إن من ينشد النجاح ويسعى لينبلج بهمته مجدا مضاء فهو كمن يمشي في طريق طويل مختلف
الأجواء , يمشي زمنا في طريق جذاب و أزمان أخرى في بؤس وشقاء .
إن مضمار السمو قد يشبه أحيانا المضي في صحراء قاحلة , حينها يشعر المرء بالعطش الشديد , ذلك
العطش الذي يسبب الحرون والإنكماش , لكني أعتقد أن الذي يعيش مع سير من صنعوا أمجادا من
عظماء البشر فهو كمن يحمل في يده قارورة ماء يشرب يرتوي منها في تلك الصحاري و الفلوات
فتكون – بإذن الله – داعمة له لتطفح إشعاعاته .
إن قراءة سير المصلحين الناجحين يرفع منسوب الهمة في أنابيب قلب المرء, يقول ابن القيم عليه -
رحمة الله - : " علو الهمة ألا تقف (أي النفس) دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى
بغيره بدلاً منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج بشيء من
الحظوظ الخسيسة الفانية ، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور ، لا يرضى
بمساقطهم ، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها
، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان " , ويقول أديسون :" ليس هناك ما يثبط همتي , فاستبعاد
كل محاولة خاطئة ليس سوى خطوة إلى الأمام " .
دببت للمج والساعون قد بلغوا جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
يقول ديفد جونسون :" ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى " , ويقول جوردون
باريون :" ليس من الحصافة أن ترض بنصف النجاح وفي مقدورك أن تبلغ النجاح كله " , ويقول
الدكتور علي الحمادي :" فهذا العالم الذي نعيش فيه ما هو في الحقيقة إلا فرصة لك لتطور
شخصيتك "
لنحاول دوما أن نملأ قاروراتنا بماء الهمة من تتبعنا للعظماء الخالدين الذين تنسم سيرهم نسمات
رخيمة تنعش النفس وتعالج ندوبها .