موضوع: النفس ملك لله الجمعة يوليو 03, 2009 2:11 pm
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن اعتقاد العبد ملكية نفسه لخالقه ومولاه، يقتضي منه أن لا يصرفها إلا وفق ما يحبه ربه ويرضاه.فلا حركة لها ولاسكون إلا من بعد إذنه تعالى، ولا يقول قولا ولا يفعل فعلا حتى يعلم حكم الله فيه، وهذا شامل لأعمال القلب والجوارح. وقد حكى الإمام الشافعي _رحمه الله_ في ذلك إجماعا عن أهل العلم، نقله عنه الإمام القرافي_رحمه الله_فقال : إن الغزالي حكى الإجماع عن إحياء علوم الدين والشافعي في "رسالة" حكاه أيضا، في أن المكلف لا يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه، فمن باع وجب عليه أن يتعلم ما عينه الله وشرعه في البيع..... وما يتبع ذلك من أقوال وأفعال. بإبرام هذا العقذ بين العبد و خالقه يوجب عليه الاستقامة على طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والقيام على حدوده والسير على منهج نبيه عليه الصلاة والسلام.كما قال ذو الجلال والإكرام :" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون" (فصلت 30)، أي : آمنوا بربهم وأقروا له بالوحدانية ثم استقاموا على طاعته، فكان لذلك الإقرار أثر عظيم على الجوارح .إذ دفع بها إلى الانقياد لأمر الله الكوني والشرعي. ومتى استقرت هذه الحقيقة في نفس المؤمن كان حقيقا بوصف العبوديةجديرا به، ومن كان هذا حاله فإنه يعيش مطمئن النفس مرتاح البال. راضيا عن الله في كل ما يجريه عليه من أحكام وأحوال. عن أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي- من كتاب: الطريق إلى السعادة. بتصرف :