هل سمعت من قبل عن خان الخليلي؟
هل تعرف لماذا سمي بهذا الاسم، هل تتخيل شوارعه، أزقته، بضاعته؟
خان الخليلي واحد من أعرق أسواق الشرق، يزيد عمره على 600 عام ، ومازال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن.
لو عدنا بالزمان إلى الوراء كثيراً لرأينا أن الخان كان مبنى كبيراً مربع الشكل يحيط بفناء، تشمل الطبقة السفلي منه الحوانيت، وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن.
يقع خان الخليلي في شارع يوازي شارع المعز لدين الله الفاطمي . ويوجد به اثنان من أشهر مساجد مصر الإسلامية هما:
الجامع الأزهر الذي تم بناؤه في العهد الفاطمي، و مسجد الحسين الذي يحظى بمكانة كبيرة في نفوس المصريين الذين تربطهم عاطفة شديدة القوة بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو واحد من ثمانية وثلاثين سوقاً كانت موزعة أيام المماليك على محاور القاهرة.
ويتوسط الخان المدينة القديمة فوق مقابر الخلفاء الفاطميين سابقاً، فقد قام المعز لدين الله باستحضار ثلاثة توابيت معه من القيروان من أسلافه ودفنهم في مقبرته، حيث دفن بعدها هو وخلفاؤه فيها، وقد أمر الخليلي باني السوق بنقل المقابر إلى أماكن أخرى وتأسيس سوق للتجار.
لماذا سمي الخان باسم خان الخليلي ؟
يحمل الخان لقب الخليلي نسبة إلى السلطان جاهركس الخليلي أحد سلاطين المماليك الجراكسة وهو الذي أسسه عام 1382 م ، أي منذ ما يزيد على 620 عاماً على أنقاض مقابر الخلفاء الفاطميين في مصر والتي عرفت باسم تربة الزعفران .
عندما يذكر خان الخليلي لابد من أن يذكر مقهى الفيشاوي
ولكن ماحكاية هذا المقهى؟
يزيد عمر مقهى الفيشاوي عن مئتي عام، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، وكان الكاتب الكبير نجيب محفوظ من أشهر رواده في فترة الستينات من القرن العشرين.
وإذا بدأت الرحلة معنا إلى الخان فلابد وأن تلقي نظرة على ماتبقى من مشربيات مطلة على الشارع أو الحارة، وأسبلة جميلة مشغولة واجهاتها بالنحاس وفيها أحواض الماء التي كانت تروي العطشان وعابر السبيل.
ويحتاج زائر الحي إلى حساسية خاصة للمرور داخل الأزقة الضيقة وسط زحام أسطوري من البشر والمقاعد الخشبية التي رصها أصحاب المقاهي لجذب الرواد، وبمجرد أن تدخل الشارع يتناهى إلى الأسماع عبارات الترحيب باللهجة المصرية خفيفة الظل، وكلمات أولاد البلد المرحبة تدعو الزائرات والزائرين للفرجة، واللي مايشتري يتفرج. ولو دخلت أحد الحوانيت فإن البائع يستقبلك بعبارة مصر نورت يابيه ، ويبدأ في عرض ما لديه من بضائع، لاتفارقه ابتسامته، وكلماته المتدفقة حول جودة بضاعته، وأنها صنعت خصيصاً لعشاق الفن اليدوي، وتجار الخان خبراء في فن البيع، ورثوا التجارة والشطارة عن الأجداد، وهم يعرضون الأصيل والمزيف من البضائع، ولهم ولع عجيب بالمساومة، كما يتسمون بصبر وجلد على إقناع الزبون.
ومن أشهر مايعرض في الخان المسابح بمختلف أنواعها منها المصنوع ببذر الزيتون والبلاستيك وتسمى نور الصباح وبعضها ينتمي لفصيلة الفيروز والمرجان والكهرمان ومنها ما يصنع من خشب الصندل، أما أشهر ما يعرض على النساء فهو العقد الذي تتدلي منه عين حورس.