كان أبو لهب عم النبي عليه الصلاة والسلام وقد أعتق جارية له بشرته بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد زوج الرسول ابنتيه (رقية وابن كلثوم)من ولدا ابي لهب (عتبة وعتيبة)
ولما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام بالرسالة كان أبو لهب من أشد المعارضين له وساعدته في ذلك زوجته (أم جميل) التي عمدت غلى تطليق ابنتيه لإغاضته وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى (يا صاحباه) فاجتمعت إليه قريش "أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أم ممسيكم أكنتم مصدقي" قالوا (نعم) قال"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب (ألهذا جمعتنا تبا لك سائر اليوم) فنزلت فيه سورة المسد ولما أجمعت قريش على مقاطعة بني هاشم و انضم (ابو طالب) مع النبي تلبية للعصبة خرج أبو لهب على اخوته وحالف قريشا، وكان معهم في الصحيفة التي كتبوها لمقاطعة النبي .
وكان الرسول يسكن بين أشر جارين ( عقبة بن أبي معيط) الذي كان يلقي الروث على النبي وهو ساجد ويحاول خنقه و( أبا لهب) الذي كانت تلقي امرأته بالشوك والأذى على باب النبي صلى الله عليه وسلم كما كانت تسعى بين الناس بالوقيعة والتشهير بخديجة.
وسورة المسد تعطينا صورة بما كانت عليه هذه المرأة وزوجها إنها تبدأ بذكر الهلاك والبوار والقطع ليد أبي لهب جزاء مقاطعته لهذا الدين " تبت يدا أبي لهب وتب" (سورة المسد:1) ولما كان أبو لهب من أغنياء مكة فإن المال لم ينفعه في الدنيا . وفي الآخرة له العذاب المهين " وما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب"(سورة المسد:2-3) ليس وحده ولكن معه امرأته شريكة طغيانه وقد صورها القرآن الكريم كالحطابين الذين يضعون في رقابهم حبالا يستعينون بها على حمل الحطب وهذه صورة أزرت بها وحطت من كبريائها و الحبل المذكور سيكون من مسد من الجحيم " وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد" (سورة المسد4-5) لشدة وقع هذه السورة عليها ظنت أن محمدا هجاها بشعر فجاءته وهو جالس عند الكعبة مع أبي بكر فقالت (يا أبا بكر أين صاحبك قد بلغني أنه يهجوني والله لو وجدته لضربته بهذا)ثم انصرفت فقال أبو بكر( يا رسول الله أما تراها رأتك ) فقال(ما رأتني لقد أخذ الله ببصرها عني).
إنها صورة ذميمة لامرأة تحدت آيات الله وعادت الرسول صلى الله عليه وسلم فذمها ذما يبقى ما بقى الدهر

شكرااااااا