قتضي كل عصر من الناس ومن المؤسسات تطوير "جدارات أساسية core competencies" أو مهارات لا بد منها من أجل النجاح. وهكذا نرى اليوم كثيراً من عناصر النجاح التي كان يعتمد عليها قدماء الأبطال تتراجع إلى ذيل القائمة بل وتخرج منها. ونرى كفاءاتٍ جديدة لا بدّ منها لكل من يريد الاستمرار والازدهار على الصعيد الشخصي أو على صعيد المؤسسات والمجتمعات.
ما الجدارات الشخصية الجوهرية اللازمة في هذا العصر؟
في الإجابة على هذا السؤال تحدّد هيلين هيست –الأستاذ في كلية التربية بجامعة هارفارد- خمس مقوّمات ينبغي تعليمها لكل الطلّاب. ونحن أيضاً جماهير الإداريين علينا استخدام كل الوسائل الممكنة لزراعة هذه الخصال في أنفسنا وشركاتنا.
1- إدارة الغموض:
التعامل مع الغموض أو "اللايقين" هو التمكّن من البقاء بقاءً صحياً في حالة التوتّر المتّزن بين الاندفاع إلى الواضح الملموس وبين العيش في الظلال المشتبهة المتداخلة. إن تعلّم مهارة العيش مع الغموض مهارةٌ لا بدّ لنا من تعلّمها وتعليمها إن كنّا نريد حقاً التخلّص من عقلية الحل الخطّي الوحيد.
2- النشاط في التأثير في الآخرين وتحمّل المسؤولية:
ينبغي أن نكون قادرين على تحمّل المسؤولية وعلى إدراك أبعادها إدراكاً صحيحاً ودقيقاً. وأن تكون زعيم تغيير فعّالاً يعني أنّك قادرٌ على التواصل والتفاعل مع بيئتك بثقةٍ كبيرةٍ يمكن للآخرين استلهامها والاعتماد عليها.
3- إيجاد واستدامة كتلة اجتماعية متماسكة:
في جانبٍ من جوانبه يعتبر مطلب التعامل مع المجتمع جزءاً من تعدّديّة مهام الإدارة واهتمامها بالتواصل والتفاعل. وهو بالتأكيد جزءٌ من مهامّنا كبشر وليس كمناصب وحسب. إنّه يعني تذكّرك عيد ميلاد صديقك، ومعرفتك أن جدّتك ليس لديها اليوم من يهتم بشؤونها وترتيب أمورك كي تقوم أنت بذلك، وهو يعني أيضاً إدراك المرء انه جزءٌ من مجتمع أكبر وأشمل وليس جزءاً من عالمه الخاص الصغير.
4- إدارة المشاعر:
ببساطة يعني هذا المطلب مفارقة فكرة أن المشاعر والأفكار المنطقية أطرافٌ منفصلة. إنّه يعني أن تعليم ناشئتنا إدارة عواطفهم وأفكارهم وليس التقلب من طرفٍ منها إلى آخر جزءٌ مهمٌ في عملية التعليم.
إدارة التغيير التكنولوجي:
عندما تصلنا أداةٌ جديدة فإننا نستخدمها في البداية للقيام بما كنّا نقوم به من قبل على نحوٍ افضل بعض الشيء، ولكن تدريجياً، سنجد أن هذه الأداة تغيّر تماماً طريقة قيامنا بالمهمّات، أجل إنّها تغيّر ممارساتنا الاجتماعية.