هَذا جُنون ! لمَ أشعُر بالخَوف ؟ أتصَرف كَما لَو كَان اللقَاء الأول الذي أحضُره فِي حَياتي ..
لَقَد حَضرت عِدة لِقَاءات وحَفَلات مَع عِدة أشخَاص مِن كِلا الجِنسَين ! لا أختَلط غَالباً بالأشخَاص المُهمينْ
إنَما أكتَفي بالتَحدث مَع عَشِيقَتي ! لَكن لا يُمكِن مُقَارنة هّذا الحَدث بِتلك اللِقَاءَات والحَفَلات ..
ومَع ذلك أنا جَالسٌ فِي سَيارتي فِي سَاحة مَواقِف إحدى أشهَر الفَنادق مَعلماً فِي المَدينة التَي تَرعرعت فِيها
خَائِف مِن النُزول لِروية عَشِيقَتي , إنِي أتَصَرف حَقاً بِحَماقة . إنَه مجرد لِقاء ولا داعِي لأن أشعُر بالخَوف
لن يكتشف أمري أحد ولن يستَطيع أحد إيذائِي ،، فلا يعرفني أي شخص هنا وبالتأكِيد لا أحد يُراقب شَخص عَادي مِثلي
أخِيراً أعِيش مَا أحلُم بِه فِي سِن المُراهقة عِندمَا كُنت أستَمع إلى أغَاني الحُب والغَرام
اللَعنه! هَل أحَاول خِداعَ نَفسِي ؟ بالتَأكيد أخشَى الخُروج مِن هّذه السَياره لأنَني أعَلم
أن دَاخل هّذا الفُندق فَتاه مِن أشبَاح المَاضِي .
ألم أتُب إلى رَبي ؟
لِماذا أعود مِن جَديد إلى عِصيانه لِماذا ؟
عِندما أعيد التَفكِير فِي قَرارة نِفسي لا أستَطيع أن أسمع صَوت ذِهني
بَل أسَمع صَوتَها مُنذ وقتٍ طَويل .. صَوت أصدِقاء السُوء ..
وإذا بصوتٍ يخالط مسمعي
صَوت صَديقي وَهو يَنصَحني ويذَكِرني بكَلام الله ورسُوله
وَهو سَبب تَوبتِي إلى رَبي .. وهو سَبب إكتِسَاب ثِقتي مِن جَديد
هَل إذا أخترقت هّذه البَوابَات سَوف أفقِد ثِقتِي فِي نَفسي
ماذا لَو كَان الشَخص الذي أنَا عَليه الأن والحَياة التِي أعيشُها الأنْ بِكل تَحديَاتها وتَميزها مُجرد تَوقف مؤقَت !
مّاذا لَو كَانت تِلك الحَياة السَقيمه التَي كُنت أعيشُها ولا أعرف فِيها لا صَلاة ولا صَوم مَازالت تَختبئ دَاخلي
هَل سَتظهَر للعَيان إذا رَمقنَي أحد أعَرفه سَابقا ؟
هَل سَتنجَلي ثِقتي مُجدداً عِند رؤية وجَهها المألوف ؟
هَل سأتَألم كَثيراً إذا استَعدت صُورة ذاك الصَبي المُنحَرف العَاصِي لربه
مَا اللذي أفعَله بِنفسي .. لَم أعد طِفلاً يَجب عَليّ إتخاد القَرار حَالاً
يَقطع حَبل أفكَاري المُشوش رَنين هَاتِفي المَحمُول
نَعم إنَها تَتصل .. ربَاه ماذا أفعل !
-أينْ أنتَ يا حَبيبي ؟
-رَجاءً لا تَتصلي مِن جَديد لَم أعد حَبيبكِ
أدرت مُحَرك السَياره وكُلي ثِقه بِما فَعلت وأقسَمت أن لا أعُود مُجدداً إلى عِصيان خَالقي
الأن أستَطيع أن أرتَاح .. فأشبَاح المَاضي لن تُطاردُني مِن جَديد