موضوع: عانقوا شوق الحياة الخميس أغسطس 27, 2009 5:24 pm
انتم قادرون ، ابذلوا العقول للتفكير والنقد ، والسواعد للعمل ، غادروا مسلماتكم اليقينية والتي ورثتموها لمجرد التقليد ، انسجموا وتناغموا وتفاعلوا مع طفرة التحولات وعانقوا شوق الحياة ، لا تقفوا في وجه التجديد فلن تستطيعوا ايقاف الزمن ، ولن تستطيعوا تعطيل قوانين الكون ولن تتعاطف معكم سنن الله في المجتمعات والحياة ولن تجاملكم ،إن بقيتم تعترضون لها وتعارضونها ولن يستكين الزمن لكم لترجعوه للوراء ، لا تتشبثوا بالاستحالات الكونيه فلن يرجع الماضي ولن يخضع الحاضر والمستقبل له جددوا ادوات وطرائق التفكير ، لا تناطحوا حضارات قامت على العقل والعلم والتجريب فتكونوا : كناطح صخرة يوماً ليوهنها فما أضرّ بها وأوهى قرنه الوعل يا ناطح الصخرة الصماء توهنها ** أشفق على الرأس لا تشفق على الحجر لا تكونوا مستهلكين فقط ولكن تفاعلوا ولا تعاندوا فمنذ اختراع الراديو ( المذياع ) وحتى كشوفات الحداثة وما بعد الحداثة ، سيظل الذهن المتأزم يقف ضد الجديد ، لكنه في كل مرة يخسر ثم يلهث لاستباق ركب النهوض والتقدم ، ومع هذا يظل في كل مرة لا يتعلم من صدماته الاولى ، لقد بقي الراديو وانتشر وأدى وظيفته الحضارية ، ومات ونسي واندثر الذين عارضوه وحرموه . ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في حرها واندثر ولا تكونوا كالمعتقلين داخل ذواتهم القلقة وخارج النفوس المطمئنة ، المنهمكين جذراً تربيعياً وراء الحطام ، المنهكين خلال الركض المضني خلف الهباء في بطون الدنيا ، كأنما وقع الطير الصغير فريسة جوع ضارٍ لذي مخلب وناب ، نامت عقولهم واستيقظتحرج ابدانهم كبُرت همومهم وتضاءلت هممهم ، مضوا سراعاً في حظوظ النفس والذات النرجسية حتى باتوا لا يعرفون لمسكين ولا لمتعتع في طلب حقه قدرا أمِنوا رقابة الارض ونسوا رقابة السماء ، قوم يتسخطون من صغائر الامور شغلتهم توافه الاشياء عن عظائم الامور ، نسوا الله فأنساهم انفسهم ، بالغوا وولغوا في طلب الدنايا ، طبع الران الاجتماعي على عقولهم ، فزادهم وحشة وغربة رغم ارصدتهم من المناصب ومن الذهب، يأكلون حقوق الناس البسطاء بالباطل البين ، لن يشبعوا من حظوظ الدنيا ، ولن يقال لهم من اين لك هذا ، حتى ينتفض المساكين والمحرومون ويتمنطقون بروح ابي ذر الغفاري رضي الله عنه . سلسلة من اكلة المال العام ولصوص المال الخاص يعبثون بحقوق السواد الاعظم من الناس ، لا يهم من هو السارق ، بقدر ما يهم هذا التساكت عن المظالم كيف ولماذا وإلى متى ، وحتى تحيا القلوب وتنتفض العقول سيظل الباب موصودا ، ربما تنفتح الاسئلة ، لكن إنما تنتفض الاسئلة في قلوب تفر إلى الله لا شيء يستحق التضحية بجملة مفيدة ، حين يكون الكلام الجميل اكثر ندرة من رؤية كوكب المشتري او عطارد فالصمت صار عملة مزيفة فالكل صامت لكن من الصامت عن جدارة ومن هو الصامت عن زيف ، كثيرون هم الصامتون ، ليس عن حكمة ، ولكن عن بلادة وعجز ، ليس في كل الامور يكون الصمت حكمة أو ذهباً فالصمت لا يقاس بالعجز عن الكلام بل يقاس الكلام بالعجز عن الصمت ، قد تصمت امام الاحمق وقد لا تتكلم ابداً امام المتسلط ، وقد ينعقد لسانك امام هول المشهد ، وقد تخرسك المفاجأة ، وقد تتبعثر الفاظك في حضرة موقف حرج وكل هذا لا يسمى عجزاً عن الكلام ، ولكن في بحبوحة الأمان صمتك يعني موتك