موضوع: القراءة .. هل باتت كزائر ثقيل الظل؟! الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:30 am
كثيرة هي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل القراءة والتعلم فاول أيات القرآن كانت ((اقرأ بأسم ربك الذي خلق)) ومن هنا يتضح ان للقراءة وزن خاص عند عامة البشر بغض النظر عن افكارهم ومعتقداتهم. ورغم التقدم العلمي الحاصل على نطاق المعلوماتية ماتزال القراءة تأخذ حيزاً من اهتمامات العالم فتشير المصادر الى ان المواطن الأمريكي يقرأ سنوياً 120 صفحة ومعيار هذه الدراسة هي كمية الطبع بالقسمة على عدد السكان آخذة بعين الأعتبار الصحف والمجلات والكتب العلمية والأدبية اما في مجتمعنا العربي فالمشكلة لاوجه لها من ناحية المقارنة للدراسة الأمريكية فنحن نقرأ نصف صفحة سنوياً والمعيار ذاته..
القراءة اليوم ليست على مايرام فلم نلاحظ اهتماماً من الجيل الجديد بها وصارت عبئاً عليهم والأسباب كثر منها غياب المكتبات أو غياب البرامج التشويقية والتسويقية للكتب وافضلية السماع على القراءة ودخول المعلوماتية بشكل كاسح وأسباب أُخرى تطرقت ((الاتحاد)) لها تفصيلياً في سياق التحقيق الأتي :
القراءة : عذوبتها وحلاوتها
الأكيد أن للقراءة نفساً طويلاً لايقدر عليه إلا ذو علم ودراية بما هية القراءة وحلاوتها وعذوبتها والكلام لسعد محسن ((استاذ جامعي)):
فهناك من يميل اليوم الى استحصال المعلومة عن طريق السماع فنرى الناس أقرب الى الراديو والتلفزيون ووسائل الأعلام والأيضاح المرئية والمسموعة أكثر من الصحيفة او المجلة أو اي شيء مطبوع وهذه الظاهرة اليوم لاتقتصر على العراق لوحده وانما حقيقة سائدة في كل بلدان العالم لايمكن مجانبتها او القفز عليها ويمكن تلافي هذه المشكلة في تحديث اساليب التسويق للمطبوعات فالأعلان كما اراه يمكن ان يرغب القارىء بقراءة كتاب بغض النظر عن ماهية الكتاب.
نور حمزة ((طالب جامعي)) يعلق على موضوعنا بالقول :
نعم لانفس لي للقراءة فالقراءة تحتاج الى ذهن صافٍ وبال مرتاح كي استطيع ان أُحلل مامكتوب امامي واستقطع الصالح وأخذه والقي الطالح والبديل الذي اراه مناسباً هو سماع المعلومة فهي لاتحتاج الى بال صافٍ ويمكن تحليلها ومناقشتها مع نفسك وتجري عليها اساليب ((الفلترة)) من دون عناء عكس ماهو موجود اثناء القراءة التي تحمل معانٍ عديدة والتي تختبئ تحت تحت لسان الكاتب ولايعبر عنها في الكلام وهذه نقطة غير موجودة في السماع فيمكنك سماع ماخلف الكواليس من ايحاءات الصوت فالصوت مؤثر أكثر من الكتابة وعلامات الأملاء كالتعجب والفارزة والأستفهام .. وغياب النفس القرائي لايعني غياب النفس المعلوماتي وانما البحث عن المعلومة التي بات بطريقة أسرع وأكثر راحة وهذا مايفاضل به بين السماع والقراءة.
الثقافة الجديدة:
المعلوماتية هذه الثقافة التي غزت العالم وحولته الى قرية صغيرة أخذت ما أخذت من القر اءة وتكاد تكون ابتلعت القراءة والكتابة وحتى الذين مازالوا يصرون على الطرق التقليدية في ايصال المعلومة حسب رأيي والكلام لسعيد مؤيد ((مدرس لغة عربية)) ويضيف بأمكاني ان الج الى العالم بكتابه ومفكريه ومكتباته وبحوثه العلمية والأنسانية الأخيرة من خلال نافذتي على العالم المتمثلة بالحاسوب الشخصي الذي أحمله بيدي اينما ذهبت وهذه الخدمة التي يوفرها الحاسوب المزود بالأنترنيت تجعلني أكثر الناس فهماً لما يدور حولي في العالم الخارجي وتجعلني رافضاً كل الرفض فكرة الذهاب الى المتنبي او مكتبات شارع السعدون من اجل الحصول على كتاب أو رواية أو معلومة ما.
ضمن مكاني هذا استطيع ان أحصل على ماأريد دون عناء أو تعب وماعليّ سوى ان افتح محرك البحث ((كوكل)) واكتب فيه مأريد واحصل من خلاله على ما أريد ويستدرك بقوله هذا لايعني ان نلغي المكتبات او أماكن الكتب على العكس فما أدعو له هو الأعتناء بهذه الأماكن ودعمها فهي جزء من التراث العراقي وجزء كبير لايمكن غض الطرف عنه ففي المتنبي وأقصد الشارع مر العشرات بل المئات من الكتاب والأدباء والشعراء والباحثين في شتى العلوم الأنسانية والعلمية وكذلك المكتبات لها زبائنها المعتادون عليها فرغم الأنفجار بقي المتابعون يقصدونه ويهتمون باعماره وتحديثه فلا أرى بغداد الا من خلال علامات الثقافة والمتنبي أهمها لكن المعلوماتية أخذتني منه وجعلته في نظري تراثاً لا أكثر.
رحلت فمن يعيدها:
سعد محسن من مواليد 1991 عندما سألته عن القراءة وأثرها النفسي عليه أكد لم يقرأ أي كتاب خارج منهج الدراسة فلم يقرأ قصة ولا رواية ولابحث علمي أو انساني وأكد انه لم يزر ولا مكتبة في حياته ولم يذهب ابداً الى شارع المتنبي ويقول: نحن جيل لايعرف سوى الأنترنيت ، ولايعرف من الأنترنيت سوى المحادثة مع الفتيات من مختلف دول العالم وكل وقتي أما دراسة واما العاب واما انترنيت وهذه ليست اهتماماتي لوحدي وانما اهتمامات الجميع من جيلي.. اساتذة المدرسة والمختص منهم بمادة التاريخ يعلل حالة جيل سعد بالقول : أحد الأسباب واهمها تكمن في غياب المكتبات المدرسية والعامة في الأحياء السكنية فقاطع الرشيد على سبيل المثال الذي يضم احياء البياع والسيدية والجهاد والشرطة والرسالة والمواصلات والأعلام فيه مكتبة واحدة بعيدة جداً وقد اكل الدهر عليها وشرب ولاتحتوي على مخطوطات نادرة ومبوبة بطريقة كلاسيكية قديمة يصعب على هذا الجيل فهمها وهو لايمتلك فهماً لهذه الآلية القديمة أضف الى ذلك ان المكتبة المدرسية ليست معضلة وكانت هناك مكتبة في كل مدرسة تحتوي على نفائس الكتب والمخطوطات وفيها مصادر جغرافية ومصادر تاريخ ومصادر أدبية ناهيك عن البحوث العلمية الحديثة في وقتها وانت اليوم لو تجولت في اغلب المدارس الأعتيادية والنموذجية لاتجد فيها ولامكتبة بل لاتجد أدنى معرفة للمدرسين بالمكتبة لأنها غابت منذ زمن طويل وأكل الدهر عليها ولم تعد الا ذكرى في أذهان طلبة السبعينيات والثمانينيات .
لاوقت للقراءة:-
يؤكد ابو مهند ويعمل حداداً ان الظرف الصعب الذي نعيشه اليوم أخذه كثيراً عن القراءة ويقول انه من هواة شارع المتنبي فما كان يمر اسبوعاً الا ويضع قدمه عند ابواب المتنبي ليشتري بعض الكتب ويدخل مزادات المخطوطات النادرة ويضيف ابو مهند : فقر الحال أخذني بعيداً عن الكتاب والسطور فانا أب لخمس بنات وولدين والوقت ضيق جداً ولا يمكنني ان افضل متعة القراءة على قوت اولادي وبناتي وعرض عليّ ولدي البكر ان يساعدني في العمل لكنني رفضت فحلمي أن أراهم بأحسن حال لا أن أراهم حدادين لذلك يمكنني ان اعلن اني لم أقرأ كتاباً منذ عشر سنوات الا ما ندر ولو صح التعبير ماقرأته منذ تلك الفترة الى يومنا هذا هو كتيب لاكتاب وهذه حالتي مع القراءة التي مازلت اعشق اوقاتها ومتعتها . مثنى مجيد يؤكد ان القراءة عنده شيء اساسي كالماء والغذاء ولم تأخذ التقنيات الحديثة ولاعسر الحال مثنى عن القراءة فما زال يقرأ وان كان عنصراً غير مرغوب به بين زملائه عندما يتكلم عن القراءة وكثيراً مايدخل في سجالات كي يثبت ان القراءة شيء والحياة برمتها شيء آخر ولادخل للوضع بكل جوانبه بالقراءة فيمكنك ان تقرأ يومياً نصف ساعة وهي ذات فرق كبير مع من لم يقرأ في حياته نصف ساعة لو صحت التسمية ويؤكد انه يعشق رائحة الكتب ولها اثر نفسي .
موضوع: القراءة .. هل باتت كزائر ثقيل الظل؟! 
الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:30 am