ولد عبدالعزيز في عام 1336هـ في مدينة المجمعة , وقد توفي والده وهو صغير , ثم انتقل إلى مدينة
الحوطة لعيش بين أخواله , وهنالك دخل الكتاتيب وتعلم شيئا من القرآن الكريم , وبعد عدة سنوات عاد
إلى المجمعة وهنالك عاش في كنف أخيه الأكبر "محمد" .
أخذ عبدالعزيز يقاسي اليتم , ولما بلغ ريعان الشباب شق طريق العلم والمعرفة وأخذ يقرأ كثيرا ويعلم
نفسه بنفسه حتى صار أحد مثقفي ومتعلمي بلدته , وفي أحد رحلاته إلى الرياض شده الطموح إلى أن
يصبح أحد رموزها وأحد صناع المؤثرين بها , وكان ذلك الهدف حاضرا في ذهنه وهو في بلدته
الصغيرة .
ثم قفزت إلى ذهنه فكرة أن يبعث بخطاب إلى الملك عبدالعزيز يطلبه عطفه وتوجيهه ويطلب منه أن
يمكنه من العمل في دولته , حتى جاء ذلك اليوم الذي اتجه فيه إلى الرياض برفقه أحد أصدقائه من
البادية , وقد تكمن الشاب الطموح من لقاء الملك عبدالعزيز و انتهى ذلك اللقاء بأن عينه مديرا للمالية
في المجمعة والزلفي و سدير بعد أن كان قد خدم في صفوف جيش الملك إضافة إلى أنه كان يمتلك
مهارات إدارية جيدة .
ومنذ ذلك الوقت تدرج في العمل الحكومي إلى أن أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني المساعد برتبة
وزير في عام 1397هـ واستمر في ذلك إلى أن توفي في عام 1428هـ عن عمر يناهز 95 عاما .
إنه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري والذي كان مقربا جدا من الملك عبدالله – حفظه الله - .
إن سيرة هذا الرجل تستحق أن يستخرج منها شباب الأمة جواهر ثمينة جدا لا يمكن أن تجتمع لدى
شخص غيره , لكن دعونا نركز على ذلك التصرف الذي قام به - وكان له دور كبير جدا في ما وصل
إليه في حياته – فنجد أنه بذل جهدا ليصل إلى الملك عبدالعزيز ويطلب منه أن يجعله أحد موظفي
الدولة , فهو لم يكتفي ببناء نفسه بل طلب المساندة ممن يمتلك أدوات التأثير .
إن طلب العون والمساعدة للنجاح في الحياة منهج نبوي , فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يستعين
بمن بأهل المقدرة لينجح مشروع حياته .
إن هنالك من الشباب – ممن يسعى للنجاح – يريد من الآخرين أن يأتوه إليه دون أن أن يبادر هو
بتقديم نفسه وإمكانياته إليهم , لأن الإنسان مهما كانت قدراته فإنه لن يستطيع أن يصل إلى العلا دون
أن يجد من يساعده , فالقدرة لا تكفي بل لابد من صنع الفرصة .
يقول بيرسي روس : " عليك أن تطلب , الطلب - من وجهة نظري – هو سر النجاح والسعادة الأكثر
فعالية والأكثر تجاهلا في العالم !! " .