إعمل على تقوية علاقتك بالطبيعة
* جيل لندنفيلد
إن الإنسان جزء من كل ما نطلق عليه نحن اسم "الكون"، وهو جزء محدود من حيث الوقت والمساحة. ورغم ذلك، فإن الإنسان يستشعر وجوده وأفكاره ومشاعره كشيء منفصل عن الكل، وهذا نوع من الخداع البصري الذي يفرضه عليه وعيه... مهمتنا يجب أن تكون إطلاق سراح أنفسنا من هذا السجن عن طريق توسيع دائرة مشاركتنا الوجدانية بحيث تستوعب كافة الكائنات الحية والطبيعة بأكملها بجمالها.
(ألبرت أينشتين)
هل أنت في أمس الحاجة إلى مزيد من التواصل العملي مع الطبيعة؟ لعل السباق المحموم في محاولة تحقيق التوازن بين العديد من المطالب المختلفة في حياتك لتحقيق هذا التواصل العملي يبدو وكأنه حلم مستحيل. ولعلك قد ارتضيت لنفسك شراء قرص مضغوط مسجل عليه أصوات الطيور والزهور الصناعية التي لا تحتاج للري، وافترشت لنفسك نجيلة صناعية صلبة لا تستدعي التقليم. إذا كان هذا هو منهجك، فتخطَ هذا الخطوة وانتقل للخطوة السادسة عشرة. ولكن من يتشوق بالفعل منكم للمزيد، قد يستفيد من تطبيق التمارين التالية.
أتح لنفسك الوقت الكافي لتذوق وتقدير عالم الطبيعة من حولك.
وقت العمل!
* زد من تواصلك مع الطبيعة على مدار الأسبوع القادم من خلال اتباع الخطوات التالية (أو أية خطوات أخرى قد تطرأ على خاطرك):
- ابذل جهداً فعلياً لتخصيص قليل من الوقت في فترات مختلفة من اليوم لتذوق وتقدير الطبيعة من حولك. حاول أن تتخيل نفسك وكأنك زائر جديد لمنطقتك. (تابع، على سبيل المثال، ازدهار ونمو نباتات بيتك، وتبادل أطراف الحديث معها إذا حدثتك نفسك بذلك! زد وعيك بالسماء، وتابع تحركات السحب والطيور ولاحظ بزوغ القمر والنجوم؛ توقف لتشم رائحة الزهور والحشائش؛ امض وقتاً أطول مع حيواناتك الأليفة أو لاحظ وأبد إعجابك بتنوع الحيوانات والحشرات الأخرى التي تقع عليها عيناك في ترحالك؛ ابحث عن أو ارسم أو اجمع أكبر تشكيلة ممكنة من أوراق الأشجار).
- اشتر أو انتقِ لنفسك باقة ورد وأوراق نباتات خضراء منتقاة بعناية، فالقيام بهذا الأمر سيساعد على تركيز اهتمامك أكثر على التنويعات والأشكال والظلال المتباينة (يمكنك أن تجعل من هذه التجربة متعة منتظمة لنفسك).
- ازرع أي نوع من البقوليات والحبوب سريعة النمو (نبات الرشاد سيفي بالغرض) أو ضع فسيلة نبات في آنية فخارية مملوءة بالماء، ثم ضعها في بقعة تستطيع منها متابعة حياة تنمو كل يوم. (على سبيل المثال، على عتبة نافذة المطبخ، أو بجانب مكتبك).
* تفكر بعد هذا الأسبوع في الأثر الذي وقع عليك نتيجة اتصالك بالطبيعة من حولك بصورة أكبر. فإذا كان هذا الأثر نافعاً، فسل نفسك كيف تستطيع أن تحقق أثراً أكبر. (على سبيل المثال، اقطع نصف الطريق إلى عملك سيراً على الأقدام؛ أعط الأولوية لزياراتك للريف أو البحر، أو خصص لنفسك وقتاً محدداً للنزهات وليكن مرة في الشهر؛ خطط لإعادة تصميم حديقتك أو إعادة زرع إصيص على عتبة النافذة؛ اشتر كتاباً يتناول مراقبة الطيور أو قم ببناء بيوت للطيور؛ اعقد اجتماعات العلم في الحدائق؛ احرص على اقتناء مدفأة خارجية وسترة تزلج بحيث يتسنى لك الاستمتاع لوجبة بالخارج حتى في فصل الشتاء؛ خصص لنفسك وقتاً للاستمتاع بجمال الزهور التي تنبت فجأة في الطرق الوعرة، إلخ).
إنني أحب الأشجار لأنها تبدو كما لو كانت أكثر إذعاناً لحقيقة اضطرارها للعيش فترة أطول من غيرها من الأشياء.
(ويلا كيثر)
المصدر: كتاب طرق مختصرة لحياة متميزة
www.balagh.com