الحمد لله الذي جعلنا من السعــداء بقدوم شهر الرحمة شهر المغفرة شهر العتق من النار .. ونسأله كما أسعدنا بقرب قدومه أن يرزقنا فرحة و أجر صيامه و إتمامه ..
هذا الموضوع عباره عن مواقف قد تمر بنا وكم مرّت بنا ونحتاج أن نتذكّر حتى نردع أنفسنا عن القيام بما قد يفسد صيامنا و يذهب أجورنا ..
فكونوا معي رفع الله من منزلتكم و والديكم في جنان النعيم...
وقبل أن نذكر المواقف لنعلم أن صَوم شهر رمضان هو ركن من أركان الإسلام قال تعالى: [ ياأيها الّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِيَامُ ] [البقرة183]، وقال النبي { بُني الإسلام على خمس... }
ومنها: { وصوم رمضان } [متفق عليه].
(1)
إذا سابّك أحد أو شاتمك و حاول أن يستفزّك بكلامه وهو غافلاً عن كونك صائم
.. هنـــا قف ...
فلا ترد عليه وإياك أن تقوم بنفس فعله ..
وتــــذكر ..
يقول عليه الصلاة والسلام: { إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب فإن امرؤ سابه أو شاتمه فليقل إني صائم } وفي رواية: { إني امرؤ صائم }.
و قوله : { ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث }.
(2)
إذا عطشت و أحسست بشدة الجوع و عدم التحمّل و التعب والضعف ..
.. هنـا قف ..
فإنك صائم فكم من الأجر بإذن لله أنت كاسب .. وأصبر فإنك تصوم شهر الصبر رمضان
.. وتــذكر ..
قول الرسول عليه الصلاة والسلام:[ للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه]
وقوله : [ من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ]
يا صائماً ترك الطعام تعففاً *** أضحى رفيق الجوع واللأواء
أبشر بعيدك في القيامة رحمة *** محفوفة بالبرّ والأنداء
وليس هناك أعظم من هذا القول في الصحيح أن الله عز وجل يقول: { كل عمل ابن آدم له.. إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به }.. فأي جزاء سنجد من الكريم سبحانه وتعالى إن نحن صُمنا وصبرنا ..
(3)
إذا صليت التراويح و شعرت بتعب جسدك وألم عظمك من طول الوقوف وتعبت قدماك ..
.. هنـا قف ..
فإنك تقف لله الواحد الأحد الذي منّ عليكِ بأن رزقك صيام وقيام هذه الشهر الفضيل
وأعلم أن للعبد بين يدي الله موقفان: 1- موقف بين يديه في الصلاة. 2- وموقف بين يديه يوم لقائه " مطوية قيام ليالي رمضان "
فمن قام بحق وصدق في الموقف الأول هوّن عليه بإذن لله الموقف الآخر والعكس