ما هو تفسير ظاهرة الحب اللاإرادي؟
ما هو تفسير ظاهرة الحب اللاإرادي (حب طاهر طبعاً)حيث يقع الانسان في حب شخص بشكل غير إرادي ( حب روحي ) دون النظر الى كل الأمور المادية ( الجسمية، الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية،.........) حب يصيب الانسان دون توقيت او ارادة مسبقة ؟ بمعنى ادق يحدث ترابط روحي بين الشخصين؟ حتى بدون الكلام او التصريح؟
حب يرتفع عن مستوى الحب (الجنسي) حب روحي وبعيد كل البعد عن الجنس؟
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
***************************
***************************
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
في السابق, كان ينظر الى ميل الانسان لآخر على أنه جزء من (الغيب), فالقلوب بيد باريها, وهو العالم بما فيها, وقد قيل
إن القلوب سواقي يسقي بعضها بعضاً).
ولكن تدلّ بعض بحوث علم النفس, على أن لهذا الميل أسباب تتعلق بوجود مشتركات بين الشخصين في الأفكار والميول النفسية والمزاج, بحيث يشعر كل منها للارتياح للآخر, من حيث لايشعر, ويميل اليه.
وربما تدل بعض الآثار الأدبية على صحة هذا الأمر, وقد قيل
إن الطيور على أشكالها تقع) و(الجنس للجنس يميل) بمعنى أن كل صنف من الناس يميل الى ما يشابهه من البشر, ولكن كان ينظر في السابق أكثر الى جانب الظواهر من الأشخاص, فيما تشير بحوث علم النفس الى وجود تشابه باطني بين الأشخاص, فيكون الميل بناء على ذلك, ذو معنىً وأساس, لامجرد رغبة وهوى.
ولكن مع كل هذه الأمور, لايمكن بناء الحياة الزوجية, وحتى العلاقات الاجتماعية, على مجرد الميل أو الحب العذري, كما يسمى أحياناً.
فربما كانت بعض المظاهر خادعة, أو كانت ظروف الطرفين غير ملائمة لبعضهما البعض, أو أن غريزة الانسان ضاغطة بحيث تجعله يميل مع أول لقاء, أو مجرد اشارة عابرة قد تصدر بدون وعي من الطرف الآخر.
فلابدّ من اعمال العقل في العلاقات الاجتماعية, دون اغفال اشارات القلب, والتي أوجدها الباري تعالى لكي يأنس الناس بعضهم ببعض, فيأتلفون ويتعايشون ويتوادون ويتحابون.
قال تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) (الحجرات/ 13).
وقال تعالى
ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم/21).
وهكذا قد يود الانسان ويحبُّ أهله وأقاربه, وأصدقائه ومعارفه, الذكور منهم والأناث, حباً خالصاً, بعيداً عن الغرائز الجنسية, وقد يميل الانسان الى امرأة لخلقها وعفتها, فيحترمها ويعزها, دون ميل جنسي, ولكن لوجود تقارب فكري وروحي.
وكثيراً ما تبدأ العلاقات الزوجية بالإعجاب المتبادل بين رجل وامرأة.. اعجاب بالسلوك والخلق, ومن ثم ينتهي بهما المطاف الى الزواج على سنّة الله تعالى ورسوله, وهذه من سنن الحياة.. وأعرافها الجارية في كل زمان ومكان.
ومن الله التوفيق.
www.balagh.com