لحظة من فضلك..
هل تحفظ الفلم الذي رأيته أو الحادثة التي حدثت معك في أحد الأيام؟ عجيب أن تذكرها وتسردها هكذا بدون جهد وحفظ؟
مالسبب ياترى !!!
الحقيقة العلمية تقول : إن المعلومة دخلت لذاكرتك من خلال جميع حواسك.
ولكن مع هذا فإن الطالب نور لا يريد أن يقتنع بهذا، ويتعلل دائما ًبأن الدراسة صعبة جداً .. ولذلك لا يستطيع تحقيق نتائج طيبة في الإمتحانات.
كانت أمه تحاول التخفيف عنه ببعض النصائح.. وكما يقال: الحكي لك ياجارة اسمعي ياكنة!
كانت أم نور تقدم لابنها بعض النصائح لتساعده على حفظ المعلومات، فتقول:
اقرأها– اسمعها – اشعر بها – تخيلها – استمتع بها– ثم درّسها لنفسك ولمن حولك كأستاذ ولم لا؟ فربما تصير استاذاً كبيراً يابني...
ولكن نور كان دائماً يتعلل بالنسيان، فتحاول أمه تشجيعه قائلة..
إنس أنك تنسى !!!!! فليس هناك شيء اسمه النسيان، بل هناك شيء اسمه انتقال المعلومة للذاكرة العميقة، وهذا هو النسيان!
كانت أم نور تعلمه كيف يستخرج المعلومات من أعماقه فتقول له: تذكر أن المعلومات في ذاكرتك.. موجودة..موجودة..موجودة.
ولكن نور كان يقول دائماً:
عندما أحاول استحضار المعلومات أثناء الامتحان أشعر بالتوتر وأنسى كل شيء!
بدأت الأم بسرد بعض النصائح قائلة..
استرخ عند التذكر فالذاكرة تعمل عند الاســترخاء وليس عند الشـــد والعصبية، ففي حال نسيت معلومة، لا تجهد نفسك بل تشاغل بأمر آخر كي تستعيدها بهدوء.
ولكني لا أحب الدراسة أصلا: بهذا قاطع نور حديث أمه!
أجابت الأم: بدون حب يابني لا يمكن أن تنجز شيئاً!
أحب المادة بل اعشقها لأن ماتحبه لايحتاج إلى حفظ وافرح بأنك تتعلم.
بسّط المادة وقسمها إلى أجزاء ليسهل قضمها واخترع أساليب لذلك.
حوّل العناوين إلى أسئلة وضع يدك فوق الجواب، ثم أجب من ذهنك
ثم قارن ذلك بالكتاب ثم رمم معلوماتك.. كررررر حتى تتأكد من دقة إجابتك.
وفي أحد الأيام أحضرت الأم لنور كثيراً من أقلام التلوين الجميلة وقالت له:
شـوّق دماغك من خلال تلوين المعلومات مثلاً:الأزرق للقوانين والتعاريف، البرتقالي للشرح، الأصفر للخلاصات..
رمّز بالصور: ضع رموز ورسومات بسيطة أمام أهم الأفكار.
مثال: علمين للمؤتمر - بارودة للمعارك –وردة للقصيدة – لمبة لفكرة فلسفية.
رقمّ وعدد : ركز على عدد الفقرات أو الأفكار واربطها بعدد معروف (شبابيك البيت)( عدد إخوتك)..
اصنع فلم أو صور ثابتة : للكلمات المفتاحية المهمة مثال:
الصادرات هي: (نفط، حبوب، سيارات، فوسفات) تتخيل سيارة تسير بالنفط مكتوب عليها فوسفات والسائق يأكل حبوب.. فكرة ممتعة.
وعندما استعصى على نور حفظ بعض الجمل في مادة العلوم امسكت الأم الكتاب ثم قالت له غني معي:
صلـبة غـازية .... وسائلة بذا تحلو الأغنية
ثم ساعدت نور بتلخيص الكتاب إلى بضع صفحات بكتابة النقاط الرئيسية وتفريع المعلومات عنها.
والآن إليك بعض النصائح التي كانت ترددها أم نور لتساعد ابنها على الحفظ
لاتسهر، واذهب للنوم قبل الساعة 12 ليلاً، فكل ساعة نوم قبل الساعة 12 تعادل ثلاث ســـاعات بعدها!!
استيقظ فجراً: فهناك الغدة الصنوبرية التي تفرز مادة الميلاتونين والسيراتونين المساعدين على التذكر وشرط إفرازهما الركود ليلاً والاستيقاظ فجراً.
اختر طعامك : وأكثر من العسل _ التمر _ الزيتون _الزبيب _ التين _ الجوز _ اللوز_المشمش المجفف، وتجنب الدسم وكثرة الطعام والمنبهات ..
مسّج بيديك جبهتك، فروة الرأس، أسفل الأنف، شحمتي الأذن، إبهامي اليدين والقدمين.
لاتدرس في مكان مفتوح (الشرفة – أمام الشباك – بستان) فلن تستطيع التركيز جيداً.
وقبل أن يذهب نور إلى الإمتحان كانت النصيحة الأخيرة لأمه له..
لقد قمت بما عليك..وبذلت جهدك يابني.. فـــلا تقلق للنتائج مطلـقــــاً
ثـــق بنفسك.. ثـــــــــق بنفسك..ثــــق بنفسك
توكل على الله، ولاتنسَ الدعاء فالنجاح هبة وإكرام من الله يهبه لمن يعرف كيف يأخذ بالأسباب ويدرس جيداً.
وبعد شهر..
دق الباب ففتحت أم نور الباب ورأت ابنها يبتسم ابتسامة عريضة وهو يمسك بيده صفحة من الورق المقوى.. عانقت الأم ابنها وطبعت على جبينه قبلة احترام وتقدير.. وقالت له: مبارك نجاحك يابني!
ونقول لكم أنتم أيضاً: مبارك نجاحكم سلفاً يا أصدقاء!
هيا اقترب الامتحان... فهل من مشمر!!