سؤال أسأله لنفسي كل صباح. كلما ازداد وجه العالم دمامة وكلما تراكمت الهموم على أرصفة ميناء الخلاص الأخير . وكلما طال انحناء ظهور العباد للعباد ، وكلما غاب العدل والحق ، وزادت عتمة هذا الليل الطويل ، وكلما أوغلت البشرية في غيها وغرورها وابتعادها عن الصراط .سؤال أَنّ له القلب وأرقت به العين . ولا سبيل لنا لأن نكون كما نريد وكما أرادنا الله سبحانه وتعالى إلا بالتغيير .
ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟
والإجابة بسيطة في معناها عظيمة في مضمونها . إذا تعلمنا أن نخلص في العمل وألا نيأس وإذا علمنا أننا بحاجة إلى همة عالية لا يخالطها اليأس ولا تحط من علوها تصاريف الحياة .
فنحن بحاجة إلى علم ينير البصيرة ويهدينا إلى سواء السبيل . وهمة عالية. لأن منّا من قعدت به همته وإن اكتمل عمله ..ومنّا من علت همته وعلا به عمله. فهؤلاء هم الرواد اللذين تعلوا بهم الأمة .
متطالبات التغيير :
إن التغيير يتطلب عامليين رئيسيين التغيير الداخلي والتغيير الخارجي .
التغيير الداخلي: يتطلب منك أن ترفع درجة الخطاب الداخلي لذاتك وأن تدير حوارًا، ذاتيًا وتسأل نفسك ماذا تريد؟ وأن تخاطب نفسك دائمًا. وأن تُذكرها بأنه في كثير من الأحيان خسارة معركة تعلمك كيف تربح الحرب، وهذا يعني أن لاتيأس حتى ولو عاندتك الحياة من جرّاء هذا التغيير . إن التغيير يقودك إلى السعادة لأنه من أكثر اللحظات سعادة هي عندما تحقق أشياءً يقول الناس عنها إنك لا تستطيع تحقيقها .
أما التغيير الخارجي: فإنه يترتب على التغيير الداخلي لأن الله سبحانه وتعالى يقول : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إنها ثورة أدعوك إليها ثورة على روتين الحياة . وعلى الثوابت التي تخنق الطاقات وتعطل المواهب، ثورة للتغيير فانطلق ولا تتخاذل ولا تتهاون . انطلق وارفع درجة الخطاب الداخلي إلى أقصى درجات التفاؤل والأمل والبهجة والسرور.
فأنا على يقين من امتلاكك لبركان متفجر من الطاقات الكامنة تنتظر أن تثور . فهلم إلى التغيير الداخلي . فهذا أوان أن يراك الآخرون كما ينبغي أن تكون .
بقلم حنان عبد الرؤوف