الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أخي المسلم:هل تفكرت يوما في سعادة خالية من الأكدار؟ هل تفكرت يوما في سعادة أصفى من الدموع! وأنصع من لبن الضروع؟! هل تفكرت في حياة لا
شقاء فيها! ولا سقم ! و لا جوع !ولا حزن! ولا نصب؟!
حياة تحيا فيها روحك ويحيا بدنك ! حياة سعى من أجل تحصيلها الأحياء! أحياء القلوب لا أموات القلوب! إنها الحياة الأبدية في دار القرار..إنها
الجنّة دار النعيم..ودار المقامة ... المقام الأمين... ودار السرور... قال عنها صلى الله عليه وسلم:
"
من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد ولا يموت، ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم" ( رواه الترميذي وأحمد) .
أخي المسلم: بأيّ وصف أصف لك
الجنّة؟!وهي النعيم الذي لا يدركه إلا مالك النعم تبارك وتعالى!أما رأيت
كيف وصف الله تعالى جناته وما فيها من النّعيم الكثير؟!قال صلى الله عليه وسلم:"
قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما
لاعين رأت، ولا أذن سمعت!ولا خطر على قلب بشر!".وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" موضع سوط في
الجنة خير من الدنيا ومافيها"رواه البخاري ومسلم. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم من بناء الجنة فقال:
" لبنة من
فضة ولبنة من ذهب! وملاطها ( المادة التي بين اللبنتين) المسك الأذخر!، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت! وتربتها الزعفران!من يدخلها ينعم لا ييأس،
و يخلد ولا يموت! ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم"إنها
الجنة تلك السلعة الغالية
إنها
الجنة تلك البضاعة الرابحة
قال صلى الله عليه وسلم:
" من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ لمنزل ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة" رواه الترميذي.
أخي: تلك هي
الجنة! سلعة الله الغالية، و لنفاستها حفّها الله بالمكاره! قال النبي صلى الله عليه
وسلم:
" حفّت الجنّة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات" رواه البخاري ومسلم.
أخي: هل سألت نفسك يوما ماهو مهر
الجنّة؟! فإن مهرها ليس ذهبا ولا فضّة! ولا حتى الدنيا بكنوزها لو
بذلتها مهرا
لجنّة الله تعالى ما قبلت منك! مهر
الجنة: الأعمال الصالحات ، والتزود
بالطاعات، و اجتناب المحرمات، ورفض المنكرات... فهلا أقبلت على
الجنّة وعملت لها!
أخي: تلك هي
الجنّة! سعى نحوها الصالحون... وتنافس فيها المتنافسون... ولها قامت سوق الأعمال فكان
الرابحون، وكان الخاسرون! و لمثلها فليعمل العاملون.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم