حــــقا أنتِ ملِكــــة .. .. أختي الكريمة: هل تعلمين أن الحرب الموجهة إليكِ حربٌ ضروسٌ يريدون منها استعبادك.. وهتك عرضكِ.. باسم الحرية والمساواة.. فما معنى الحرية التي يدعوا إليها المفسدون ؟.. ولماذا لا يدعون إلى تحرير العمال المظلومين.. والضحايا المنكوبين.. والأيتام المنبوذين ؟
لماذا يصرون على أن المرأة العفيفة.. التي تعيش في ظل وليها.. ولو مدَّ أحد العابثين يده إليها.. لما عادت إليه يده.. لماذا يُصرُّون دائما ًعلى أن هذه المرأة تحتاج إلى تحرير.. هل ارتداء المرأة للعباءة والحجاب لتحمي نفسها من النظرات المسعورة.. يُعدُّ عبودية تحتاج أن تُحرَّر المرأة منها ؟
هل تخصيص أماكن معيَّنة لعمل المرأة.. بعيدة عن مخالطة الرجال.. هو عبودية وذل للمرأة ؟.. هل تربية المرأة لأولادها.. ورأفتها ببناتها.. وقرارها في بيتها.. هو عبودية تحتاج إلى تحرير ؟
لماذا نجد أن أكثر هؤلاء ليسوا من العلماء.. ولا من المصلحين.... فلماذا يدعوا هؤلاء إلى تحرير المرأة ؟.. لماذا يستميتون لإخراج العفيفة من بيتها.. لماذا ؟..
الجواب واضح: اشتهوا أن يروها متعرية راقصة فزيَّنوا لها الرقص.. فلما تعرَّت وتبذَّلت.. وأصبحت تلهو وترقص في المسارح.. أرضوا شهواتهم منها.. ثم صاحوا بها وقالوا: قد حررناك..
واشتهوا أن يتمتعوا بها متى شاءوا.. فزيَّنوا لها مصاحبة الرجال.. ومخالطتهم.. حتى حوَّلوها إلى حمام متنقل يستعملونه متى شاؤوا.. خدعوها بقولهم حسناء والغواني يَغُرُّهنَّ الثناءُ
واشتهوا أن يروها عارية على شاطئ البحر.. وساقية للخمر.. وخادمة في طائرة.. وصديقة .. فزيَّنوا لها ذلك كله وأغروها بفعله.. فلما ولغت في مستنقع الفجور.. تضاحكوا بينهم وقالوا: هذه امرأة متحررة.. فمن ماذا حرروها ؟..
عجباً هل كانت في سجن وخرجت منه إلى الحرية ؟.. هل الحرية في تقصير الثياب.. ونزع الحجاب ؟.. أم الحرية في التسكُّع في الأسواق.. ؟.. هل الحرية في مكالمة شاب فاجر.. أو الخلوة بذئب غادر؟
أليس الحرية الحقيقة.. هي أن تكون عفيفة مستترة.. أبوكِ يرأف عليكِ.. وزوجكِ يحسن إليكِ.. وأخوكِ يحرُسُكِ بين يديكِ.. وولدكِ ينطرحُ على قدميكِ.. وهذه هي الكرامة العظيمة التي أرادها الله تعالى لكِ..