هل يُغيّر المليون دولار حياتك؟!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
تخيّلي أنّكِ حصلتِ فجأةً على مليون دولار وقلت وداعاً لمطبخ المنزل أو كرسي الوظيفة.. تخيّلي أنّكِ تملّكت في ليلة وضحاها منزلاً فخماً وسيّارة عصرية، فهل تحقّق هذه الدولارات السعادة الحقيقية التي التي تبحثان عنها؟!
عندما نقول كلمة "مليون" تتبادر على الفور إلى أذهاننا صورة الإعلامي جورج قرداحي في برنامج المسابقات الأشهر في العالم العربي "من سيربح المليون" والذي جعلنا نعتقد بأنّ حلمنا قد يصبح حقيقة. لكن هل تساءل أحدكم عمّا سيفعله إن كان رابح المليون، لا سيّما إن كان المبلغ بالدولار؟!
- مطعم وسيّارة ورحلة ترفيهية
لكلّ إنسان طريقته الخاصّة في إنفاق هذا المبلغ الكبير إذا ما حصل عليه، وهي تختلف تبعاً لثقافته وبيئته ودرجة وظيفته، فـ "ستّ البيت" على سبيل المثال لن تصرف المال كما قد يفعل رجل أعمال أو مدير شركة أو حتّى موظّف صغير أو عامل في محطّة بترول، وحول هذا الموضوع تقول لانا: "مليون دولار مبلغ صغير جدّاً بالنسبة إلى طموحاتي، فأنا أحلم بتأسيس عمل خاصّ بي كافتتاح مطعم فكرته جديدة وغريبة عن المتّبع في العالم العربي، وطبعاً سأشتري سيّارة جميلة لأنّي أعاني جدّاً بفعل أزمة المواصلات، لكنّي قبل أن أنفق درهماً واحداً على كلّ هذا، سأشتري تذكرة سفر إلى أجمل جزيرة في العالم لأنسى همومي ومشاكلي على شطآنها".
- فرحة مميتة!
أبدى معظم الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقات المتوسّطة تحديداً والذين يشغلون الوظائف العادية رغبة مشتركة تمثّلت بالسفر إلى بلد جميل للاسترخاء والنقاهة بعيداً عن ضوضاء العمل اليومي، علماً أنّ ردود فعل بعضهم كانت طريفة لدى سماعهم عبارة "مليون دولار". وتقول ريتّا: "في البداية سأُصاب بسكتة من وقع الفرحة، وأعتقد بأنّي سأصرف جزءاً من المبلغ عندئذ على علاجي! أمّا ماذا أفعل بالمليون دولار، فأشياء كثيرة منها شراء بيت جميل والسيّارة التي أحلم بها، كما سأعيش حياة مرفّهة لا ينقصني فيها أيّ شيء، وطبعاً لن أفكر أبداً في افتتاح مشروع خاصّ بي، إذ تكفيني السنوات التي قضيتها خلف المكتب في الوظيفة، فقد حان الوقت لأتذوّق طعم الرفاهية". أمّا لانا، فلم ترض فضولنا لدى سؤالها وأجابت قائلة: "صدّقوني لا أعرف ماذا سأفعل بهذا المبلغ، لكني أعتقد بأنّي سأسارع فوراً إلى أكبر مركز للتسوّق وأبتاع منه مجموعة كبيرة من الملابس والأكسسوارات، ثمّ أقصد إحدى المدن الساحلية الجميلة وأفكّر في طريقة لإنفاق المبلغ بينما أنا مسترخية على شط البحر!".
- وداعاً لمكاتب الوظيفة
كان من الملاحظ أنّ أحلام نسبة كبيرة من النساء اللاتي يشغلن مناصب تنفيذية تمحورت حول المشاريع الترفيهية التي تحتاج إلى لسمات نسائية، والغريب أنّها كانت بعيدة كلّ البعد عن شهاداتهنّ العلمية والمكانة الوظيفية التي تشغلها كل واحدة منهنّ، كحال منال التي تعمل مسؤولة في إحدى الشركات التجاريةن وهي تقول: لعلّ أوّل قرار أتّخذه بعد حصولي على المبلغ هو العودة إلى وطني وإطلاق مشروع لطاما حلمت به ألا وهو افتتاح ما يُسمّى "ملتقى النساء" وهو مقهى راقٍ جّداً للنساء فقط يجدن فيه مكتبة كبيرة ومهمّة، ومجلس ذا تصميم فاخر محاط بالزهور ليتبادلن فيه الأحاديث والأفكار. لكنّي لن أفوّت طبعاً فرصة القيام بجولة سياحية ممتعة، فالمال وفير ولا ضير في الترفيه عن النفس قليلاً".
- المليون دولار لغة العصر!
على الرغم من أنّ مبلغ المليون دولار لا يساوي شيئاً أمام ثروة أولئك الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة الثرية ويعملون في التجارة والاستثمار، إلا أنّ إجابات هؤلاء أنفسهم تلخّصت باستثمار المبلغ في ما يعود عليهم بملايين إضافية! ويقول ع. ج. أحد رجال الأعمال المعروفين في مدينة دبي: "سأكون سعيداً بالطبع إن ربحت المليون دولار حال أيّ شخص، فقيراً كان أم ثريّاً، وسأضمّها على الفور إلى الأموال التي أستثمرها في البناء والمشاريع العقارية، أو ربّما أشتري أسهماً في البورصة لأنّي إن خسرت المبلغ لن أتأثّر كثيراً بما أنّه لم يأتِ من عرق جبيني".
ولم يستغرب السيّد ع. ج. عندما أخبرته أنّ معظم الأشخاص الذين يعتمدون في معيشتهم على رواتبهم الشهرية فحسب لم يفكروا في استثمار المبلغ على طريقته على الرغم من أنّها فرصة ذهبية لن تكرّر في حياتهم لتغيير وضعهم الاجتماعي، وردّ قائلاً: "لا تضحكي إن قلت لك إنّنا المستثمرين ندرك قيمة الدولار الواحد أكثر من أيّ شخص عادي، لأنّنا تعبنا كثيراً في حياتنا حتّى جعلنا من الآلاف ملايين ثمّ مليارات، والدرهم الواحد لا يأتي بسهولة لذا يجب أن تتعلمي كيف تحافظين عليه لتؤمّني لك ولأولادك حياة كريمة وراقية".
- قوّة الإرادة تعادل مليون دولار
لقد كشف مبلغ المليون دولار هذا أنّ ما نسبته 18 في المئة من الأشخاص الذين استطلعنا آراءهم يفكرون في استغلال المبلغ للقيام بمشاريع تجارية مربحة، وهم حصرياً أصحاب رؤوس الأموال أو الذين يشغلون مناصب رفيعة في شركاتهم، وأكد بعضهم على أنّ قوّة الإرادة تعادل ملايين الدولارات، ومن يصمّم على فعل شيء لن ينتظر أن يهبط عليه مليون دولار من السماء!
ويقول طارق: "لا أجد مبلغ المليون دولار خيالياً إلى هذه الدرجة التي تتحدّثون عنها، فقد يصرفه المرء في هذه الأيّام خلال رحلة إلى "لاس فيغاس" مثلاً، وأنا شخصياً مصمّم على تحقيق المشروع الذي أحلم به إن ربحت المليون أو لم أربحه بوجود قوّة الإرادة والتصميم، لكن طبعاً وجود مليون دولار يسهّل الطريق عليّ!
- المال طريق مختصر لتحقيق الأحلام!
لقد وفّر مبلغ المليون دولار لحظات من السعادة للناس وإن كانت سعادة وهمية، ذلك أنّهم غادروا أرض واقعهم إلى خيالي يتمنّون العيش فيه، ففاتن مثلاً وجدت فيه وسيلة لتحقيق حلم يُعتبر مستحيلاً في ظلّ ظروفها المادية وهو تأسيس مزرعة للمنتجات العضوية وإنشاء فروع لها في كافّة أنحاء العالم، وابتياع منزل قديم وسط هذه المزرعة، فيما تمنّت يارا أن تجول في كلّ أنحاء العالم ليس بهدف الاستجمام شأن معظم الناس، وإنّما لتختزن في مخيّلتها خلفية كبيرة عن الثقافات المختلفة وتجسّدها من خلال قصص وحكايات لتحقيق حلمها بأن تصبح روائية متمكّنة من أدواتها.
وفي حين أبدى نحو 47 في المئة من الناس رغبتهم في التبرّع بجزء من المبلغ للمحتاجين أو للجمعيات الخيرية، أعربت 65 في المئة من النساء سواء المتزوّجات أم العازبات عن النيّة باستغلال المبلغ لإجراء بعض العمليات التجميلية! لكنّ الغريب أنّ أحداً من الشبّان العازبين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة لم يفكر في الزواج، كما لم تحفّزهم فكرة وجود مليون دولار في أرصدتهم في البنوك على توظيف المبلغ في مشروع، بل فضّلوا ادّخار المبلغ. ويقول رامي: "الواقع أنّ فكرة وجود مليون دولار في رصيدي كفيلة بأن تجعلني أستبعد موضوع الزواج لبعض الوقت، وأعتقد بأنّي أفضّل توفير المال في البنك، وبالتأكيد سأسافر في رحلة استجمامية إلى الخارج، لكنّي لن أفكر في الاستقالة من الوظيفة، سيّما وأنني لن أكترث إن اقتُطع مبلغ من راتبي في حال التغيّب عن العمل أو حتّى إن تشاجرت مع مدير الشركة".
www.balagh.com