</STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG> </STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG> </STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG> </STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG> السلام علـيكم ورحمــة الله وبــركـــــاته</STRONG> </STRONG> </STRONG></STRONG> </STRONG></STRONG></STRONG></STRONG></STRONG> الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها
الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ</STRONG></STRONG>
سُئل الشيخ رحمه الله؛ عمن كان في سلطان المشركين، وعرف التوحيد وعمل به، ولكن ما عاداهم، ولا فارق أوطانهم؟
* * * الجواب:
هذا السؤال صدر عن عدم التعقل لصورة الأمر والمعنى المقصود من التوحيد والعمل به.
لأنه لا يتصور أنه يعرف التوحيد ويعمل به، ولا يعادي المشركين، ومن لم يعادهم لا يقال له؛ "عرف التوحيد وعمل به".
والسؤال متناقض، وحسن السؤال مفتاح العلم.
وأظن مقصودك؛ من لم يظهر العداوة، ولم يفارق.
ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة.
فالأول: يُعذر به مع العجز والخوف، لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}.
والثاني: لا بد منه، لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي، لا ينفك عنه المؤمن.
فمن عصى الله بترك إظهار العداوة؛ فهو عاص لله، فإذا كان أصل العداوة في قلبه، فله حكم أمثاله من العصاة، فإذا انضاف إلى ذلك ترك الهجرة، فله نصيب من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ... الآية}، لكنه لا يكفر، لأن الآية فيها الوعيد لا التكفير.
وأما الثاني، الذي لا يوجد في قلبه شيء من العداوة؛ فيصدق عليه قول السائل: "لم يعاد المشركين"، فهذا هو الأمر العظيم، والذنب الجسيم، وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين؟!
والخوف على النخل والمساكن؛ ليس بعذر يوجب ترك الهجرة، قال تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}.
وأما ما كان في دار الإسلام، ولا تعلّم أصل الدين ولا قواعده، ولأجل الجهل بها صار يعزر ويوقر، أعداء الدين؟
فالجواب أن يقال: إن أحوال الناس تتفاوت تفاوتاً عظيماً، وتفاوتهم بحسب درجاتهم في الإيمان - إذا كان أصل الإيمان موجوداً - والتفريق والترك؛ إنما هو فيما دون ذلك من الواجبات والمستحبات.
وأما اذا عدم الأصل الذي يدخل به في الإسلام، وأعرض عن هذا بالكلية؛ فهذا كفر إعراض، فيه قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ... الآية}، وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً... الآية}.
ولكن عليك أن تعلم؛ أن المدار على معرفة حقيقة الأصل وحقيقة القاعدة، وإن اختلف التعبير واللفظ، فإن كثيراً يعرف القصد والقاعدة، ويعبر بغير التعبير المشهور.
وتعزيرهم وتوقيرهم كذلك، تحته أنواع أيضاً، أعظمها؛ رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام ومبانيه، وتصويب ما هم عليه، فهذا وجنسه من المكفرات، ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية، كلياقة الدواة ونحوه.
وأما قوله لأبي شريح [1]:
فليس فيه ما يدل على تحسين الباطل، والحكم به، بل ذكروا وجوهاً متعددة في معنى ذلك، كلها تفيد البعد والتحريم لمثل فعل البوادي، ومن أحسن ما قيل؛ أن هذا تحسين لفعل صدر في الجاهلية قبل ظهور الشرائع الإسلامية، فلما جاء الشرع أبطل ذلك، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
</STRONG> الدرر السنية: ج8/ص359 - </STRONG>361
[1] يشير إلى ما رواه أبو داود وغيره عن أبي شريح رضي الله عنه؛ أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بـ "أبي الحكم"، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (إن الله هو الحكم وإليه الحكم، فلم تكنى أبا الحكم؟!)، فقال: (إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحسن هذا، فما لك من الولد؟)، قال: (لي شريح ومسلم وعبد الله)، قال: (فمن أكبرهم؟)، قلت: (شريح)، قال: (فأنت أبو شريح).</STRONG>
</STRONG>
وسبحانك اللهم وبحمد، اشهد ان لا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك</STRONG></STRONG>