إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد :
أقبل أخي
الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب وفتح لهم من خزائن رحمته وجوده كل باب أنار بصائر المؤمنين فادركوا الحقائق وطلبوا الثواب وأشهد ان محمداً عبد ورسوله المبعوث باجل العبادات وأكمل الاداب .
قال تعالى : " يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود ........."
" وأفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً "
اخى الحبيب ابن عهودك مع الله أي مواثيقك التى بذلتها لنصرة دين الله اين المروءة والوفاء ابن الرجولة اين العلاء
اخى اما اشتقت الى صحبة المؤمنين اما اشتقت الى رياض الصالحين اما اشتقت لمجالس البكائين ليت شعرى من يشمتك من رفقة السوء اذا عطست بل من يذكرك بالصلاة اذا غفلت فيا واقفا مع الامانى ضيعت عمرك يا فارحا بعمره يا لاهيا بصحته تذكر قبرك يا حاملا اثقال الذنوب هلا خففت ظهرك سار الصالحون الى ذكر الله واثرت هجرك فان اردت صحبة المتقين فاشرح لليقين صدرك اخى وحبيبى فى الله موسى عليه السلام كليم ربنا الرحمن طلب من ربه سبحانه ان يجعل له وزيرا من اهله ليشد به ازره ويشركه فى امره وليكوم عونا له عند ملاقاة فرعون وملإه قال تعالى ( واجعل لى وزبرا من اهلى هارون اخى اشدد به ازرى واشركه فى امرى .. )
اخى الحبيب انا احتاج اليك وانت نعم انت تحتاج لى فالخطب كبير والمصاب عظيم والساعد ضعيف والجندى هزيل والاعداء كثر
اخى فى الله اسوق اليك اخر سهم فى كنانتى واخر كلمة فى جعبتى واخر محاولة من ذهنى وقلبى فاقول لك تنبأ امتك تحتضر تناوشها انياب اللئام سارة كلا لكل الطغام
اخى تيقظ انهم هجموا على القصعة الاسلامية وداسوا على كرامة امة غفلت عن وعيها اخذوا اندلسا اجتاحوا ارض المسرى وبها عبثوا وتنمر ناب القوم لاقصانا
اخى تعالى الامة تحتاج اليك فلا تكن علينا بعد ان كنت لنا الم تتفجر اوداجك كمدا وحزنا حين رايت اخوان القردة والخنازير تتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم الم يثر نخوتك انعم سيهدمون الاقصى الم يفجر قوتك انهم شتموا النبى محمد صلي الله عليه وسلم اين نحن من كل هذا ثم بعد ذلك يهنا لنا عيش ويهدأ لنا بال ويغمض لنا جفن نأكل ونشرب وكأن الامر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد لقد أصبحنا كلأيتام على موائد اللئام وكالشاة الوليدة فى الليلة الشاتية المطيرة فلك الله يا دين محمد قالها عبد المطلب انا رب الإبل والبيت له رب يحميه ولكن هذه الكلمة التى توحى بالخزى والعار قد تنفع فى الامم السابقة اما نحن وقد شرفنا الله بهذا الدين وبالانتساب بامة الحبيب لن بنفع ولن يفلت من المحكمة الالهية الا ن نصر دين الله (ن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) والا سيكون الاستبدال ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ) ثم لما اخذت قدس الاقداس خاصم صاحب حطين الناصر صلاح الدين فراشه وهجر النوم وطلق زينة ملعونة وساح بارض الاسلام وصاح قدساه يا قدساه وهذا عمرو بن سلمة يؤم قومه وهو ابن سبع سنين فماذا قدمت لدينا يا ابن العشرين با ابن الاربعين
واخيرا اعلم اخى ان النعيم لا بدرك بالنعيم فبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى ولن يدرك البطال منازل الابطال ولذة الراحة لا تنال بالراحة
نسأل الله تبارك وتعالى إن ينفعنا بما سمعنا اللهم اهد شباب المسلمين وردهم إلى الحق ردا جميلا
وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
المصدر
كتاب ارواء الضمان من دروس رمضان
كتبه شريف الفقي