موضوع: هل تسرح فى الصلاة؟؟؟... العلاج موجود. الإثنين ديسمبر 28, 2009 11:38 pm
لسرحان والتفكير فى أمور الدنيا أثناء الصلاة مسألة لا يكاد ينجو منها احد ولا شك أن الخشوع والتركيز في الصلاة في أهم أركانها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أول ما يحاسب به العبد الصلاة : ينظر الله في صلاته , فإن صلحت صلح سائر عمله , و إن فسدت فسد سائر عمله) ..ويقول صلى الله عليه وسلم ( اذا نودى للصلاه يحضر الشيطان بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا وكذا لما لم يكن يذكر حتى لا يدرى الرجل كم صلى.ولعلاج مشكلة وسوسة الشيطان والسرحان أثناء الصلاة يجب تهيئة النفس قبل الصلاة بتخصيص دقيقة واحدة لتدبر عدة أمور.
اولا: استحضار إجلال عظمة الله تعالى / قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة . وأنت تتوضأ بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك . وأنت تتجه إلى المسجد بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد .. وأنت تكبر تكبيرة الإحرام بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم .. وأنت تؤدي حركات الصلاة بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون وآخرون ساجدون منذ أن خلق الله السموات والأرض حتى أضيئت السماء بهم . وأنت تسجد بأنه أعظم وأجمل مكان كون فيه الإنسان قريباً من ربه الواحد الأحد. وأنت تسلم في آخر الصلاة بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم . والشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا .. و المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه .. أرق القلوب قلب يخشى الله وأعذب الكلام ذكر الله وأطهر حب الحب في الله .
ثانيا:- يجب عقد النية والتصميم على الخشوع فى الصلاة ليتقبلها الله سبحانه وتعالى والاستعاذة من الشيطان/( ولقد شكا رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إن الشيطان قد حال بينى وبين صلاتى فقال له صلى الله عليه وسلم . فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل -اى انفخ مع رزاز خفيف لا يرى ولا يحس -على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فاذهبه الله عنى . - وهناك عدة نقاط يجب مراعتها أثناء الصلاة لان الهدف من الصلاة ومن كل العبادات هو اصلاح القلب ورضى الرب.
ثالثا :- اننا فى حديث مع الله فيجب الا تؤدى الصلاه كمجرد مهمه/فعندما تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة تشعر بأنك في مناجاة خاصة بينك وبين خالقك ذي القوة المتين . فالصلاة مقسومة بينك وبين الله عز وجل .. فحينما تصل إلى قوله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) يقول الرب عز وجل هذه ما بيني وما بين عبدي ولعبدي ما سأل ( فهذه الآية يقاسمك الله فيها - أي منك العبادة ومنه الاستعانة )
رابعا :- استحضار المعنى/باشراك القلب والعقل مع اللسان فى تدبر كل كلمه والاحساس بها وبمعناها قال الله تعالى: ( والذين هم فى صلاتهم خاشعون ) ( سوره المؤمنون: 2 ) ويساعد عليه النظر الى موقع السجود او بين القدمين.
خامسا:- عدم النظر الى السماء/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال اقوام يرفعون ابصارهم الى السماء فى صلاتهم فاشتد قوله فى ذلك حتى قال لينتهن او لتخطفن ابصارهم .
سادسا :- عدم الالتفات/فان الالتفات اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته مالم يلتفت فاذا التفت انصرف عنه .
سابعا:- عدم التثاؤب/قال رسول الله ص لى الله عليه وسلم التثاؤب فى الصلاه من الشيطان -- عند التثاؤب عليك بقبض الفكين على بعضهما جيدا او بوضع اليد على الفم.
ثامنا : - عدم التشكك/ لا يتشكك من اى هاجس فاذا تشكك من اى شىء كصحه وضوءه او عدد الركعات ، استعاذ بالله من الشيطان وأكمل صلاته.
تاسعا :- عدم القراءة سرا وايضا عدم رفع الصوت عاليا/فيجب أن تسمع نفسك فقط لقوله تعالى فى سورة الإسراء ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ).
عاشرا :- اتقان الصلاة/وذلك يكون بالتأنى فى ادائها واعطاء كل ركن حقه وزيادة عدد التسبيحات فى الركوع والسجود والدعاء عند السجود بتركيز في الدعاء والظن الحسن بالله و الرجاء في الله تعالى باجابته.
() عند نذكر ما ننسى من امور الدنيا اثناء الصلاة:يجب عدم الالتفات اليها لأن الله تعالى أقدر على تذكيرنا إذا دعونا بذلك بعد الصلاة ولتذكر عدد الركعات يمكن عند نهاية كل ركعة تحريك إحدى الأصابع حركة خفيفة لتذكر أنها الركعة الأولى مثلا ثم تحريك الأصبع التالية في الركعة التالية وهكذا . ولا حرج من تكرار ما سبق أكثر من مرة والاستمرار في دفع الشيطان فلذلك أجر وهذا من الجهاد الذى سماه الصحابة الجهاد الأكبر ويجب عدم اليأس والاستسلام للهزيمة بترك الصلاة والانقطاع عنها بحجه انها تحملنا ذنوبا بدلا من الحسنات ‘ فهي حيلة أخرى من حيل الشيطان لتحقيق هدفه بإبعادنا عن الصلاة فمن لا تقبل صلاته لا يقبل عمله فما بالنا بمن لا يصلى أصلا ؟ - ويسرى عنا أن بعض كبار الصحابة كانوا ينشغلون فى بعض الاحيان بامور تشغلهم في الصلاة فعلمهم الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يتخلصون من وسوسة الشيطان ولهذا كل منا من يخرج من صلاته بما عقل منها ( بركعة أو ركعتين أو ثلاث أو أربع ركعات أو بلا شيء حيث ترفع صلاته إلى السماء ثم تعود فيضرب بها على وجهه وتدعو عليه صلاته قائلة ضيعتني ضيعك الله . فعلينا بأخذ العلاج التام كما وضحنا أعلاه والله أعلم.