مضيعة للأوقات
-
ومن أعظم مخاطر تلك المسلسلات فضلاً عن مخاطرها التي تهدد الأسرة المسلمة
وقيمها وأخلاقها أنها ملهاة عن ذكر الله، وفيها ضياع للأوقات والأعمار
التي سنحاسب عليها يوم القيامة.
وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -عضو هيئة كبار العلماء- حفظه الله ما حكم مشاهدة المسلسلات التي تذاع بالتلفزيون؟
فأجاب:
"على المسلم أن يحفظ وقته فيما يفيده وينفعه في دنياه وآخرته؛ لأنه مسؤول
عن هذا الوقت الذي يقضيه؛ بماذا استغله؟، قال تعالى:
{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: 37]، وفي الحديث: أن المرء يسأل عن عمره فيما أفناه...
ومشاهدة
المسلسلات ضياع للوقت؛ فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها، وإذا كانت
المسلسلات تشتمل على منكرات؛ فمشاهدتها حرام، وذلك مثل النساء السافرات
والمتبرجات، ومثل الموسيقى والأغاني، ومثل المسلسلات التي تحمل أفكارًا
فاسدة تخل بالدين والأخلاق، ومثل المسلسلات التي تشتمل على مشاهد ماجنة
تفسد الأخلاق؛ فهذه الأنواع من المسلسلات لا تجوز مشاهدتها.
رأي التربويين
وإزاء
تلك المخاطر المحققة فإن الدعاة والمتخصصين في الإصلاح الأسري يحذرون من
آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة
ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا، وتأجيج حدة
الغيرة بين الزوجين، والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات
الطرف الآخر وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها
تلك النوعية من المسلسلات.
ويرى الدكتور أكرم عثمان أستاذ علم
النفس، أن الإقبال على النوعية الجديدة من المسلسلات المدبلجة يعكس ضعف
الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة الأسرية؛ محذراً من مخاطر
الانجراف وراء قيم التغريب والتقليد الأعمى للفكر الغربي.
من جانبه يقول التربوي محمد غنيم:
"إن البرامج والمسلسلات التي تحمل شحنات من صور ومشاهد الحياة الغربية
تنعكس بضرر بالغ على الأبناء في ظل انعدام قدرة ولي الأمر على الرقابة بعد
ثورة وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت والفضائيات التي حولت العالم إلى
قرية صغيرة، لم يعد بالإمكان كما كان في سنوات خلت فرض رقابة محكمة على ما
يشاهد ويعرض لأبنائنا".
دعوات إصلاحية
دعوة نوجهها إلى أولياء
الأمور أن يتقوا الله في أبنائهم وزوجاتهم بمنعهم من متابعة تلك الحلقات
الخطيرة على قيمنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.
وعلى ولاة الأمر والدعاة والمشايخ أن يفضحوا تلك الأفكار والأهداف وأن يحذروا منها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
إنه نداء وتذكرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يتذكر قوله تعالى:
{إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة النور: 19]، وقوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [سورة البروج: 10].
ذياب عبدالكريم