موضوع: هدى شعراوي رائدة النهضة النسائية المصرية الأربعاء مايو 27, 2009 1:58 pm
هدى شعراوي رائدة النهضة النسائية المصرية
هى نور الهدى محمد سلطان ولدت بمحافظة المنيا بمصر عام 1879 ناشطة مصرية في مجال حقوق الإنسان والمرأة، و مناهضة للإستعمار البريطاني في مصر ....
ان قضية تحرير المرأة المصرية من براثن الظلام والكبت والتى عاشت كثرا فى الظل وتوارت تحت الحجاب محرمة من ابسط حقوقها فى ابداء الرأى والتعبير وحقها فى التعليم والزواج عن اختيار ، كل تلك الاشكاليات التى عانت منها المرأة المصرية فى حقب العشرينات وما قبلها ، ووصفت كل من نادت بحريتها بانها خارجة عن المسار الصحيح وانهالت عليها التهم ، فاغلب الشخصيات النسائية اللواتي تبنين ـ هذا المبدا ما زُعم زوراً ـ تحرير المرأة، كنَّ في الواقع شخصيات مأزومة، عاشت ظروفاً اجتماعية قاسية نتيجة غياب الوعي الكامل بمقتضى الإسلام عن نطاق أسرهن، مع امتلاكهن ـ هؤلاء النسوة ـ قدراً من التحدي وعدم التسليم بالأمر الواقع، فإذا حاولن تغيير وضعهن ونظرة أهلهن والمجتمع المحيط بهن، سلكن طرقاً ملتوياً وانجرفن في دوامات لا يستطعن التراجع عنها!
فمن هذه الشخصيات والتى تعتبر رمزاً من رموز التحرر النسوي، هى "هدى شعراوي" (1878 ـ 1947م) أو: نور الهدى محمد سلطان باشا، ربيبة أحد أكبر بيوتات مصر، الذين عُرفوا بالثراء والتأثير الواسع في الرأي العام.
حياتها عندما توفى والد هدى كانت لا تزال فى وقت مبكر من حياتها فقد كانت فى التاسعة من عمرها فقط ، تولى ابن عمها والوصي عليها "علي باشا شعراوي" تربيتها ورعايتها، وعلى باشا شخصية صارمة حازمة، فحرمها من اول حق لها فى الحياة وهو التعليم فقد كان لا يرى اهمية او جدوى من تعليم البنات، فحرمها منه، فيما أفسح المجال لأخيها الأصغر عمر، فألحقه بالمدارس، وعندما أتمَّت هدى التاسعة من عمرها طلبها "شعراوي باشا" زوجة له، فوافقت أمها على الفور ، ثمَّ زفَّت والدتها النبأ لابنتها التي امتقع لونها، وصُدمت، فالفارق بينها وبين شعراوي باشا يقارب الأربعين عاماً، وهي في سن ابنته، فقد كان شعراوي متزوجاً من امرأة أخرى، وله منها ابن في نفس عمر هدى!
الاعتراض ... والزواج
اعترضت هدى بشدة على هذا الطلب الذي اعتبرته سخيفاً، لكن لم يكن هناك مخرج، فأشارت عليها أمها أن توافق، على شرط أن يطلق شعراوي زوجته الأولى، وأن ينصّ على هذا في عقد الزواج.
وافقت هدى بعد إلحاح من أمها على هذا الحل الذي أراحها جزئياً، وتمَّ الزفاف في حفل ضخم، وبعد أن انتهى شهر العسل بأيام؛ بدأت الشائعات تتناثر بأنَّ الزوجة الأولى تطوف بيوت الأعيان وتقول إنَّ علي باشا شعراوي أعادها إلى عصمته، فجنَّ جنون هدى شعراوي، وأصرَّت على الطلاق، فاضطر على شعراوي أن يطلِّق زوجته على مضض، رزقت بعدها هدى بولد وبنت هما محمد وبسمة فكانا كل حياتها ومصدر اشعاع البسمة الوجيد فى حياتها .
التمرد وخلع الحجاب " الوجه "
هذه الخلفية الاجتماعية التي انطلقت منها هدى شعراوي، جعلتها متمردة حانقة على كل شيء، وكانت في طليعة النساء التحرريات، بل كانت من أهم الرموز النسائية التغريبية في العالم العربي، وكانت أول امرأة تخلع الحجاب علانية أمام الناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها "سيزا نبراوي" عقب عودتهما من مؤتمر نسائي دولي سنة 1923م، وكانت هدى حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، إذ شاركت في 14 مؤتمراً نسائياً دولياً في أنحاء العالم العربي، وأسست 15 جمعية نسائية في مصر وحدها، وكانت رئيسة الاتحاد النسائي المصري، وأسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية.
العمل النسوي
انطلقت هدى شعراوى فى العمل الاجتماعى الداعم ، فأسست جمعية لرعاية الأطفال العام 1907. وفي العام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.
من دعواتها
من تجربتها المريرة التى عاشتها وهى صغيرة السن وزواجها وهى لا تزال فى التاسعة من عمرها ادى الى تبنيها الدعوة الى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، كما سعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه. و هو مااعتبره البعض وقتها علامة "انحلال"، لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة و تثقيفها و إشهار أول اتحاد نسائي في مصر.
انجازتها ومناصب
شغلت هدى شعراوى منصب رئاسة الاتحاد النسائى المصرى بعد ان قامت بتأسيه عام 1923 ، كما كانت عضوا مؤسسا فى الاتحاد النسائى العربى ، ثم بعدها سارت رئيسة للاتحاد فى عام 1935
وفي نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي ، حضرت عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما العام 1923 و مؤتمر باريس عام 1926 و مؤتمر أمستردام العام 1927 و مؤتمر برلين العام 1927 و مؤتمر استنبول العام 1935[4] ، وكذلك دعمت إنشاء نشرة "المرأة العربية" الناطقة بإسم الإتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة l'Egyptienne العام 1925 و مجلة المصرية العام 1937.
العمل حتى النهاية ..... الوفاة
ظلت تعمل هدى شعراوى وتكافح من اجل نصرة المرأة واثبات حقها ودورها الرائد فى مختلف القضايا الوطنية والعربية ، لتبرهن على دور المرأة القيادى ، فكانت اخر انجازتها قبل وفاتها فى عام 1938 ، حيث نظمت مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف. في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، أرسلت شعراوي خطابا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة . توفيت بعد ذلك بأسبوعين في 13 ديسمبر 1947 .
من مؤلفاتها
عصر الحريم - يحكي مذكرات المرأة المصرية في الفترة ما بين (1880-1924). و قد ترجمته إلى الإنجليزية الصحفية البريطانية مار غوت بدران
أعمال فنية
عرضت الشاشات التلفزيونية مسلسلا بإسم مصر الجديدة يتحدث عن الفترة التي عاشتها هدى شعراوي والوضع السياسي في تلك الفترة، المسلسل كان من تأليف يسرى الجندي وإخراج محمد فاضل ومن بطولة فردوس عبد الحميد.