زوجي لايستغني عن النظر للنساء.. ماذا أفعل؟
ارجوكم افيدوني في الرجل الذي توفر له زوجته كل الراحة الزوجية ولا يستغني عن النظر للنساء, كيف ستكون معه المعاملة؟ و جزاكم الله الف خير.
**********************
**********************
قال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور/ 30-31).
وقال تعالى: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (المؤمن/19).
وعن رسول الله (ص): (من ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من نار إلّا أن يتوب أو يرجع).
وعنه (ص): (النظر سهم من مهام ابليس فمن تركها خوفاً من الله أعطاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)
وقال (ص): (إياك والنظر بعد النظرة، فإن الأولى لك والثانية عليك).
وعنه (ص): (النظرة الأولى خطأ والثانية عمد والثالثة تدمّر).
وعنه (ص): (إنما النظرة من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئاً فليأت أهله).
هذه جملة من الآيات، والروايات في هذا الموضوع كثيرة، وهي تحذر وتنذر لكي يغض الانسان بصره، وفيها الكفاية لمن اكتفى.
ولكن قد يبتلى بعض الناس, بالنظر، ووراء ذلك أسباب سابقة وحاضرة، وفي مقدمتها العادة السيئة، خصوصاً لمن تأخر زواجه وامتع عينيه سابقاً بالنظر، فربما يستمر على ذلك بقصد منه أو من دون قصد، وقد يكون ذلك من دون تلذذ أو شهوة.
وبالتالي فإن على الزوجة أن تتعامل مع الأمر بحكمة وروية، وذلك باتجاهين:
الأول: تذكيره بأن النظرة (سهم من سهام إبليس) كما ورد في الحديث، وأنها توجب الحسرة والندامة، واحتراق القلب وكثرة الذنوب، لاغير، وبالتالي فإن في كف النظر سعادة قلب، وراحة بال، وابتعاد عن تشوش الفكر واضطراب النفس، وكل ذلك يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، حين يكون الرجل مأنوساً بزوجته، متقبلاً لكلامها.
ومما ينبغي للزوجة أن لاتبادر إلى ذلك فوراً حين ينظر الرجل، بل أن تحدثه وتعامله, وكأنها لاتراه، حتى يلتفت اليها وينشغل معها، ولايشعر بالإهانة والإحراج حينها، ولكي لايزداد جرأة على ارتكاب المنكر برؤيتها وحضورها.
الثاني: أن تملأ الزوجة حياة الرجل أولاً بأسباب الراحة والمتعة حتى تكون حصانة له على الحرام، وفي الأثر: (إن زينة المرأة لزوجها تزيد في عفته وزينة الرجل لزوجته تزيد في عفتها).
وثانياً أن تكون الزوجة صديقة ورفيقة، كما هي حبيبة، ليزداد أنسه بها من خلال تبادل الحديث وقضاء الوقت والتجول والتسوق معاً، فتكون المراة عالمه وأحلامه، يحن إليها ولا يستبدل بها غيرها، حتى لو كانت ملكة جمال.
ومن المفيد جداً التذكير بأن جمال المرأة في روحها وشرفها وخلقها ودينها... وقد قال رسول الله(ص): "إياكم وخضراء الدمن - الأوساخ - قيل: ومَن هي يا رسول الله؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء".
وهذه وغيره من الأقوال والحكم تجعل بصر المرء في قلبه، فلا ينخدع بالمظاهر البراقة، وتجعله يعرف قيمة زوجته وجمال ذاتها ونمو شخصيتها وشهامتها وعلو شرفها وعزّتها.
ومن الله التوفيق.
www.balagh.com