض مدة أكبر في إنجاز الأهداف الهامة ذات الأولوية القصوى .
22- تنظيم الوقت واجب شرعيّ، وليس نفلاً أو تطوعاً ودلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي قدمنا بها في المقدمة النظرية .