كل فتاة بأبيها معجبة !
مثل عربي يعبر بصدق عن شدة محبة الفتاة لوالدها وتعلقها به وحاجتها إليه ، وكم ألمس هذا الواقع حقيقة واقعة في حياتي وفي حياة كل فتاة واجهتها ، بل إنني لأعجب من فتاة بثت شجونها يوما وما تلاقيه من معاملة قاسية من قبل والدها
ثم أردفت قائلة : ومع ذلك فيكفي وجوده بيننا ، أحتمل ضربه وقسوته ولا أحتمل فراقه ،الله لا يحرمنا منه.
ترى ماذا عسى والدها أن يفعل لو أنه سمع ما تقول ؟!
أترك الإجابة لكل أب عرف معنى الأبوة
وإلى هؤلاء أقول : لفتة صغيرة بارك الله فيكم لفتياتكم ، لا تبخلوا عليهن بعاطفة الأبوة ، ما يضر أحدكم لو جعل لبُنياته من وقته نصيب ، يتحدث معهن ، يلمس جوانب النقص عند كل واحدة منهن ، يعرف ما يجول في خواطرهن، ينصح لهن ، يمازحهن .
كم تفتقد كثير من الفتيات لمثل هذه الجلسات الأسرية الدافئة التي تشعرها بأهميتها عند والدها وتشبع عاطفتها ، فإن تأثير الحرمان من ذلك عواقبه وخيمة ، وعادة الفتاة الحياء من أن تبادر والدها بالحديث أو تمزح معه وإنها لتحتاج لذلك منه حتى لو بلغت من العمر ما بلغت ، وحديث الوالد لابنته له مذاق خاص عندها وذكرى غالية تبقى مع الأيام .. ونصيحته وكلماته لها وقعها على الفتاة أكثر من كلمات أمها أو أي إنسان آخر ، لذا كانت كلماتي هذه موجهة للوالد خاصة.
فأرجو من كل أب أن يقرأها ثم أترك لعاطفة الأبوة تقييمها ونتيجة تأثيرها إن كان لها أثر ... !
وهذه كلمات صادقة كتبتها إحدى الفتيات تعبر فيها عن حبها لوالدها وافتقادها له .. فليتأملها كل أب ليعلم كم تحتاج إليه ابنته ..
وعذرا إن كان فيها ألفاظ عامية ويكفي نبرة الصدق فيها عذرا ، والعذر عند كرام الناس مقبول ..
كتبت تقول :
إن الوالد شيء عظيم ، يفوق الوصف ، خاصة في حياة البنت ..
لكلمة " يُبا " عذوبة لا أجد لها مثيلا بين شفتي ..
كلماته الحانية كنوز خالدة في الذاكرة إلى آخر العمر ..
انشغاله بنا عنّا يُشجي بقدر ما ينقش حبه في القلب ..
حكاياته ... ابتساماته .. عبراته .. غالية جد غالية ..
والدي الحبيب أفتقدك كثيرا .. فأين أنت ؟
كم كنت أحب الحديث عنك ..
كم كنت أحب التأمل في قسمات وجهك وأشتاق لعودتك ورؤيتك بعد غيابك عنا ساعات قليلة أخالها دهرا..
والدي الحبيب ..
كم أحتاج إليك ..
كم أخاف عليك ..
وكم أرجو لك الجنة ..
وبعد ، كل هذه المشاعر الودودة ألا تستحق منك لفتة ، فكيف إذا عرفت فضل تربية البنات والصبر عليهن ؟
وإنه لمن الجميل أن يعبر الوالد لابنته عن حبه لها واعتزازه بها وخوفه وحرصه عليها ، وكم تهز وجداني أبيات رقيقة قرأتها بعث بها والد لابنته في يوم عيد يعايدها وهو في غربته بعيد فكان مما كتب يقارن بين غاليته السمراء وبين الأخريات :
لسـتن مثل ابنتي خَلقا ولاخُلقـا *** ولا اكتفاءًً ولا ثغـرا ولا جـيـدا
لا الشهد أحلى ولا أغلى ولا سمعت *** ممالك النحل كالسمراء تغريدا
ومن لا يملك التعبير فيكفي كلمة صادقة ، ولمسة حانية ، ونصائح غالية منك لابنتك تحفظها لك وتحفظ بها نفسها إن راودتها وساوس السوء، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
فهل أجد في نفوس الآباء صدى لهذه الكلمات ..
آمل ذلك ..
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك