يقول سبحانه وتعالى:
" ن ، والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وان لك لأجرا غير ممنون، وانك لعلى خلق عظيم"الاخلاق..هي السياج التي يحفظ على المجتمعات أمنها وعلى الامم ازدهارها وتقدمها، وقوتها وتماسكها، ومجدها وعزتها... وبقدر ما تتمسك الأمة به من اخلاق فاضلة بقدر ما
تكون عزيزة كريمة، وبقدر تهاونها في اخلاقها، بقدر اسهامها في انحطاطها وانحدارها غلى الهاوية.... وتكون بذلك قد فتحت ابواب المذلة على نفسها، وفسحت المجال لمن يطا
ناصيتها ويدوس كرامتها وصدق الشاعر في قوله:
وانما الامم الاخلاق ما بقيت ..................فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوالهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة لعالمين، يحدد الغاية ن بعثه والمنهاج الواضح في دعوته، فيقول:
(ان الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق..).
.....ان هدف الاسلام الاول من هذه البعثة المحمدية الخاتمة، هو تحقيق تلك الغاية السامية وهي أن يكون الانسان ذا خلق كريم، وسلوك نظيف يليق بكرامة الانسان،
ويتفق مع ما خلق له من خلافة عن الله سبحانه وتعالى في الأرض
لقد كان من أبرز ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب رب العالمين سبانه، هو الخلق الكريم، الحسن الفاضل، حيث قال سبحانه: "
و انك لعلى خلق
عظيم..." وقال سبحانه:
" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقال سبحانه:
" لقد جاءكم رسول من
؟أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم" إذا رحنا نتساءل عن خلق هذا الذي وصف في محكم أي الله سبحانه وتعالى بأنه عظيم..؟ لوجدنا الجواب الشافيعند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لقد سئلت عن خلقه
صلوات الله عليه، فقرأت عشر ىيات من اول سورة المؤمنون ثم قالت
" كان خلقه القرأن،" أي أن الرسول وهو النموذج الخلقي الحي، وهو
القدوةالطيبة الحسنة للناس جميعا، انما اكتسب هذا الخلق بسب التزامه وصايا القرآن الكريم، وتحويل هذه الوصايا الى سلوك عملي.
يقول فضيلة الامام – رحمة الله عليه- د. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في كتابه: الرسول صلى اله عليه وسلم لمحات من حياته، ونفحات من هديه .
( كان الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله... حركة وسكونا...إشارة ونطقا.... قلبا و قالبا...يمثل القرآن الكريم... وقد كان صلوات الله عليه، تطبيقا للقرآن، لقد
لبس القرآن ظاهرا وباطنا، لقد تقرأن إذا أمكن هذا التعبير. لد كان تفسيرا للقرآن، وإيضاحا لجوانبه، لقد امتزج الرسول صلوات الله عليه بالقرآن، روحا، ولبا، وجسما.....
وامتزج بالقرآن عقيدة و أخلاقا وتشريعا...فكان صلوات الله عليه قرآنا يسير بين الناس. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على ان يكون خلق الأمة
الإسلامية القرآن.)لقد أوضح صلوات الله وسلامه عليه بكل صراحة ووضوح أنه لا باء لأمة من الامم إلا بقدر ما تتمسك به من أخلاق فاضلة، فان تهاونت في أخلاقها هانت أمام أعدائها، وهان
شأنها، عن انس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كنا في بيت نفرا من المهاجرين و الأنصار فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل كل رجل يوسع رجاء أن يجلس إلى
جنبه ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه ( مصرعيه) فقال:
(الأئمة من ريش، ولي عليكم حق عظيم، ولهم ذلك ما فعلوا ثلاثاك اذا استرحموا رحموا، واذا حكموا عدلوا، واذا
عاهدوا وفوا..فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة أجمعين)فالرحمة.... والعدل...والوفاء...كل منها قاعدة من قواعد الاخلاق واسس لا تقوم اي دولة بدونها.........
المصدر: طريق النجاة