إن المقياس الحقيقي لإنجازاتنا هو المقدار الذي نبذله من " العمل " , وإننا مهما امتلاكنا من الرؤى
الجميلة والمعرفة الواسعة والأقوال الجذابة فإن ذلك لن ينفعنا بشيء ما دام أنه لم يرسم في لوحة
الوجود , يقول جون روسكين :" إن ما نفكر فيه أو ما نعرفه أو ما نؤمن به هي جميعا أشياء لا أهمية
كبيرة لها في النهاية , والشيء المهم الوحيد هو ما نقوم به " .
كم نرى في الساحة من أولئك الذين يتشدقون بآمالهم وخططهم الوهمية التي تتخذ من الأقوال سفينة
لها في بحر الضياع , إنه من غير الممكن أن يحدث شيئا دون أن تعمل , ولذلك يقول جوناثان
وينترز :" إذا لم تأت سفينتك إلى الشاطئ فاسبح أنت لتلاقيها في البحر " , أي : لابد أن تتحرك كي
تقترب من استكمال إنجازاتك , وكما يقال فإن الأفعال أقوى صوتا من الأقوال .
إن من ملامح الناجحين أنهم لا يطيلون الإغراق في التخطيط وصنع الأحلام , بل لديهم انجذاب شديد لأن
يبذلوا في التخطيط القدر المطلوب ثم يباشرون في العمل والسعي للإنجاز , وهنالك صنوفا من الناس
من ينتظر الوقت المثالي ليباشر مشاريعه, وهذا في الحقيقة حيلة نفسية يقع في بؤرتها الكثير , فلا
يمكن أن يكون المرء أسير في سجن حالته المزاجية , لا ينبغي لمن أراد المجد أن يسمح لتلك الحيلة
أن تقعده عن الركب , فلا مقاعد متوفرة لمن يعيش في وهم انتظار الزمن الذي
" يروق " فيه 100% , صحيح قد يكون من المناسب أن نختار الوقت الأفضل للتنفيذ لكن لابد أن
يكون ذلك هلاميا وغير محدد بحد أقصى للانتظار .
إننا بمجرد أن نقوم بالعمل فسوف نجد أدوات التعديل والتقييم متوافرة لدينا , وسوف نمتلك الشجاعة
والابتهاج للمواصلة والاستمرار .
يقول جاك كالنفيلد :" إن معظم الناس يعرفون عبارة ( استعد – أطلق – صوب ) جيدا , والمشكلة أن
الكثير من الناس يقضون حياتهم بأكملها في التصويب ولا يطلقون النار أبدا , إنهم دائما في وضع
الاستعداد , محاولين الاستعداد بشكل مثالي كامل , وإن أسرع طريقة لإصابة الهدف هي أن تطلق النار
وترى أين استقرت الطلقة , ثم تضبط تصويبك وفقا لذلك " .
لابد أن نتيقن بأن العالم إنما يكافئ الناس على أعمالهم وليس على أمانيهم .