رواد النهضة
أهلاً وسهلاَ بك أخي الكريم ..
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين اخوانك وأخواتك ..
ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا ..


طريقة التسجيل في المنتدى - فيديو -
رواد النهضة
أهلاً وسهلاَ بك أخي الكريم ..
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
ياهلا بك بين اخوانك وأخواتك ..
ان شاء الله تسمتع معــانا ..
وتفيد وتستفيد معانـا ..


طريقة التسجيل في المنتدى - فيديو -
رواد النهضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات رواد النهضة تهدف لتطوير العالم العربي الإسلامي وتحقيق النهضة والتطور
 
الرئيسيةرواد النهضةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 الواجب المر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نرجس
مشرفةمشرفة
نرجس
بيانات العضو
انثى
عدد الرسائل : 1733
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : جيد الحمد لله
بلدك : الواجب المر Dz10
الاوسمة : الواجب المر Wesaam10
الواجب المر Jb12915568671
Personalized field : الواجب المر Empty
نقاط التميز : 2000
عارضة طاقة :
الواجب المر Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الواجب المر Right_bar_bleue

نقاط : 9064
السٌّمعَة : 32
تاريخ التسجيل : 22/01/2009

بطاقة الشخصية
رسالتي: سنطور العالم الإسلامي بإذن الله

الواجب المر _
مُساهمةموضوع: الواجب المر   الواجب المر I_icon_minitimeالسبت أبريل 24, 2010 12:50 pm


جلس في ظلال أحد الأبراج المهدمة من آثار حرب غزة.. فمنذ أسبوع مضى وأمواج الهموم وتيارات الآلام العظيمة تضرب مهجته بقوة هائلة.

كان ذلك أقسى عليه من قصف طائرات العدو بقنابل ألف رطل والقنابل الفسفورية أيام حرب غزة والتي لم تهز شعرة في بدنه.

ذلك أن رحلة خمسين عاماً من الانكسارات والنكبات والدماء والتهجير والنزوح وهدم البيوت وسلب الأرض وطعنات الأنظمة العربية من الخلف.. كل ذلك أكسبه مناعة تجاه المحن جعلته كالطود الشامخ.

لكن ما حدث الأسبوع الفائت أكبر وأعظم من كل محنة وأقسى ما تعرض له طيلة عمره.. زلزال رهيب ضرب أركان نفسه بقوة هائلة.

ففيما يشبه المحاكمة جلس أمام رئيس لجنة الأمن بالمنظمة وأعضائها فحملوه تبعة ما حدث.. ورأى عيونهم وهي تنضح بالريبة والشك والغضب.

سلبوا منه أمانة سر اللجنة التي ظل بها خمسة عشر عاماً.. أمروه بكل حزم وقسوة أن يعطيهم كل ما لديه من وثائق.. وأن يجلس في بيته إلى أن ينظروا في أمره.

وكانوا على حق فيما ذهبوا إليه وما سيفعلونه.. فوحده الذي كان يعلم بتحركات المسئول العسكري بالضفة وكان مسئولاً عن تأمينه.. ومن ثم يتحمل مسؤولية اغتياله من قبل اليهود.

لا شك أنه هو نقطة الاختراق الأمني.. اغتنم يهود ما حصلوا عليه من معلومات لديه وقتلوا مسئول الضفة.

ولكن أين ومتى وكيف اخترقوه.. وهو الذي لا تعلم شماله ما أخفت يمينه؟!!.

مكث لأيام موهما نفسه أنه يفكر ويبحث عن نقطة الاختراق.. والحق أنه كان يعلمها من أول وهلة.. لكنه كان يخادع نفسه.. يهرب من مواجهة الحقيقة البشعة.

ود لو لم يكن هو.. وكان مخطئا في ظنونه وحساباته.

لا .. لا.. ليس هو بل ربما واحد غيره.. أو ربما لا يدري من هو.

نهض في عصبية مفرطة والتقط حجراً من أطلال البرج وقذفه بكل قوة إلى أعلى وصاح

كلا بل هو تامر .. هو بعينه لا أحد غيره

قالها وكأنه ينتفض على نفسه.. وينفض عنها الوهم والخداع والهروب الساذج من الحقيقة.

وحين قالها وسلمت بها نفسه لم تقو قدماه على حمله فخر جالسا على الأرض وأسند بدنه المرتعش إلى بقايا حائط مهدم.. وطفقت الحقيقة تعتصره بقوة مجنونة محطمة أشياء جميلة ونبيلة في نفسه.. وقضت على آمال عراض ظلل يعقدها على تامر لسنوات طوال.

ها هو غول الحقيقة فاغر فمه يوشك أن ينقض عليه.. إذن فأكبر أبنائه تامر هو نقطة الضعف ونقطة الاختراق ومنها تسلل العدو.

تامر هو الخائن .. خان ربه ثم خان وطنه وقومه.. خان أباه.

ظلت حجرة الوثائق السرية حراماً على كل أحد سوى تامر.. لم يأذن لأحد مهما كان شأنه أن يقترب منها إلا ابنه تامر.. كان يتردد عليه ليقضي له حوائجه ثم طلب منه بعد أن يقوم على تنظيفها وترتيب الوثائق.. لم يلتزم بالقواعد المرعية.

كان لزاماً أن تكون قواعده الأمنية بلا قلب ولا عاطفة بيد أن عاطفة الأبوة طغت على حرفيته.

ليس هذا فحسب.. بل عاودته نوبة العاطفة الأبوية العمياء حين واجهوه بأدلة دامغة تدين ابنه تامر.. لكنه أرغى وأزبد وهاج وماج بلا وعي.. لم يدقق في أدلتهم.. ولم يكن ذلك له بخلق قبلها.

ظل أياما يهرب من الحقيقة لكنه الساعة يواجه الطوفان.. طوفان الحقيقة.. وسيركب حتما سفينة الصدق مهما تكون العواقب.

انزوى إلى حجرة نصف مهدمة في أطلال البرج وقضى ليلته يتدبر الأمر ويا لها من ليلة مصبوغة بالعلقم.. تصارعت فيها العواطف والذكريات والواجبات والقيم والمبادئ.

وقبل ضوء الفجر حسم أمره وعزم على ألا يجعل أحداً يقوم بالواجب نيابة عنه.. سيعتصم بالله ويستعين به. سيؤدي ما عليه، لن يضعف، لن يتخاذل.

علم أنهم لن يتركوا ابنه تامرا ينجو بفعلته.. وهو أيضا لن يدعه.. هم والمنظمة في سباق من يصل إليه أولا قبل الآخر.

يكره أن يرى قاتل ابنه يسير في طرقات غزة وعينه في عينيه.

هو لا يريد أن يحمل في قلبه شيئا لأحد من إخوانه.. إذن فليقم هو بالمهمة وحده لا أحدا سواه.

تامر.. أول فرحة له، ذاق بميلاده أول كأس لمشاعر الأبوة.. دللله غاية التدلل، لم يسمعه أبداً كلمة لا.. يعطيه قبل أن يطلب وفوق ما يريد.

وتعلقا به وخشية عليه أبعده ونحاه منذ صغره عن طريق الجهاد وصرفه عن صحبة المجاهدين.. وفرغه وفقط لبناء مستقبله العلمي موهما نفسه أن ابنه سيخدم فلسطين وشعبها في مجال آخر.

هو في الحقيقة لم يكن صادقا مع نفسه.. بل كان يخشى على ابنه تبعة الجهاد وضريبة صحبة المجاهدين.

سكت في أول الأمر عن هنات تامر.. واضطر في آخره أن يتغافل عن أخطاءه.

قالت له أم تامر:

إنك مفسده بتدليلك له ذاك التدلل

لكنه أعرض ولم يسمع وأصغى فقط إلى ضعفه العاطفي.

كما أن تامراً لم ينسج على منوال أبيه وجده.. بل نعق في سرب آخر لا لون له ولا اتجاه.. ولما أراد أبوه أن يتدارك الأمر كان الخرق قد اتسع على الراتق واستعصى.

وانتهى تامر إلى نقطة اللا عودة.. لكن أبا تامر لم يحسب أنه سيرتكس إلى ذلك الدرك النجس.

علم بطرقه الخاصة أين يكمن تامر تأهبا للهرب إلى أميركا لما انكشف أمره، وربما ينتظره يهود عند المعبر كي يخرجوه.

لا.. لن يخرج من هنا أبدا.

في طريقه إلى تامر، غزته مشاعر غريبة عجيبة متناقضة.

ولم لا.. وهي أصعب مهمة وجبت عليه طوال سني جهاده. إنها القضاء على ابنه والخلاص منه.. قتله.

هل سيتحدث إليه ساعة من زمان قبل انقضاء الأمر؟

هل سينظر إلي وجهه وعينيه وشفتيه؟

أيستمع إلى حديثه؟

أيسأله لم فعل ذلك؟

أيودعه بكلمة أو نصف كلمة؟

أيقتله وجها لوجه.. أم يأتيه من خلفه؟

بأي شيء يقتله؟.

أيخنقه بيديه أم يطعنه بالسكين؟.. ولم لا يطلق عليه الرصاص؟

أي المواضع يختار من جسده.. رأسه التي طالما دفنها في صدره وغمرها بقبلاته وبللها بلعابه؟

أم بين عينيه التي كانت أجمل العيون عنده؟

أم يطلق الرصاص على قلبه الذي كانت دقاته أعذب النغمات وأحبها إلى أذنه؟

وبعد أن يقتله.. أيمكث عنده ساعة من زمان؟.. أيمسح عنه الدماء؟.. أيطبع على جبينه قبلة لا يستحقها؟.. أيشرع في غسله وتكفينه ودفنه؟ أم يتركه ويمضي؟

وكيف ينظر بعد في عيني أمه التي نصحته ألا يفرط في تدليله كي لا يفسده.. وها هو يدللله ثم يقتله؟

بعيد صلاة الفجر تسلل إليه في مكمنه، ألفاه نائما، لم يطل النظر إليه بل صوب المسدس إلى قلبه، ذاك القلب المريض الذي لم يرع ربا ولا دينا ولا وطنا.. ذاك الذي لم يقابل حبا بحب.. ولا وفاء بوفاء.. ولا تضحية بعرفان.

أفرغ كل ما لديه من طلقات ولم يستطع النظر إليه فولى بوجهه سريعاً.. ومضى إلى الباب فوجدهم هناك. احتضنه أحدهم

لا عليك أبا تامر.. تركنا لك الأمر برمته.. لم نشأ أن نسبقك إليه كنا نعلم أنك ستفعلها.. وأنت أهل لذلك.

تفلت من بين أحضانه ورأوا الدموع تسقط غزيرة من عينيه، كفكف دموعه والتفت إليهم بعيون ذابلة حزينة

أتحسبون أني أبكيه؟

كلا.. ولا كرامة له

ولا معشار دمعة مني يستحقها.

بل أبكي آمالا عراضا خدعتني وقضت نحبها الساعة
الموضوع : الواجب المر  المصدر : رواد النهضة

توقيع العضو : نرجس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الواجب المر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رواد النهضة :: المنتدى الأدبي :: القصة القصيرة-
©phpBB | انشاء منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
الملتيميديا | dz cars | شبكة المدونات | الأساتذة الجزائريون