موضوع: حملة 100 يوم على رمضان الثلاثاء يوليو 07, 2009 2:39 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليما كثيرا أما بعد ...........
أخواتى وإخوانى الكرام إليكم بإذن الله حملة 100 يوم على رمضان
اللهم بلغنا رمضان !!
شعار تربى عليه الصحابة الكرام ، عاشوا بهذا الدعاء الخالد، فكانوا يسعون إلى رمضان شوقًا، ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر، ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر أخرى .
▲▲
كان سلفنا الصالح ينتظرون رمضان بشوق وحنين وقلوب صادقة ليكون شهر مضمار وسباق إلى الله جل وعلا في شتى القربات .
قال معلى بن الفضل عن السلف رحمهم الله : " كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم" .
وقال يحي بن أبى كثير: كان من دعائهم : " اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلاً "
ويروى أنه باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم ,فقالوا: " نتهيأ لصيام رمضان "، فقالت: " وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟!! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان لا حاجة لي فيكم ..ردوني إليهم " ثم رجعت إلى سيدها الأول
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
اللهم بلغنا رمضان !!
نداء وحداء.. يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة، فيعد المسلم نفسه للشهر الكريم ويخطط له خير تخطيط
فكيف يكون الاستقبال الأمثل للشهر؟ وكيف تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر؟ وهل لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين؟
لنبدأ معا.. خطوات صغيرة بسيطة.. نصل بها الى رمضان
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
رمضان شهر عظيم ، وموسم كريم ، شهر تضاعف فيه الحسنات ، وتفتح فيه أبواب الجنات ، وتقفل فيه أبواب النيران ، وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات . شهر أوله رحمه ، وأوسطه مغفره ، وآخره عتق من النار .
فاشكروا الله سبحانه وتعالى شكرا كثيرا على ما أنعم به عليكم من مواسم الخير والبركات ، وما خصكم به من أسباب الفضل وأنواع النعم السابغات ، واغتنموا مرور الأوقات الشريفة والمواسم الفاضلة بعمارتها بالطاعات وترك المحرمات لتفوزوا بطيب الحياة وتسعدوا بعد الممات .
والمؤمن الصادق كل الشهور عنده مواسم للعبادة والعمر كله عنده موسم للطاعة , ولكنه في شهر رمضان تتضاعف همته للخير وينشط قلبه للعبادة أكثر وأكثر، ويقبل على ربه سبحانه وتعالى , وربنا الكريم من جوده وكرمه تفضل على المؤمنين الصائمين فضاعف لهم المثوبة في هذا الموقف الكريم وأجزل لهم العطاء والمكافئة على صالح الأعمال .
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
ما أشبه الليلة بالبارحة ....
هذه الأيام تمر بسرعة وكأنها لحظات ، فقد أستقبلنا رمضان ثم ودعناه، وما هي إلا فترة من الزمن وإذ بنا نستقبل رمضان مرة أخرى ، فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة في هذا الشهر العظيم ، وأن نحرص على ملئه بما يرضي الله ، وبما يُسعدنا يوم نلقاه .
كيف نستعد لرمضان ؟
إن الاستعداد لرمضان يكون بمحاسبة النفس على تقصيرها في تحقيق الشهادتين أو التقصير في الواجبات أو التقصير في عدم ترك ما نقع فيه من الشهوات أو الشبهات ..
▬▀▬▬▬▬▬▬▬▬▬▀▬
فيُقوّم العبد سلوكه ليكون في رمضان على درجة عالية من الإيمان .. فالإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، فأول طاعة يحققها العبد هي تحقيق العبودية لله وحده وينعقد في نفسه ألا معبود بحق إلا الله ، فيصرف جميع أنواع العبادة لله لا يشرك معه أحداً في عبادته ، ويستيقن كل منا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن كل شيء بقدر
▬▀▬▬▬▬▬▬▬▬▬▀▬
ونمتنع عن كل ما يناقض تحقيق الشهادتين وذلك بالابتعاد عن البدع والإحداث في الدين . وبتحقيق الولاء والبراء ، بأن نوالي المؤمنين ونعادي الكافرين والمنافقين ، ونفرح بانتصار المسلمين على أعدائهم ، ونقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ونستن بسنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ، ونحبها ونحب من يتمسك بها ويدافع عنها في أي أرض وبأي لون كان .
▬▀▬▬▬▬▬▬▬▬▬▀▬
بعد ذلك نحاسب أنفسنا على التقصير في فعل الطاعات كالتقصير في أداء الصلوات جماعة وذكر الله عز وجل وأداء الحقوق للجار وللأرحام وللمسلمين وإفشاء السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق ، والصبر على ذلك، والصبرعن فعـل المنكرات ، وعلى فعل الطاعات ، وعلى أقدار الله عز وجل .
▬▀▬▬▬▬▬▬▬▬▬▀▬
ثم تكون المحاسبة على المعاصي وإتباع الشهوات بمنع أنفسنا من الاستمرار عليها ، أي معصية كانت صغيرة أو كبيرة سواءً كانت معصية بالعين بالنظر إلى ما حرم الله أو بالسماع للمعازف أو بالمشي فيما لا يرضي الله عز وجل ، أو بالبطش باليدين في ما لا يرضي الله ، أو بأكل ما حرم الله من الربا أو الرشوة أو غير ذلك مما يدخل في أكل أموال الناس بالباطل .
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الثلاثاء يوليو 07, 2009 2:40 pm
ويكون نصب أعيننا أن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،
وقد قال سبحانه وتعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين . والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون . أولائك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} .
وقال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }.
وقال تعالى : { ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً} .
بهذه المحاسبة وبالتوبة والإستغفار يجب علينا أن نستقبل رمضان ، " فالكيَّس الفطن من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " .
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
إن شهر رمضان شهر مغنم وأرباح ، والتاجرالحاذق يغتنم المواسم ليزيد من أرباحه فاغتنموا هذا الشهر بالعبادة وكثرة الصلاة و قراءة القرآن والعفو عن الناس والإحسان إلى الغير والتصدق على الفقراء .
ففي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد فيه الشياطين وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر.
فكونواعباد الله من أهل الخير متبعين في ذلك سلفكم الصالح مهتدين بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم حتى نخرج من رمضان بذنب مغفور وعمل صالح مقبول .
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
واعلموا بأن شهررمضان خير الشهور
قال ابن القيم : " ومن ذلك – أي المُفاضلة بين ما خَلَق الله – تفضيل شهر رمضان على سائر الشهور وتفضيل عشره الأخيره على سائر الليالي" أهـ زاد المعاد 1/56.
وفُضِّل هذا الشهر على غيره لأربعة أمور :
أولا ً :
فيه خير ليلة من ليالي السنة ، وهيليلة القدر.
قال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر } سورة القدر .
فالعبادة في هذه الليلة خير من عبادة ألف شهر .
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
ثانياً :
أُنزلت فيه أفضل الكتب القرآن الكريم على أفضل الأنبياء عليهم السلام.
قال تعالى: { شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان } البقرة / 158 .
وقال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين .فيها يُفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسِلين } الدخان / 1-2 .
وروى أحمد والطبراني في معجمه الكبير عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان ، وأُنزلت التوراة لِسِتٍ مضت من رمضان ، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ، وأُنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ) . حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1575) .
▄▄▄▄▄▀▄▀▄▀▄▀▄▄▄▄▄
ثالثاً :
هذا الشهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب جهنم وتُصفَّد الشياطين
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين ) متفق عليه.
وروى النَّسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ) وصححه الألباني في صحيح الجامع (471).
وروى الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في رواية : ( إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر . ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة ) . وحسنه الألباني في صحيح الجامع (759) .
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الثلاثاء يوليو 07, 2009 3:01 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حسنا أخواتى وإخوانى فى الله اليوم هو أول أيام
حملة 100 يوم على رمضان الجمعة 20 من جمادى الأولى 1430 هـ 15 من مايو 2009
أولا : دعونى أذكركم بقراءة سورة الكهف والإكثار من الصلاة والسلام على نبينا محمد فى هذا اليوم المبارك بإذن الله
اللهم صلى على محمد وعلى ءالـ محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءالـ إبراهيم وبارك على محمد وعلى ءالـ محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءالـ إبراهيم إنك حميد مجيد
ونبدأ سويا بإذن الله أولى موضوعات الحملة
بعنوان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ......أما بعد......
أخى الكريم ......أختى الكريمة هل سأل أحدكم نفسه ذات يوم هذا السؤال :
◄◄ماهو مقامى عند ربى ؟►►
بداية وقبل الدخول فى قلب الموضوع دعنى أبشرك أخى الكريم وأختى الكريمة أنك وحين تقرأ هذا النص قد أقامك الله مقام طاعة أن جعلك بداية تدخل موقع اسمه الطريق إلى الله و تفضل عليك بأن جعلك تقرأ عنه سبحانه وتعالى وتتعرف عليه وعلى نهجه وشرعه وهدى نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .
▲▲
ولكن !!
هل أنت دائما فى ذاك المقام أم أنك تحول عنه ؟؟!!!! هل أنت دائما فى مقام طاعة وعبادة لله أم ......؟؟؟!!!
يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله فى كتابه الفوائد : " إذا أراد العبد أن يعرف قيمته عند الله فلينظر فيما أقامه الله فيه، ولا ينظر إلى ما آتاه من الدنيا أو أنعم عليه من الجسد، فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأمة فضلاً لما أقامهم الله فيه من صحبة نبيه ونصرة دينه ".
◄◄قيمة العبد عند مولاه
►►
قال المصنف(ابن القيم الجوزية ) رحمه الله تعالى:
إذا كنت تريد أن تعرف قيمتك عند مولاك، فانظر فيما أقامك
توضيح :
إن الإنسان إذا أراد أن يعرف مكانته عند رئيسه أو مسئوله أو مديره أو صاحب العمل الذي يعمل معه، فلينظر :
هل يضعه في أخطر القضايا وأعظمها ؟
أم يضعه في القضايا البسيطة العادية التي يقدر عليها كل أحد وأى أحد.
أم لا يعيره إهتماما من الأصل ويتركه يعمل عنده رأفة بحاله ؟
ولله المثل الأعلى
▲▲
ومثل ذلك أيضا مثل رجل عنده ولدان، ولد محب للعلم والمعرفة، وولد لا يحب العلم والمعرفة، فالولد المحب للعلم والمعرفة يتوسم أبوه فيه النبوغ والصلاح وحبه للثقافة، فإذا كان هناك ندوات أو مؤتمرات أو مناقشات علمية، فإنه يدعو ولده المحب للمعرفة للإستماع إليها، بينما ابنه الآخر يدعوه إذا كان هناك أى شئ آخر غير ذاك كشراء شئ ما أو الذهاب إلى مكان ما أو غير ذلك. [center]فكل واحد من الأبناء ينظر إلى الدعوة التي دعاها أبوه فيعرف قيمته عند والده. ولله المثل الأعلى
▲▲
فإذا كنت تريد أن تعرف مقامك عند مولاك فانظر فيما أقامك !!!
هل أقامك في طاعته عز وجل، في مجالس العلم، أو في تفريج كربات المسلمين؟
أم أقامك بعيداً عن هذا الخط؟
فلينظر الإنسان أين أقامه مولاه عز وجل، فكلما أقمت في مكان طيب وفي مكانة طيبة وفي منزلة طيبة، فمنزلتك عند الله طيبة .
كما قيل للحسن البصرى رضي الله عنه : يا بصري! كم أنا عند الله ؟ فأجابه
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الأربعاء يوليو 08, 2009 1:01 pm
طريق التوبة إلي الله ( أين الله في قلوبكم ؟ )
أين الله في قلوبكم؟
تأملت في هذه الكلمات " أين الله في قلوبنا ؟ " ووقفت معها وفكرت فيها فقفزت إلى ذهني مجموعة كبيرة من التساؤلات:
هل نحن نعظم الله حق التعظيم؟
وكيف عظمته في قلوبنا؟
لقد قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو يصف الصالحين :
" عَظُمَ الخالقُ في قلوبهم، فصغُر ما دونه في أعينهم "
أين نحن من حب الله؟
وكيف علاقتنا بحبيبنا ؟ وهل نحن حريصون على تصحيح مفاهيم حبنا له سبحانه؟ بمعنى هل نحب أن يكون الله كما نريد منه جل جلاله؟ أم نحب ونجتهد أن نكون نحن كما يريد الله منا ؟ ثم نقف بعدها على عتبة العبودية ؟!
اسمعوا نداء ربكم لداود عليه السلام :
"يا داود.. أنت تريد وأنا أريد، إن أطعتني فيما أريد أرحتك فيما تريد، وإن عصيتني فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أريد".
▲▲
وفي الخبر الإلهي :
" من آثرني على من سواي آثرته على من سواه ".
أوقات القرب الإلهي أين الله في قلوبنا؟ هل نفرح بالقرب منه ؟ هل نحرص على أن يكون معنا دائما ؟ إذن فما مدى فرحنا بالصلاة التي نقابله فيها ونناجيه؟ وما مدى حبنا للسجود الذي نكون فيه أقرب إلى الله؟ وما مدى دوامنا على الذكر الذي يوجب معيته لنا؟
" وأنا مع عبدي متى ذكرني وتحركت بي شفتاه "
وهل لنا نصيب من وقت القرب الإلهي في ثلث الليل الأخير، وربنا ينادي علينا " هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه...".
▲▲
يا إخواني أليس المحب يتمنى الخلوة مع حبيبه فأين قلوبنا من الخلوة بالله ؟!
أوليس المحب يضحي من أجل حبيبه ؟! فأين تضحيتنا من أجل الله ومن أجل إعلاء كلمته ودينه ؟!
ثم أليس المحب يسعى في رضا حبيبه ويتحمل من أجل رضاه ما قد يشق على نفسه ؟ فهل نحن نراقب مواضع رضا مولانا وحبيبنا لنسرع إليها؟
وهل نراقب مواضع سخطه لنفر إليه منها؟ ونرتمي في ساحات رحمته وننزل به حاجاتنا ونشكو إليه بثنا وأحزاننا وضعفنا، ونطرق على بابه لعله يتكرم ويفتح لنا نحن المذنبين المقصرين المشفقين المساكين؟!!
▲▲ وتأمل معي أخي الكريم وأختي الكريمة هذا الموقف من شاب أراد أن يتلمس موضعا من مواضع رضا ربه وحبيبه في غزوة بدر: يسأل عوف بن الحارث الرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله :
ما يضحك الرب من عبده؟! قال : "غمسه يده في العدو حاسرا" (يعني دخول القتال بدون درع) فنزع عوف درعا كانت عليه فألقاها ثم أخذ سيفه فقام فقاتل القوم حتى قُتل !
الإصابة لإبن حجر 4/739
فمن منا يسأل نفسه عما يضحك الرب؟ أو عما يفرح الرب فيسارع إليه ؟!! ومن منا يتساءل عما يغضب الرب فيفر منه ويبتعد عنه حتى لا يغضب حبيبه؟!!
▲▲
يا إخواني كم مرة شاهدنا الله في نعمة أنعمها علينا فشكرناها وأدينا الذي علينا فيها؟ هل شكرنا الله على نعمة الهداية والإسلام؟ هل شكرنا الله على نعمة الصحة؟
هل شكرنا الله على نعمة المال، على نعمة الولد، على نعمة الأبوين، على نعمة الزوجة الصالحة على نعمة التوفيق... إلخ؟
أم تأتي النعمة فننسى المنعم وننسب النعمة إلى غيره، ونصرف كثيرا من نعمه فيما يغضبه وليس فيما يرضيه عنا؟
وتأملوا معي هذا العتاب الإلهي:
" إني والأنس والجن لفي نبأ عظيم: أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أحوج شيء إلي..."
وما أجمل كلام ابن القيم حين قال :
" ليس العجب من عبد يتملق سيده ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد إلى عبيده وهم يفرون عنه " !!
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الأربعاء يوليو 08, 2009 1:05 pm
!! حب الله في البلاء والقدر !!
يا إخوانى كثيرا ما تأتي الأقدار بما لا يوافق أهواءنا، وتكون الأبتلاءات التي تستلزم منا الصبر الجميل، فهل نتساءل عند البلاء والمحنة ونزول الضر أين الله في قلوبنا؟ وهل نشاهد رحمة الله بنا في البلاء؟ وهل نستشعر حب الله لنا عند الابتلاء؟
قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا أحب الله عبدا ابتلاه...".
وهل نعيش معاني الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى؟!
حقا ما أعجب كلام ابن القيم وهو يصف أناسا نظروا إلى المصائب نظرة أخرى فاستقبلوا مصائبهم كما يستقبلون النعم لأن مصدرهما واحد وهو الله، ولنتوقف مع كلامه حين يقول: " وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة فلا بد أن نتأمل قصص موسى عليه السلام مع الخضر في سورة الكهف ، ونتأمل كيف كان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار في قرية السوء شرا محضا من وجهة نظر سيدنا موسى وكيف ظهرت له مواطن الجمال في أفعال الله بعد معرفة الحقائق والحكم التي وراء الابتلاء " !!
▲▲
وهناك من الناس من يعترض على قدر الله وقضائه ، وقد تبدو منهم علامات السخط على القدر أو عدم الرضا بالقضاء، فهل سألوا أنفسهم أين الله في قلوبنا؟
وهناك من يعرضون أنفسهم لغضب الله بالمعاصي فيحجبهم الله عن كل خير! وكل هذا لأنهم لم يقفوا يوما ليسألوا أنفسهم أين الله في قلوبنا؟!
▲▲ لحظة من فضلك
قد تأخذنا الحياة وقد تلهينا الدنيا وقد تشغلنا الأنفس والأموال والأولاد ولكن لا بد أن نتوقف كل حين لنسأل أنفسنا:
هكذا يظهر عند الشدة أنك لا تثق في أحد إلا الله، فأين الله في قلبك عند الرخاء؟! وإذا تكاسلت عن طاعة فقل: أين الله في قلبي؟ وهل حبي للراحة والكسل أكثر من حبي لله؟!
وتذكر قول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن:
" فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب " الشرح : 7 و 8
فبعد الفراغ من متاعب السعي على الحياة لا راحة وكسل ، بل يتعب ويتقرب إلى ربه ويرغب؛ لأن راحة المؤمن في رضا الله.
وهكذا أيها الأحباب تعالوا ندرب أنفسنا على أن يكون الله ملء قلوبنا ولا شيء معه
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الأربعاء يوليو 08, 2009 4:48 pm
[b]جزاك الله خيرا وكل كلمات الشكر لا تكفي بارك الله فيك دمت في رعاية الله وحفظه نسأل الله المغفرة والرحمة والجنة في الآخرة اللهم صل على سيدنا محمد وسلم تسليما[/b]
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:00 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حسنا أخواتى وإخوانى فى الله
اليوم بإذن الله يبدأ الأسبوع الأول من الحملة
◄◄حملة 100 يوم على رمضان ►►
الأثنين 23 من جمادى الأولى 1430 هـ 18 من مايو 2009
ملحوظة هامة جدا : مع كل حلقة أسبوعية من حلقات الحملة سيكون فى نهايتها واجب عملى أرجوا الأطلاع عليه والأخذ به بإذن الله حتى نصل رمضان ونحن فى ذروة قوتنا الإيمانية فهلم سويا لنشحذ الهمم ونجلى صدأ القلوب من ران الذنوب ... فمن سيجيبنى بأعلى صوته ويقول ... أناااااااااا معك !!! أنتظركم بإذن الله ......
ولنبدأ سويا على بركة الله الموضوع الثانى بعنوان
يشتكي كثير منا في شهر رمضان المبارك ببعض الجفاف الروحي ، والفتور النفسي ، وقلة الروحانيات ؛ برغم محاولة الإجتهاد في التقرب إلى الله ، وجعل رمضان محطة إيمانية عالية للتزود ؛ لأن رمضان قد وردت فيه الكثير من النصوص المشجعة على ذلك ، بل النصوص المغرية بالإقبال على التقرب أكثر ؛ فالجنة مفتحة الأبواب ، والنار موصدة ، والشياطين مصفدة ، والأجور تضاعف ، وباغي الخير يزيد وينشط مع إشراقة فجر كل يوم في الشهر الفضيل .
والناس في حالة الجفاف الروحي هذه التي تصيب البعض منا ـ إخوة وأخوات ـ على مذهبين :
مذهب عدم الاكتراث بالحالة والتعود عليها خلال العام كله ، فما الجديد فيها ؟
ومذهب الخوف من الحالة والشعور بعدم التوفيق في اغتنام كنوز هذا الشهر الرباني المميز .
وكل المذهبين نخاطبهما في هذه المقالة ..
▲▲ تعبٌ .. وتربية ▲▲
فلو أننا نظرنا في تأثير الصوم على الجسم وما يتركه فيه من تعب وشعور ببعض كسل ربما ، لفهمنا أن الحال طبيعي جدا، وأن الصوم هو خروج عن مألوف دام أحد عشر شهرا كاملة ، وإن هو إلا تغيير للتعود الذي أعتاده الجسم والروح معا .......
والكثير من الناس يصابون في أول رمضان بنوع من الربكة في المأكل والمشرب والنوم والعمل ونحو ذلك ، ومن هنا نرى الحكمة في صيام النبي عليه الصلاة والسلام في شهر شعبان الأيام الكثيرة ، كي يكون ذلك الصوم مقدمة وتمهيدا لصوم الشهر المبارك .
▲▲
ومن يرى بأن حالة الجفاف الروحي التي تحدث في رمضان إن هي إلا حالة عادية مثل بقية السنة ، فهذا خلل في فهم فلسفة الصوم ، وفهم بركات هذا الشهر وما خصه الله تعالى به من مزايا ، ويجب تصحيح هذه النظرة أولا ، ثم ليكون العلاج .
ومن يخاف من حاله هذا ـ الجفاف الروحي في رمضان ـ فإن هذا الخوف يجب أن يبنى على علم ، وأن يتولد منه عملا ، لا أن يقبل المرء منا بالمرض ولا يبادر لعلاجه ، وتخليص نفسه من آثار المرض وتوابعه !
▲▲
ولو تأملنا فيما يصيب الجسم من الصيام ـ كما ذكرت ـ لكنا قد فهمنا الأرضية التي يبنى عليها الصوم ...... لنأخذ مثلا: الصوم والرغبة في الزواج والذي يمثل نوعا من تحقيق شهوة مشروعة ، لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام قد وجه الشباب بأن يتزوج فإن لم يجد ؟ فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ، أي معينا على ما يجده في نفسه !
فالصوم هنا يكبح الشهوة لمن لا يجد مصرفا شرعيا لها : قال صلى الله عليه وسلم : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" . رواه البخاري
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:01 pm
▲ بل ثورة إرادة .. وجهاد ▲
إن التأمل في حالة ردود الأفعال في المعاملات مع الناس ، لنجد أن النبي عليه الصلاة والسلام يحث على تجاهل ردود الأفعال في حال الصيام حين يتعرض المسلم لمن يسبه أو يشتمه بل حتى في طريقة صوته !
قال صلى الله عليه وسلم : " الصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وفي رواية: ولا يجهل فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل: إني امرؤ صائم " متفق عليه
ونجده في المقابل يقول : "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع " رواه النسائي وابن ماجه والحاكم . لأنه لم يتحكم في نفسه وأطلق لها العنان ، سواء في شهواتها ، أو في لسانها .
. . فالصوم مانع من هذا الإطلاق غير الموزون للشهوات التي قد تكون في غيره لها مسوغ ـ كمثل رفع الصوت مثلا ـ ، ومن هنا فإن إدراك حكم الصوم من هذا التبيان هو الأصل ، وفي نظري بأن من أكبر حكم الصوم هي ( تقوية الإرادة ) .
▲
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه فقه الصوم : ( الصوم تربية للإرادة وجهاد للنفس، وتعويد على الصبر، والثورة على المألوف، وهل الإنسان إلا إرادة؟ وهل الخير إلا إرادة؟ وهل الدين إلا صبر على الطاعة، أو صبر عن المعصية؟ والصيام يتمثل فيه الصبران ).
و قد سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بــ شهر الصبر
وجاء في الحديث: "صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وَحَر الصدر" (رواه البزار عن علي وابن عباس، والطبراني والبغوي عن النمر بن تولب، كما في صحيح الجامع الصغير -3804. ومعنى "وَحَر الصدر": أي غِشَّه ووساوسه، وقيل : الحقد والغيظ وقيل غيره .
▲▲
فإذا أدركنا بعمق أن الصوم جهاد ، وصبر ، بل ثورة على كل مألوف ، فهل نتوقع أن ننسجم مع هذا التغير بشكل سريع ، بل ويريد بعضنا أن تبدأ الروحانيات مباشرة من أول إعلان بدء الصيام ! .
▲▲
إن هذه الثورة تحتاج إلى صبر وصبر مضاعف ، على مالم تتعود عليه النفس لفترة طويلة خلال عام كامل من كثير من الكسل والفتور والشهوات الباطنة والظاهرة ، ومن ثم لابد من صراع داخلي ومجاهدة وحسن سير بهذه النفس ، حتى يتحقق المراد من الصوم ، وتقوية الإرادة الذاتية لا يأتي بين يوم وليلة من ليالي رمضان ، وإنما بالسير المنهجي الإيماني ، تصل في النهاية إلى المبتغى بحول الله تعالى .
▲▲
وكما قال الإمام الرافعي رحمه الله في ديوانه :
بني الإسلام هذا خير ضيف ** إذ غشي الكريم ذرا الكرام
يلمكم على خير السجايا ** ويجمعكم على الهمم العظام
فشدوا فيه بأيدكم بعزم ** كما شد الكمي على الحسام
▲▲
ومن حكمة الشارع الحكيم أن جعل ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر ، ولم يجعلها في أوله مثلا ، كي تتعود النفس خلال عشرين يوما على الصبر والمجاهدة وتقوية إرادتها ، فتأتي ليلة القدر وقد تعودت النفس على ألوان كثيرة من الطاعات ، وترك الشهوات ، فيكون الإقبال أكثر ، والرحمات أوفر .
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:03 pm
▲روحانيات فقه الصيام ▲
" الصوم لله " هذه العبادة لها ميزة فريدة عبّر عنها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله عن رب العزة : " الصيام لي وأنا أجزي به " كما في البخاري .
ونقل ابن حجر في الفتح أراء أهل العلم في هذه العبارة نختصرها هنا للفائدة :
• أولا : أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره . ويؤيد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم " ليس في الصيام رياء " .
• ثانيا : أن المراد بقوله " وأنا أجزي به " أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس .
قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله , إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير .. وهذا كقوله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
• ثالثا : معنى قوله " الصوم لي " أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي . وقد تقدم قول ابن عبد البر : كفى بقوله " الصوم لي " فضلا للصيام على سائر العبادات .
• رابعا : الإضافة إضافة تشريف وتعظيم كما يقال بيت الله وإن كانت البيوت كلها لله .
• خامسا : إن الإستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله , فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه .
• سادسا : أن المعنى كذلك , لكن بالنسبة إلى الملائكة لأن ذلك من صفاتهم .
• سابعا : أنه خالص لله وليس للعبد فيه حظ .
• ثامنا : سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به غير الله .
▲▲
ومما نقله الحافظ أنفا من آراء أهل العلم نجد أن الصيام مدرسة للإخلاص والتربية عليه ، وأن ثوابه كبير جدا لا يعلمه إلا الله ، وأنه من أحب العبادات إلى الله ، وأن الله نسبه لنفسه تشريفا للصوم والصائمين ، وفيه قرب من الله أكثر لصفة من صفاته سبحانه ، وصفة من صفات ملائكته ، وأن الصائم لا حظ له من الصوم وإنما لله كله ، وأن الصائم يتقرب إلى الله بعبادة لم يعبد بها غير الله .
▲▲
▲معاني .. وأماني▲
ولو تأمل المسلم الذي يريد أن يستشعر الروحانيات ـ بسرعة ـ هذه الصفات وتأمل فيها ، لكان لذلك أثره الكبير على نفسه وعلى صعودها الإيماني ، فكل واحدة منها كافية أن يتأملها المسلم بعمق ويستشعر معانيها ، وتترك أثرها الكبير في نفسه ، وتقوي إرادته وعزمه .
▲▲
فهو في ساحة تدريب على الإخلاص ؛ ذلك السر الذي به قوام الأعمال كلها على مدار حياة الإنسان ، وهو مستشعر للأجر الكبير غير المحدود ؛ ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرهمْ بِغَيْرِ حِسَاب ) ، والمؤمن في رمضان في أفضل العبادات ، وهو ينتسب إلى الله بهذا الصوم تشريفا ورفعة له ، وفيه تشبه بالملائكة الكرام الأطهار ، وأن الصائم لا حظ له في نفسه إنما كله لله ، والمسلم يتقرب بصومه بعبادة يفرد الله بها عن سائر ما عبد من دون الله .. ألا تكفي هذه المعاني كي تزرع في النفس أرقى قيم الارتقاء الإيماني ؟
▲▲
وليس المراد بالجانب الإيماني أن يجد المرء حلاوته في نفسه فقط ، وإن لم يجدها يكون ذلك خللا في نفسه ، كلا ، فالجهاد قمة العمل الإيماني ، وهو مكروه للنفس ؛ ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ) ومع ذلك وصفهم القرآن بالمؤمنين ، وما يلبث المجاهد أن يرى بركات الجهاد في نفسه وماله ووقته وفي كل سكنه من نبضات روحه العطرة ، لو ثبت واستمر ! .
▲▲
ومن هنا جاء التعبير في الأحاديث الصحيحة " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا . من صام رمضان إيمانا واحتسابا . ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا " . لما في الاحتساب من أجر وصبر وتعب ، تأتي بعده البركات والأماني الجميلة في النفس والروح معا ، ولكنه فقه الصيام وصبره . فلنتأمل !
قال بن رجب :
والصبر ثلاثة أنواع :
صبرٌ على طاعة الله .
وصبرٌ عن محارم الله .
وصبرٌ على أقدار الله المؤلمة .
وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم ؛ فإن فيه صبراً على طاعة الله ، وصبراً عمّا حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش ، وضعف النفس والبدن . " لطائف المعارف/284 .
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:04 pm
▲انتصار بدر .. وتجريد النوايا▲
وذكرني ما نقله الحافظ بن حجر في مسألة أن ليس للعبد شي من الصيام وأنه كله لله ، ذكرني ذلك بما حدث للصحابة الكرام في غزوة بدر ـ في شهر رمضان ـ حين اختلفوا في النفل فجردهم الله تعالى من كل شي ، في أربعين آية في أول سورة الأنفال ، كأن النصر كله ، كله من الله ، ولم يفعل الصحابة أي شيء !
ففي أول السورة : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " هذه الأنفال ليست لكم وإنما لله وللرسول ! .
ثم في الآية 17 : " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " حتى قتل الكفار ليس منكم ، بل لستم أنتم من رمى ! ، كله لله تعالى .
وفي موطن النصر هذا ذكرهم بقوله : " وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " .
كل ذلك لتجريد النصر لله وحده ، برغم ما لاقاه الصحابة في بدر ، لكنها التربية على التجرد لله تعالى وحده ، وكذا الحال في الصوم ، فالصوم جهاد ، والقتال جهاد ، ويراد منهما تنمية الإرادة النفسية ، والإرادة العملية .
▲▲
ومن هنا إخواني أخواتي علينا أن نعي فقه الصوم وحكمه وبركاته ، وأن نجدد النوايا ونمحصها ، و ندرك مراد الشارع من ذلك ، ولا يكن همنا فقط سرعة طلب الروحانيات ، فإنها آتية بحول الله ، لا نستعجل بل نعي الأمور بعمق ، وندرك أننا في عبادة عظيمة وجهاد وتربية للنفس ، وما أصعبها من تربية .
ولا يعني هذا التجريد وهذا الفقه أن نترك الأعمال المباركة ، كلا ، ولكن هذه هي الأرضية الفقهية والنفسية التي يجب أن ندخل بها هذا الشهر العظيم المبارك .
فتح الله عليكم ببركات هذا الشهر الكريم وعفو رب العالمين
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:05 pm
الواجب العملى للأسبوع الأول
إخوانى وأخواتى فى الله
قال الله تعالى :
{ اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور } .
إخوانى وأخواتى فى الله
اعملوا .....اعملوا .......اعملوا ......
إن الإيمان الذي لا يصحبه العمل إيمان ناقص، أو هو في الحقيقة إيمان لا يتوافر فيه عنصر الإذعان كاملا، و إن توالي أهمال العمل يضعف الإيمان شيئا فشيئا حتى يصير كالقمر في المحاق بعد أن كان بدرا، فمثل العمل و الإيمان كمثل الماء و الشجرة، فلا تنمو شجرة الإيمان إلا بالعمل الذي هو لها كالماء ، و إذا انقطع عنها الماء جفت حتى صارت حطاما .....
ونحن هنا لن نسمح بالكسالى والمتراخيين .......
واضح ولا مش واضح
وإليكم الواجب العملى
التوبة ....التوبة .. التوبة
والندم على التقصير فى جنب الله ....سبحانك ماعبدناك حق عبادتك وما قدرناك حق قدرك....
نتوب إليك ربنا من أنفاس خرجت لم نذكرك فيها.......
نتوب إليك ربنا من أعمار مضت لم نؤدى شكرها......
نتوب إليك ربنا من ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانياتها وسرها وماأنت به أعلم ..
قال الله تعالى في سورة نوح:- ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا @ يرسل السماء عليكم مدرارا @ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا@ مالكم لا ترجون لله وقارا @ وقد خلقكم أطوارا @)
المحافظة على الصلوات الخمس فى أوقاتها وكذلك السنن الرواتب( الأثنى عشرة ركعة )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شئ؟ قالوا لا يبقى من درنه شئ . قال : ( فكذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الخطايا ) رواه البخاري ومسلم
قال صلى الله عليه وسلم:
"من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً في الجنة" رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن
!!!!!كم ضيعنا من قصور فى الجنة!!!!!
الورد اليومى من القرآن الكريم
على قدر إستطاعتك لابد أن يكون لك ورد يومى تداوم عليه وإن قل حتى لا نكون من هاجرى كتاب الله.......
اقرأوا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القران كالبيت الخرب)
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:08 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم بإذن الله الموضوع الثالث من الحملة حملة 100 يوم على رمضان
الأثنين غرة جمادى الثانية 1430 هـ 25 من مايو 2009
الموضوع الثالث بعنوان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ...أما بعد.......
رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـــلاح واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح
▲▲
رمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة والكِفة الراجحة لماحباه الله تعالى من المميزات فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال .
وكذلك لما يسر الله تعالى فيه ، من أسباب الخيرات ، وفعل الطاعات ، فالنفوس فيه مقبلة ، والقلوب إليه والهة . ولأن رمضان تصفد فيه مردة الشياطين . فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غير رمضان . وفي رمضان تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ، وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فما أعظمها من بشارة ، لو تأملناها بوعي وإدراك لوجدتنا مسارعين إلى الخيرات ، متنافسين في القربات ، هاجرين للموبقات ،تاركين للشهوات.
فرمضان فرصة للتغيير .
ليصبح العبد من المتقين الأخيار ، ومن الصالحين الأبرار . يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] فقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } تعليل لفرضية الصيام ؛ ببيان فائدته الكبرى ، وحكمته العظمى , وهي تقوى الله والتي سأل أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه الصحابيَ الجليل ؛ أبيَ بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها ؟ فقال يا أمير المؤمنين : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى .. قال : فما صنعت ؟ قال : شمرتُ واجتهدت .. أي اجتهدتُ في توقي الشوك والابتعاد عنه ، قال أبي: فذلك التقوى .
▲▲
إذن فالتقوى : حساسيةٌ في الضمير ، وشفافيةٌ في الشعور ، وخشيةٌ مستمرة ، وحذرٌ دائم ، وحيطة لأشواكِ الطريق ؛ طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات ، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس ، وأشواكُ الفتنِ والموبقات ، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء ، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً ، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك ..
لا تـحـقـرن صـغيرةً إن الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصى
هذا هو مفهوم التقوى .. فإذا لم تتضح لك بعد .. فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله : هي الخوفُ من الجليل ، والعملُ بالتنزيلُ ، والقناعةُ بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل . هذه حقيقة التقوى ، وهذا مفهومها .
▲▲
فأين نحن من هذه المعاني المشرقةِ المضيئة ؟!!! ..
لقد كان المجتمعُ الإسلاميُ الأول مضربَ المثل في نزاهتهِ ، وعظمةِ أخلاقه ، وتسابقِ أفرادهِ إلى مرضاةِ ربهمِ جل جلاله ، وتقدست أسماؤه ، وكانت التقوى سمةً بارزة في محيا ذلكِ الجيلِ العظيم الذي سادَ الدنيا بشجاعتهِ وجهاده ، وسارت بأخلاقهِ وفضائلهِ الركبان مشرقاً ومغرباً ، فقد كان إمام المتقين عليه الصلاة والسلام قمةً في تقواه وورعهِ ، وشدةِ خوفهِ من ربهِ العظيمِ الجليل ، فكان يقومُ الليل يصلي ويتهجد حتى تفطرتْ قدماه الشريفتان ، وكان يُسمعُ لصدره أزيزٌ كأزيزِ المرجل من النشيجِ والبكاء ، وهو الذي غُفر له ذنبه ما تقدم وما تأخر .
▲▲
وأما صاحبهُ المبجل ، وخليفته العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فكان يقول : يا ليتني كنت شجرةً تعضدُ ثم تؤكل !! وكان له خادمٌ يأتيه بالطعام ، وكان من عادةِ الصديق أن يسأله في كل مرة عن مصدرِ الطعام ؛ تحرزاً من الحرام !! فجاءه خادمُه مرةً بطعامه ، فنسي أن يسألَه كعادته فلما أكلَ منه لقمة قال له خادمُه : لمَ لم تسألني - يا خليفةَ رسولِ الله - كسؤالكِ في كلِ مرة ؟ قال أبو بكر : فمن أين الطعامُ يا غلام ؟ قال : دفعه إليَّ أناسٌ كنتُ أحسنتُ إليهم في الجاهلية بكهانةٍ صنعتُها لهم ، وهنا ارتعدتْ فرائصُ الصديق ، وأدخلَ يده في فمــه ، وقاء كلَّ ما في بطنهِ وقال : واللهِ لو لم تخرجْ تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها ، كل ذلك من شدةِ خوفه وتقواه وتورعهِ عن الحرام .
▲▲
وأما خوفُ عمر رضي الله عنه وشدةِ تقواه فعجبٌ من العجب ، سمع قارئاً يقرأُ قولَه تعالى { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً }[الطور:13] فمرض ثلاثاً يعـودهُ الناس . بل إنه قرأ مرةً قولَه تعالى : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [الصافات:24] فمرض شهراً يعودُه الناسُ مريضاً .
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:09 pm
وأما عليٌ رضي الله عنه فكان يقبض لحيته في ظلمة الليل ويقول : يا دنيا غُري غيري أليَّ تزينتِ أم إليَّ تشوقتِ طلقتك ثلاثاً لا رجعةَ فيهن زادُك قليل وعمرُك قصير .
وخرج ابن مسعود رضى الله عنه مرة في جماعة فقال لهم ألكم حاجة ؟! قالوا : لا ؛ ولكن حبُ المسيرِ معك !! قال : اذهبوا فإنه ذلٌ للتابع ، وفتنةٌ للمتبوع .
دعنا من الخلفاء الراشدين المكرمين ، ولنتجاوز الزمن عدد سنين ، فها هو هارون الرشيد الخليفةُ العباسيُ العظيم الذي أذلَّ القياصرة وكسرَ الأكاسرة والذي بلغت مملكته أقاصي البلاد شرقاً وغرباً يخرج يوما في موكبهِ وأبهته فيقول له يهودي:يا أمير المؤمنين : اتق الله !! فينـزل هارونُ من مركبه ويسجدُ على الأرض للهِ ربِ العالمين في تواضعٍ وخشوع ، ثم يأمرُ باليهودي ويقضي له حاجته ، فلما قيل له في ذلك !! قال : لما سمعت مقولتَه تذكـرتُ قولَه تعالى { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } [البقرة:206] فخشيت أن أكون ذلك الرجل ، وكم من الناس اليوم من إذا قيل له اتق الله احــمرتْ عيناه ، وانتفختْ أوداجه ، غضباً وغروراً بشأنه ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : كفى بالمرء إثماً أن يقال له: اتق الله فيقول: عليك نفسَك !! مثلكُ ينصحنُي !!
إذن فيوم عُمرت قلوبُ السلفِ بالتقوى ، جمعهم اللهُ بعد فرقة ، وأعزهم بعد ذلة ، وفُتحت لهم البلاد ومُصرت لهم الأمصار كل ذلك تحقيقا لـموعودِ الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف:96] فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى ؛ ولباس التقوى خير لباس لو كانوا يعلمون { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }[القمر:54-55].
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى*** تجرد عريانا وإن كان كاسيا
وخير خصال المـــــــــــرء طــــــاعة*** ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا حسنا إخوانى وأخواتى فى الله ........
كيف نجعل من رمضان فرصة لتغيير حقيقى بأنفسنا وبحالنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حسنا سنناقش عدة عناصر للتغيير على مدى هذا الأسبوع بإذن الله بحيث يتم مناقشة عنصر أو أكثر يوميا..... هذه العناصر كالآتى :
رمضان فرصة للتغيير لــــــــ..........
لمن كان مفرطاً في صلاته .
لمن تعاطي الحرام ( من خـمر ومخدرات ، أو دخان و مسكرات ) .
لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات .
لمن هجر القرآن قراءة وتدبراً ، وحفظاً وعملاً .
للمرأة المسلمة التي أصبح حجابها مهلهلاً .
للرجل والفتاة اللذين تعارفا فى الحرام .
لمن تعود على حياة المترفين .
أخلاقنا .
للدعاة الذين فترت همتهم ، وضعفت غيرتهم .
لمن كان مذنباً ومسرفاً على نفسه بالخطايا والموبقات .
أنتظر بإذن الله تفاعلكم و ردودكم و مقترحاتكم لنعرف كيف يمكن أن يكون رمضان بإذن الله فرصة للتغيير نحو الأفضل ...جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
موضوع: رد: حملة 100 يوم على رمضان الخميس يوليو 09, 2009 1:10 pm
رمضان فرصة للتغيير ..
▀▄▀ لمن كان مفرطاً في صلاته ▀▄▀
لمن كان مفرطاً في صلاته ، فلا يصليها مطلقاً ، أو يؤخرها عن وقتها , أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد ...
ليعلم المتهاون في صلاته ، أنه يرتكب خطأً قاتلاً ، وتصرفاً مهلكاً ، يتوقف عليه مصيره كله ، و إن لم يتدارك نفسه ، فهو آيل لا محالة إلى نهاية بائسة ، وليل مظلم ، وعذاب مخيف ، جاء في الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبيr في الرؤيا قال :" أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري (1143).
إن التهاون بأمر الصلاة والإستخفاف بها ، خطأ فادح بكل المقاييس ، وجناية مخزية بكل المعايير , لا ينفع معها ندم ولا إعتذار عند الوقوف بين يدي الواحد القهار ، إني أدعوك بكل شفقة وإخلاص ، أدعوك والألم يعتصر قلبي خوفاً عليك ورأفة بك ، أدعوك في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك ، ومُجريات حياتك ، أدعوك إلى مراجعة نفسك ، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان ، إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر ، ولا يغرك ما أنت فيه ، من الصحة والعافية والشباب والقوة ، فما هي إلا سراب بقيعة ، يحسبه الظمآن ماءً ، أو كبرق خُلب ، سرعان ما يتلاشى ، و ينطفئ ويزول ، فالصحة سيعقبها السقم ، والشباب يلاحقه الهرم ، والقوة آيلة إلى الضعف ، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون .
و الذين زينوا لك إضاعتها ، إنهم لن يذرفوا عليك سوى دموع التماسيح ، يعودون بعدها ، إلى مزاميرهم وطربهم وأنسهم ، غير مكترثين بك ، ولا بألف من أمثالك ، إنهم أنانيو الطباع ، ميتو الإحساس ، لا همّ لهم إلا أنفسهم وملذاتهم ، ولو فقدوا الآباء والأمهات ، فضلاً عن الأصحاب والخِلان ، فاستيقظ يا هذا من غفلتك ، وتنبه من نومتك ، فالحياة قصيرة وإن طالت ، والفرحة ذاهبة وإن دامت ، واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة ، فقد وفقك الله للصلاة مع الجماعة ، وإلف المساجد ، وعمارتها بالذكر والتسبيح ، فاستعن بالله ، واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة ، والتبكير إليها يقول الله تعالى في وصــف المؤمنين: { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ } [المعارج: 24] .