موضوع: دموع في عيون كاذبة الإثنين يناير 18, 2010 1:09 pm
..(*)..
.. لا أصدق أنها فعلت بى ذلك ..
قالتها ( منى) فى حزن عميق وهى تبكى مكملة : وثقت بها بشدة شجعنى ذوقها وأدبها الظاهر
على أن أحكى لها مشا كلى الخاصة وأدق أسرارى فأخبرتها عن مشكلة انفصال والداى وكيف يؤلمنى ذلك ..
وأقسم أنى رأيت الدمعة تترقرق فى عينيها تأثرا .. وبعدها بيوم واحد فقط !
أمشى فى طرقات المدرسة فأجد الجميع ينظرون إلى ويضحكون هامسين ..
( مسكينة .. أبوها تارك أمها والبيت لهم ) كيف فعلت ذلك ..!
ردت عليها (هدى) مشفقة :
لا شك أنها أخطأت فيما فعلت ولكن حبيبتى المخطأ الأكبر هو أنت..!
نظرت إليها ( منى) فى دهشة فاستطردت (هدى) : الناس ليسوا سواء وأخلاقهم تختلف والثقة شئ لا يمنح للآخرين بسهولة خاصة من لم تتعدى فترة معرفتنا بهم الشهرين الثقة شئ غالى حبيبتى ولا يعطى إلا لمن يستحق.
[ الثقة ]
من أغلى ما يمتلكه المرء ليقدمه للآخرين مشاعره وخفقات قلبه جراحه وأسراره الكامنة بأعماقه..
أشياء ربما نخفيها حتى عن أنفسنا ولكننا فى لحظة ما نقرر منحها للآخرين..
ففى غمرات الحياة تقابلنا أنواع وأصناف مختلفة من البشر وتتشابك دروبنا معهم فتربطنا بهم علاقات منها .. العابر .. ومنها الوثيق
وغالبا فى علاقتنا بالآخرين نحسن الظن بهم .. ونتوقع منهم الطيب دائما وننتظر منهم أن يبادلونا حبا بحب .. وإخلاصا بإخلاص..
وفى معظم الأحيان تمكنا غرائزنا من الحكم على الأشخاص وتمييز الجيد منهم فنزداد منه قربا .. والسيئ .. فنبتعد عنه وتتوقف العلاقة عند حد معين .
ولكن ..!
ليس كل الناس صرحاء ويمكننا اكتشاف ما بداخلهم فى سهولة ..
فهناك المخادعون الذين يجيدون الكذب والتمثيل فيغرينا من نراه منهم من أدب وذوق ظاهر ..
بالثقة بهم والإفصاح لهم عن مكنوناتنا ودواخلنا ..
ونحسب ما نراه منهم من حسن إنصات وحب للاستماع .. اهتماما وتعاطفا ومحبة ..
لندرك بعد فوات الأوان نواياهم الحقيقية فتكون الصدمة !!
فليس كل من يحاول الإقتراب منا تكون دوافعه دائما شريفة ونواياه صادقة ..
فكما توجد النفوس الصافية .. توجد النفوس الخبيثة
وكما توجد القلوب المحبة .. توجد القلوب الحاقدة .
الثقة ... شئ غالى وثمين ولا يمنح بسهولة لأى شخص
هناك مثلا دارجا يقول فيما معناه ..
( أنك لا تعرف شخصا حقا بمجرد معرفته ولكن بطول معاشرتك له )
والإنسان الجيد الذى يستحق ما نمنحه من ثقة هو ليس مجرد إنسان نشعر نحوه بالإرتياح فحسب ..
ولكن هو شخص تثبت لك إختبارات الحياة ومواقفها المختلفة
(معدنه الحقيقى )..
وهو الشخص الذى بنيت محبتك له على أفعال وليس مجرد أقوال
هناك مقولة سمعتها مفادها..
( أن الشخص الذى تستطيع أن تثق فيه هو الشخص الذى حينما تتعارض مصالحكما يرجح مصلحتك أنت على مصلحته )
فكم من صديقة باحت بأسرار صديقتها وألقت بروابط الصداقة والأخوة عرض الحائط عند أول مشكلة أو بادرة خصام ..
الصديقة التى ربما تعرف من أسرارها ما لايعرفه حتى أبواها بالمنزل ..
فإذا وجدنا أن هذه الصديقة هى أحفظ الناس للسر وأكثرهم كتمانا برغم ما حدث بينهما من خلاف أو خصام أيا كانت أسبابه وأيا كانت المخطئة
أليست هذه الصديقة حقا .. هى من تستحق هذا الأسم وتستحق هذه الثقة .. !
ليست دعوة للتشكيك أو سوء الظن ..
حينما أقول أن أسرارنا وكوامنا يجب ألا تكون مشاعا لكل من نعرفه أو تربطنا به علاقة ما ..
فهناك من الأسرار ما يستحسن أن يبقى مقصورا فقط على أصحابه وأطرافه المعنية ..
فكم من أسرار ذاعت فخربت بيوت وعلاقات وجرت ورائها كوارث و تبعات ليست بالهينة
وإنما هى دعوة لأن نكون على قدر من الفطنة والحذر فإن كنا وكما نعهد فى أنفسنا من طيبة وحسن ظن فليس ذلك مبررا لإلغاء جميع المحاذير وبوادر السلامة ..
فالإنسان الطيب المؤمن .. أيضا ذكي
يعرف كيف يتعامل مع الظواهر التي من حوله ويفسرها تفسيرا موضوعياً
من دون أن يصل الى حد الإتهام بالباطل.. ومن دون دليل شرعي.
و الله عز وجل طلب منا أن نتجنب الظن .. ولكن ليس كل الظن لذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
موضوع: رد: دموع في عيون كاذبة الإثنين يناير 18, 2010 8:31 pm
( أن الشخص الذى تستطيع أن تثق فيه هو الشخص الذى حينما تتعارض مصالحكما يرجح مصلحتك أنت على مصلحته )
صراحة هذا من أندر أندر الناس إذا كان من الصعب أن نجد أصحاب الثقة من يحفظون الأسرار فما بالك بمن يفضلون مصلحتنا على مصلحتهم صراحة لا أعتقد أن هؤلاء موجودون أصلا موضوع مهم أجدتِ الإختيار صديقتي أشواق