ماهي السعادة الحقيقية كثيرون يسألون أنفسهم هذا السؤال , وكثيرون يعجزون عن الإجابة عنه ؛ لأنها تختلف باختلاف تحديدهم لمفهوم السعادة والراحة , الأمر الذي أصبح الاتفاق على تحديده رابع المستحيلات , إن كانت لا تزال ثلاثة .أننا نبحث عن السعادة غالباً كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا!!؟
قال قوم : إن السعادة الصحة,وقال آخرون : إنها الإيمان ,وقال غيرهم إنها في الطمأنينة .وهناك من يراها في الغنى..والبعض الأخر يراها في الشهرة...
أذاً مفهوم السعادة يختلف من شخص لأخر وكلاً ينظر للسعادة من مفهومه هو فنفسك كالسائل الذي يلوّن الإناء بلونه ، فإن كانت نفسُك راضيةً سعيدة رأيت السعادة والخيرَ والجمالَ ، وإن كانت ضيقةَ متشائمة رأيتَ الشقاءَ والشرَّ والقُبْحَ,
بعض الناس يرى السعادة في جمع المال وبناء القصور ... وأنه كلما جمع مال أكثر أصبح سعيداً أكثر ولكن هذا المفهوم غير صحيح لقول نبينا عليه السلام : (( لو أعطي ابن ادم واديين من ذهب , لابتغى لهما ثالثا , ولا يملأ فم ابن ادم إلا التراب )) .
إن كثير من الأغنياء هم من أتعس الناس كان هناك شخص اسمه(هورد هيوز) من أغنى أغنياء العالم عندما تقدم به العمر وكان مشارف على نهاية حياته طلب منه صحفي أن يعمل مقابلة معه فوافق فبدأ الصحفي يسأله أسئلة من بداية حياته إلى عمره الآن وسأله آخر سؤال ,هل أنت سعيد؟؟؟
قال:السعادة؟؟؟!!ماذا تعني هذه الكلمة؟!
رغم كثرة أمواله لم يشعر بلذة السعادة؟؟؟
(لست أرى السعادة جمع مال,القنوع هو السعيد)
ومنهم من يرى السعادة في الشهرة ولكن السعادة بعيدة كل البعد عنهم ,يقول أوباما في يوم موت المغني الأمريكي الشهير (مايكل جاكسون) إنه تعيس؟؟!
فالسعادة رحلة وليست محطة !؟؟ فالمتاعب واقعة ؛ لأنها توجد مع الإنسان تهادنه حيناً . لكنها لا تفارقه . ولربما اعتبرها بعض المكافحين إحدى وسائل اللذة وكلما اجتاز عقبة , زاده تقلبه قوة على كفاحه المرتقب , حتى يصبح الجهاد والكفاح من مقوماته ومتطلباته , لينتهي به المطاف إلى درجة الإقدام والتضحية فالإنسان لايصل إلى حديقة النجاح دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس و صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
المتفائل يرى فرصاً في كل صعوبة والمتشائم يرى صعوبة في كل فرصة!
المتفائل يقول إن كأسي مملوءة إلى نصفها والمتشائم يقول:أن نصف كأسي فارغ
فهناك مثل غربي يقول"أنت لا تفشل إلا إذا يئست"
وما أجمل قول الشاعر حين قال:
وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرَجُ
ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها فُرِجَتْ وكانَ يظنُّها لا تُفرجُ
هناك بعض الناس يعتقد أن الغرب سعداء ويحسدوهم على معيشتهم ولكن لا يعلمون أن 80% من سكان أمريكيا يعيشون على الحبوب المهدئة أو المخدرة أو المسكرة..لماذا؟؟؟
لكي لا يختلوا بأنفسهم لحظة واحدة ويفكروا في واقعهم لأنهم إذا فكروا فيما هم فيه فالحل الوحيد عندهم الانتحار!!
لأنهم لا يعرفون لماذا يعيشون ومن أجل من وما الهدف من و جودهم في الحياة؟؟؟
كل هذه التساؤلات أجاب عنها الإسلام لكي لا يضيع الإنسان في متاهات الحياة ولا يعرف إلى أين هو ذاهب ولماذا؟؟
قال أحد حكام أمريكيا"إن أمريكيا دولة عظيمة ولكن أفكار الإسلام اعظم "
يقول أبرزُ أطباءِ النفسِ الدكتورُ كارل جائغ في كتابه « الإنسانُ الحديثُ في بحثهِ عنِ الروحِ »: « خلال السنواتِ الثلاثين الماضيةِ ، جاء أشخاصٌ من جميعِ أقطارِ العالمِ لاستشارتي ، وقد عالجتُ مئاتِ المرضى ، ومعظمُهم في منتصفِ مرحلةِ الحياةِ ، أيْ فوق الخامسةِ والثلاثين من العمرِ ،ولمْ يكنْ بينهمْ من لا تعودُ مشكلتُه إلى إيجادِ ملجأ ديني يتطلَّع من خلالِهِ إلى الحياةِ ، وباستطاعتي أنْ أقول :إن كلاّ منهم مرِض لأَّنهُ فقد ما مَنحهُ الدينُ للمؤمنين ، ولم يُشْف من لمْ يستعِد إيمانه الحقيقيَّ »
وهناك من يعتقد أن الإسلام ضد السعادة وأنه يجب على الإنسان طوال يومه الصلاة والعبادة, لا فالإسلام هو دين السعادة ويحثنا على الترفيه عن أنفسنا,في أحد الأيام رأى رسول الله نساء الأنصار في الطريق فسألهن أين أنتم ذاهبات قالوا إلى عرس قال أهكذا؟؟قالوا :وماذا نفعل؟ قال:ألا تغنين ,قالوا وكيف يا رسول الله فعلمهم كيف.انظروا إلى عظمة هذا الدين حتى أنه علمهم كيف يغنين!!!!
وقال الإمام الشافعي"ليس من الأدب إظهار الوقار في البستان"
السعادة في العطاء في الإنجاز قال رسولنا الكريم"لأن تسعى في حاجت أخيك خير من أربعين صلاة عند الحجر الأسود"
يقولُ أرسطو : « إنَّ الرجل المثاليَّ يفرحُ بالأعمالِ التي يؤديها للآخرين ، ويخجلُ إن أدى الآخرون الأعمال لهُ ، لأن تقديم العطفِ هو من التفوقِ ، لكنْ تلقِّي العطفِ هو دليلُ الفشل »
(السعادة في قلبك وهي انعكاس لفكرك)
إذاً أنت تلون حياتك بنظرتك إليها فحياتك من صنع أفكارك.
قال ابنُ تيمية عندما أُدخِل السجنَ ، وقدْ أغلق السجَّانُ الباب وقال وهو في سجنِه : ماذا يفعلُ أعدائي بي ؟! أنا جنتي وبستاني في صدري ،أنَّى سرْتُ فهي معي إنَّ قتلي شهادةٌ ، وإخراجي من بلدي سياحةٌ وسجني خلوةٌ .
أتريدُ السعادة حقاً ؟! لا تبحثُ عنها بعيداً , إنها فيك ؛ في تفكيرِك المبدعِ , في خيالك الجميلِ , في إرادتِك المتفائلةِ , في قلبك المشرقِ بالخيرِ
لماذا تسمع نُباح الكلابِ ولا تنصتُ لغناءِ الحمامِ ؟! لماذا ترى من الليل سواده ،
ولا تشاهدْ حسنَ القَمَرِ والنجومِ ؟! لماذا تشكو لَسْعَ النحلِ وتنسى حلاوة العَسَلِ ؟!.
لكني أرى أن السعادة الحقة , في الإيمان المطلق بالله , والتسليم بعظيم قدرته ,
وشمول إحاطته وعلمه , وأن ما شاء كان , وما لم يشأ لم يكن , وان الأمة لو اجتمعت
على نفع , أو ضر, لم تقدر على بذل الأول , أو دفع الثاني ؛ إلا بأمــر الله وتـــقــديــره.
منقووووووووول
[b]