مداخل الحرم
ويضم المسجد أربعة مداخل رئيسية، وواحد وأربعين مدخلا فرعيا، وستة مداخل للطابق تحت الأرض، ويعلو المسجد عدد من القباب ، وتسع مآذن عملاقة موزعة على المداخل الرئيسية الأربعة لكل مدخل مئذنتان، والمئذنة التاسعة توجد فوق باب الصفا، وتنتشر حول المسجد السلالم المتحركة حول المسجد، والذي يحتوي ثلاثة طوابق وكل طابق يشمل على (492) عمودا مكسوة بالرخام، ومحلاة بالزخارف والنقوش الإسلامية، وتتوسط الكعبة المسجد وهي على شكل مربع تقريبا، وبابها يرتفع مترين عن الأرض، ويصعد إليه بسلم مثل سلم المنبر، وفي الركن الذي على يسار باب الكعبة يوجد الحجر الأسود على ارتفاع متر ونصف من أرض المطاف، ويخرج من أعلى منتصف الحائط الشمالي الغربي للكعبة ميزاب من الذهب يسمى ميزاب الرحمة، وتكسى الكعبة بأستار من الحرير المنقوش عليه بعض آيات القرآن.
أروقة المسجد الحرام
ويحيط بالمطاف أروقة المسجد العظيمة، تزينها تيجان رائعة، والمسجد مزود بالفرش والسجاجيد الفاخرة، وأجهزة التكيف، والقناديل والتحف، ويبلغ ارتفاع الوجهات الخارجية للمسجد 21 مترا وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية.
كسوة الكعبة
كسوة الكعبة
كانت الكعبة تكسى قبل الإسلام بحصر من خوص النخيل،كما كسيت بالجلد وبالمنسوجات اليمنية، وقد اتبعت قريش منذ عهد قصي نظاما معينا في كسوة الكعبة فكانت تفرضها على القبائل حسب ثرائها، ولما جاء الإسلام كساها النبي الثياب اليمنية، ثم كساها عمر وعثمان القباطي الذي كان يأتي من مصر، فلما ولي معاوية الخلافة كسى الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من الديباج.
وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م. حيث قام الملك عبد العزيز بكسوتها بالحرير الأسود، وأصبح في مكة مصنع مخصص لصنع كسوة الكعبة.
الحجر الأسود
الحجر الأسود
معلم من معالم البيت الحرام وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، وهو حجر صقيل، بيضي الشكل، غير منتظم، ولونه أسود، يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء، ويقع هذا الحجر في الركن الذي على يسار باب الكعبة على ارتفاع (1,5) متر من أرض المطاف.
وأول من وضع الحجر الأسود هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة عندما تنازعت القبائل وكادت الحرب تشتعل بينهم في وضعه في مكانه بعدما أكملوا بناء الكعبة، إلا أنهم اقترحوا أن يحكموا بينهم أول قادم عليهم، فكان الرسول أول من أقبل عليهم فحكموه بينهم فرفع الحجر بيده الشريفتين ثم وضعه على ثوب وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب، فحملوه مرة واحدة ورفعه النبي وثبته في مكانه وأنهى الخلاف بينهم.
وهذا الحجر دفنه عمرو بن الحارث الجرهمي في زمزم قبل أن يخرج من مكة، ورأته امرأة من خزاعة فدلت عليه ثم أعادوه مكانه، ولم يدم ذلك طويلا، وكان ذلك قبل عمارة قصي بن كلاب للبيت الحرام، وعندما استولى القرامطة على مكة قلعوا هذا الحجر وحملوه معهم إلى قبلتهم هجر، وأصبح مكانه خاليا إلى أن أعيد بعد اثنين وعشرين سنة، وقد تكررت هذه المؤامرة على الحجر الأسود حتى كان آخرها في محرم سنة 1351هـ / 1932 م. قام بها رجل من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر وقطعة من ستار الكعبة وقطعة من مدرج الكعبة ثم ردت مرة ثانية إلى أمكانها.
مقام إبراهيم
هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يبني، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت لئلا يشغل المصلين وجموع الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى الآن.
الحجر
هو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة ويسمى الحطيم، وهو على شكل نصف دائرة، وعندما بنت قريش الكعبة أنقصت ستة أذرع من جانبيها الشمالي وأدخلته في الحجر، ثم أعاد عبد الله بن الزبير ما أنقصته قريش من البيت مرة ثانية،فلما كان عصر الحجاج اقتطع من الكعبة ستة أذرع وشبرا وأدخلها في الحجر، وهو لا يزال على حكمه إلى العصر الحاضر.
وقد مر الحجر بمراحل معمارية كثيرة، فكان أول من وضع عليه حجارة الرخام أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، ثم جدد رخام الحجر الخليفة المهدي العباسي وذلك عام 161 هـ / 778 م. ثم تلى ذلك عدة تجديدات وإصلاحات على مر العصور.
الصفا والمروة
المسعى
جبلان في مكة يعتبر السعي بينهما ركن من أركان الحج، وبين الصفا والمروة أربعمائة وثلاث وتسعون خطوة، وكان بين الصفا والمروة مسيل فيه سوق عظيمة يباع فيها ال حبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، وليس بمكة سوق منتظمة سوى هذه، مما جعل الساعون لا يكادون يخلصون لازدحام الناس على حوانيت الباعة، وبمرور الوقت وما يحدث من تجديدات وإصلاحات أصبح هذا المسعى يتكون من طابقين بطول (294,5) مترا، وعرض (20) مترا، وفي وسط المسعى وفي الطابق السفلي يوجد حاجز يقسم المسعى إلى طريقين أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة، والثاني من المروة إلى الصفا، وفي الوسط ممر ضيق ذو اتجاهين، مخصص لسعي العاجزين وغير القادرين على الهرولة، وللمسعى ستة عشر بابا في الواجهة الشرقية، وللطابق العلوي مدخلان أحدهما عند الصفا والآخر عند المروة، ولهذا الطابق سلمان من داخل المسجد أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام.
بئر زمزم
بئر تقع بالقرب من الكعبة المشرفة، ولها فتحة الآن تحت سطح المطاف على عمق (156) سم. وفى أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار لمن يقف بمواجهة البيت الحرام يوجد حجر دائري الشكل كتب عليه بئر زمزم. وهذا الحجر يكون عموديا مع فتحة البئر الموجودة أسفل سطح المطاف، وقد جعل في آخر المطاف درج يؤدي إلى فتحة البئر.
وبئر زمزم ينقسم إلى قسمين: الأول جزء مبني عمقه (12,80) مترا عن فتحة البئر. والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله (17,20) مترا، وهناك ثلاثة عيون تغذى بئر زمزم: عين في جهة الكعبة ومقابلة للركن ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، وعين تقابل جبل أبي قبيس والصفا، وعين جهة المروة، وهذه العيون مكانها في جدار البئر على عمق (13) متر من فتحة البئر.
وتاريخ هذه البئر بدأ بنزول سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل مكة حيث كانت صحراء ليس بها شيء يؤنس به، ولا يوجد بها ماء ولا زرع، حتى نفد الماء الذي تركه إبراهيم لزوجته وولده، فأخذت أم إسماعيل تبحث لولدها عن الماء مهرولة بين الصفا والمروة، وبعدما يئست من وجود الماء إذ بالماء يخرج من بين أصابع ولدها، وكان خروجه بداية حياة جديدة لهذا المكان الذي استقر فيه إسماعيل عليه السلام بجوار قبيلة جرهم التي تزوج منها.
وبعد زمن استخفت قبيلة جرهم بحرمة بيت الله الحرام بعدما كانت تقوم عليه، وأكلوا أموال الكعبة الذي يهدى لها، وأحدثوا في الحرم أحداثا عظيمة، فعاقبهم الله بعقوبات منها نضوب ماء زمزم وانقطاعه فلم يزل موضعه يندثر ويمحى حتى جهل مكانه، وظل هكذا حتى أعاد عبد المطلب حفره مرة ثانية بعد عام الفيل، وهو العام الذي شهد فجرا جديدا بميلاد النبي محمد عليه السلام.