أحكام التجويد مكتوبة
مقدمـــــــــــــــة:
عني القرءان الكريم بالحفظ في الصدور قبل السطور فكان بصدور رجال تصدروا
لهذا الأمر بحفظه وإقرائه في كل طبقة من طبقات الأمة، بدءً من عصر الصحابة
رضوان الله عليهم جميعا الذين تلقوه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فنقلوه إلى التابعين ثم قام جم كبير من التابعين من الحفاظ بنقله إلى
تابعي التابعيين فبرز رجال شموس سهروا ليلهم وشدوا العزم وأعلوا الهمم
وتجردوا للقراءة وزادت عنايتهم بها وتصدروا لها حتى صاروا أئمة أعلاما
واشتهروا بين الأنام. من بين الأئمة القراء الذين تواترت قراءاتهم والتي
توفرت فيها الثلاثة الأركان، من صحة السند وتواتره إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وموافقة للرسم العثماني واللغة العربية، والتي تلقتها الأمة
بالقبول هم عشرة، قال عنهم الإمام ابن الجزري رحمه الله:
ومنهم عشْر شُموسٌ ظهرا *** ضياؤهم وفي الأنام انتشرا
ومن بين الشموس العشرة الإمام نافع الذي روى عنه الراوي ورش الذي سنتدارس
أصول روايته من طريق الأزرق رحمهم الله جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء عن
نقلهم لنا القرءان عذبا وسلسلا .
وللإشارة فلكل قراءة صحيحة متواترة منقولة عن أحد من الأئمة العشرة راويان
عرفا بالإتقان والضبط تصدرا للإقراء فاشتـُهـِرا ولكل راو ٍ عدة طرق ولكن
يكتفى بطريقين مشهورين. فالقراءة هي: ما ينسب إلى أحد من الأئمة العشرة(
فنقول قراءة نافع) والرواية هي: ما ينسب للآخذ عن الإمام( فنقول رواية ورش
عن نافع ) وأما الطريق: فهي ما ينسب إلى الناقل عن الراوي وإن سفل ( فنقول
رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق).
وخلال دورتنا تعرفنا على أحد هؤلاء الأعلام وهو الإمام نافع وتلميذه ورش
والناقل عنه الأزرق رحمهم الله أجمعين ونذكر ما أشاره شيخنا ابن الجزري في
طيبته إلى الإمام نافع وراوييه فقال رحمه الله:
وها همو يذكرهمو بيانـى *** كــل إمـــــــام عنــه راويــــــان
فنافع بطـَيـْـبة قد حـــظيا *** فعنه قالون(1) وورش(2) رويــافورش قرأ
على شيخه نافع, وتعددت طرقه وأشهرها طريقان : الأزرق والأصبهاني ودروسنا
من طريق الأزرق أي طريق الشاطبية