اخرج ابن سعد عن العلاء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة بكت فاطمة رضي الله عنها، فقال لها النبي: " لا تبكي يا بنيّة، قولي إذا متّ: "إنّا
لله وإنّا إليه راجعون"، فإنّ لكل انسان بها من كل مصيبة معوضة" قالت: ومنك يا رسول الله؟ قال: " ومني".
أخرج أحمد بن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب والرسول
صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال صلى الله عليه وسلم:" يا معاذ..إنك عسى أن تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك ان تمر بمسجدي هذا وقبري" فبكى معاذ جشعا
( جزعا) لفراق الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم التفت فاقبل بوجهه نحو المدينة، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا".
صلّى الله عليك يا خير خلق الله وسلّم تسليما كثيرا عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وعلى أصحابك أجمعين، يا من بعثك الله رحمة للعالمين، فبعد فراقك يهون كل فراق،
وبذكرى فراقك تسكب العبرات، وتبكي القلوب حبّا و كرامة لك و إخلاصا وحزنا على حال الأمة من بعدك خاصة في زماننا الذي يحارب فيه دينك....ألا تسكب من هول ذلك
دموع الصالحين حزنا و أسى على حال هذه الأمة، ولكن السلوى الوحيدة أن الآخرة خير و أبقى
في الختام تخيلوا معي موقف المسلمين والصحابة رضوان الله عليهم في ذلك الموقف الذي يخبرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه سيفارقهم ..... موقف لا يوجد أحزن منه
أبدا كيف لا وهو فراق الحبيب المصطفى خير الأنام صلى الله عليه وسلم
منقول عن كتاب دموع الصالحين