أكزيما الطفولة.. التهاب جلدي شائع
* إعداد: كارمن العسيلي
يُعاني عدد كبير من الأطفال في سنواتهم الأولى أكزيما الطفولة أو أكزيما الحساسية، وهي نوع من التهاب الجلد الذي تظهر أعراضه على شكل احمرار وتورُّم في الجلد مع الرغبة في الحكة الشديدة. فما هي أسباب هذه الأكزيما، وهل صحيح أن للأطعمة دوراً أساسياً في الوقاية منها؟
تتميَّز بشرة الأطفال الذين يصابون بأكزيما الطفولة بكونها جافة، ويميل أولئك الأطفال إلى الإصابة بأمراض حساسية مختلفة، مثل الربو وحمى القش والحساسية عامة. من حُسن الحظ أن أغلبية المصابين يُشفون من هذه الأكزيما مع نموهم، لكن نسبة قليلة منهم تستمر معاناتهم طيلة الحياة.
* كيف يمكن أن يصاب طفلك بالمرض؟
- لم يتوصل الطب إلى تحديد السبب المباشر للإصابة بأكزيما الطفولة، لكن لوحظ وجود ارتباط وثبق بينها وبين العامل الوراثي، إذ بيَّنت الدراسات وجود أخ أو أخت مصاب بالأكزيما أو الربو أو الحساسية أو حمى القش في ثلاثة أرباع حالات الإصابة بأكزيما الطفولة. أحياناً، تنتج الأكزيما عن الاحتكاك بمادة أو جسم ما مثل القفازات أو الملابس النايلون، أو عند استخدام بعض أنواع الصابون أو حتى العطور.
في العادة تظهر أعراض المرض قبل أن يبلغ الطفل سن السنوات الخمس، وفي أغلبية الحالات تظهر الأعراض بين سن الشهرين والأشهر الستة.
* فما هي أعراض أكزيما الطفولة؟
- تظهر أعراض الأكزيما على شكل حكة شديدة وجفاف واحمرار في الخدين، يليها ظهور بثور صغيرة بعضها قد يحتوي على سائل قيحي لا تلبث أن تنفجر لتشكل بقعة حمراء اللون في الوجه. قد تنتشر هذه البقعة بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجلد، لاسيّما فروة الرأس والعُنق والجبهة، وصولاً إلى منطقة الحفّاض، وقد تصيب أيضاً الذراعين والرجلين، ونتيجة للحك المستمر، فإن الطفل يبدو متهيجاً ومنزعجاً، لاسيما خلال الليل.
تنقسم هذه الأكزيما إلى ثلاثة أنواع: الشكل الرطب، وهو الأكثر شيوعاً، والشكل الدهني والشكل الجاف، حيث يكون الطفح الجلدي متعدد الأشكال. وتؤدي الحكة الشديدة إلى ظهور التهابات جلدية، ما يُسهم في تفاقم حالة الأكزيما، إلا أن أعراضها قد تنحسر في نهاية السنة الثانية من عمر الطفل، وحتى قبل ذلك أحياناً. تختلف أعراض الأكزيما في حال استمرارها إلى ما بعد سن السنتين، حيث تظهر على شكل جفاف شديد في منطقة خلف الركبة، وفي ثنيات الذراعين والكاحلين والعنق والمعصمين يصحبه ظهور طفح مع حكة شديدة لدرجة يفقد فيها الطفل الشعور بالألم أثناء الحك. في حال إصابة الجلد ببكتيريا، فإن الطفح الجاف يبداً بإخراج قيح، وهذا يشكل علامة خطر ما يحتّم عرض الطفل على طبيب.
* العلاج
لا يوجد علاج نهائي للأكزيما. لذا فإن العلاج يقتصر على الحرص على تفادي المثيرات التي تسهم في ظهور الطفح، إضافة إلى تهدئة الأعراض والسيطرة عليها، من خلال مجموعة من العلاجات، مثل ترطيب الجلد بواسطة كريمات خاصة لمنع جفافه وارتداء الملابس القطنية. كذلك يمكن للطبيب أن يصف مراهم السيترويدات أو مضادات الهيستامين، التي تسهم في الحد من الرغبة في الحك. في الحالات الشديدة من الأكزيما قد يصف الطبيب إعطاء الطفل سائلاً يحتوي على كورتيزون مائي، إلى جانب مضادات الالتهاب. أحياناً قد يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى لتلّقي علاج خاص يُعرف باسم علاج الترطيب، حيث يتم وضع مراهم سيترويدية وغير سيترويدية على البشرة، ثم يتم لف جسم الطفل بقماش قطني مبلل بالماء أو بمحلول مطهّر. وهذا الإجراء العلاجي يهدف إلى حماية الجلد وبشرة الطفل من المثيرات البيئية التي تحفز نوبة الطفح، إضافة إلى مساعدته على امتصاص الدواء.
* نصائح لترطيب بشرة طفلك والحد من تأثير الأكزيما
1- أعطي طفلك حمّاماً مرة واحدة في اليوم ولفترة لا تتعدى الـ15 دقيقة، وذلك للحفاظ على الدهون الطبيعية في جلده.
2- استخدمي الماء الدافئ وزيت حمام خالياً من أي مواد حافظة أو عطور، فهذا سيساعده على الاحتفاظ برطوبة بشرته.
3- استخدمي صابوناً خاصاً بالأطفال لغسل جسمه.
4- استخدمي مرهماً مرطباً خاصاً بالبشرة الحساسة بعد 3 دقائق من إنهاء الاستحمام.
5- استخدمي مساحيق غسيل خالية من العطور والصبغات وتفادي السوائل الملطفة، لأن العطر الذي قد يعلق على ملابس صغيرك بعد غسلها، يمكن أن يثير هيجان الجلد.
* معلومة تهمِك
قبل فترة، كانت الاكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصي بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية كلياً، خلال الأشهر الأولى الأربعة من سن الطفل، مع تأجيل إطعامه حليب البقر إلى ما بعد عامه الأول، والبيض إلى ما بعد العام الثاني، والمكسرات والفول السوداني والأسماك، إلى ما بعد العام الثالث. لكن يبدو أن هذه التوصيات لم تعد دقيقة جداً، فقد بيّنت إحدى الدراسات الصادرة عن مستشفى الملكة سيلفيا للأطفال في السويد، التي شملت حوالي 5 آلاف عائلة لديها أطفال في غرب السويد، أن الأطفال الذين أطعموا أسماكاً بحرية قبل سن التسعة أشهر، انخفضت لديهم معدلات الإصابة بأكزيما الجلد بنسبة 25 في المئة لدى بلوغهم السنة الأولى من العمر. وقد عزا الأطباء هذه النتيجة إلى احتمالية احتواء الأسماك على نوع خاص من الأحماض الدهنية "أوميغا/ 3". وهذا ما يفسر ربما قيام الأكاديمية بإعادة النظر في أنواع الأطعمة التي يمكن أن تسبب الأكزيما، والعمر الذي يجب أن تُقدَّم فيه للأطفال المعرَّضين بشكل أكبر للإصابة بأحد أمراض الحساسية.
www.balagh.com