يدرس بعض الأطباء في لندن كيف يمكن أن يساعد الغناء المصابين بأمراض صدرية خطيرة على تحسين قدرتهم على التنفس.
وتجري حاليا بانتظام، جلسات تدريب على الغناء في مستشفى برومبتون الملكي.
يشارك مئات المرضى في تلك الجلسات. وقد سجل 60 مريضا منهم أنفسهم للمرور بتجربة في هذا المجال، ينتظر أن تنشر نتائجها في نهاية العام الجاري.
ويقول بعض المرضى الذين شاركوا في الجلسات إن الغناء غير حياتهم تماما.
وقد يشعر زوار جناح فيكتوريا في مستشفى برومبتون الملكي بالدهشة وهم يستمعون إلى صوت الموسيقى يأتي من داخل الجناح إلى الممر ممزوجا بالضحكات والتعليقات الطريفة والأصوات الخشنة التي تصدر عن المرضى خلال تدريباتهم الصوتية.
هنا يلقى مرضى الحالات المتقدمة من الأمراض الصدرية رعاية خاصة من جانب الأطباء المتخصصين. لكنه أيضا مكان لجلسات الغناء.
تقول مدربة الأصوات، فوين كاف، إنها ترى الكثير من التقدم قد تحقق فيما يتعلق بالقدرة على التحكم في التنفس وبعد جلسة واحدة فقط.
ويبدأ الدرس عادة ببعض التدريبات الصوتية التي تشمل الإنشاد الجماعي وكذلك الهمهمات والتعبير بالأصوات المتقطعة الصاعدة والهابطة.
بعد ذلك يبدأ المرضى في ترديد الأغاني مثل "البحار الثمل" و"قبلني ياحبيبي".
أجواء حفلات
هناك حقا أجواء شبيهة بأجواء الحفلات، لكن هؤلاء الرجال والنساء، كبارا وصغارا، يعانون من بعض الأمراض الصدرية الخطيرة مثل التليف الرئوي والربو الشُعبي والتضخم الرئوي.
هناك مثلا جون تاونسند البالغ من العمر 69 عاما، الذي يعاني من ضيق مزمن في القصبة الهوئية، وهي حالة مرضية يصاب بها نحو 30 ألف شخص في بريطانيا سنويا.
وقد لجأوا إلى مساعدته على التنفس عن طريق أنبوبة أكسجين موصلة له طوال الوقت. إلا أنه يكافح من أجل الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي.
ويقول إنه يتعين عليه الكفاح من أجل التحرك وإلا قضى اليوم بطوله في الفراش، وهو ما قد يؤدي إلى شعوره باليأس.
تأثير كبير
ويقول جون إن تأثير الغناء كان كبيرا "كل ما أفعله الآن أصبح أسهل: استخدام المكنسة الكهربائية، غسيل الملابس، أي أعمال صغيرة".
ويضيف أنه يستطيع القيام بكل ما يقوم به الانسان العادي فيماعدا أنه لا يستطيع القيام بها بنفس السرعة "هذا هو الفرق".
هناك مجموعات أخرى للغناء بين مرضى أمراض الرئة ولكن القليل جدا منها يدخل ضمن النظام العلاجي المعمول به في مستشفيات التأمين الصحي.
من الواضح أن المرضى يحبون هذه الطريقة العلاجية، ويتطلع الباحثون حاليا إلى معرفة تأثيرها على طرق التنفس والتحكم فيه، وهم يجرون تجربة علاجية لمعرفة ذلك.
ومن المقرر أن تنتهي هذه التجربة في الخريف القادم، وستنشر نتائجها في نهاية العام.
أما