في القصة التالية مثال عن الفتاة المسلمة المعتزة بحجابها ..تلك الفتاة التي تقف في وجه كل من يريد منها أن تتخلى عن حصنها.... ما أكثر من يستهزأ بالحجاب اليوم.... لم يعلموا أن ربي أحبني ولولا حبه لي لما امرني بالتحصن بحجابي .... وها قد أضحى مصدر عزة المرأة جريمة ترتكب في حقها ... وسمعنا أصواتا تصرخ وتندد بارتدائه.... ولكن هذه ليست غلطهم بل غلطة أصحابه الذين استهانوا به .. والآن سأترككم مع قصة هذه الفتاة:
أحترمك ..... ولكن ؟!!
قالت لها مديرتها في العمل ، وعلى وجهها نصف ابتسامة باهتة : حجابك يخفي جمالك ..؟! فأجابتها في عزة المؤمن الواثق ، وصفاء السماء في نقاء : بل حجابي هو عين جمالي ، وزينتي وتاجي وعزي ..!! قلت لها مديرتها وقد انفتحت عيناها في بلاهة : كيف؟؟!! الذي أعرفه أن الحجاب يستر الجمال ، ولا يكون هو عين الجمال قالت الفتاة الشابة المتألقة وهي تحاورها في سمو وأدب رفيع : أسألك _ وأنت امرأة مسلمة _ من اختار لي هذا الحجاب ، وأمرني أمراً أن أرتديه ؟! الله سبحانه .. وهو أعرف مني ومنك بما يصلحني .. وهو أدرى بما يدور في نفوس البشر من مشاعر وأحاسيس ورغبات ، حين تقع عيونهم على امرأة سافرة .. وهو سبحانه يعلم أن صلاح الأسر والمجتمعات لن تقوم إذا خرجت النساء فيه على حل شعورهن !! وإلا فلماذا فرض الحجاب إذن ..! وواصلت حديثها في إشراق : ثم هناك يا سيدتي شيء آخر أريد أن ألفت نظرك إليه : لئن أكون أمةً خاضعة لربي مالكاً قلبي ، أحب إليّ وأشفى لصدري من أن أكون أمةً ذليلةً مهينة لأرباب متفرقون كثيرون من دون الله حيث أن المسألة باختصار هي : إما أن يكون الإنسان عبداً لله ، يلتزم ما يأمره به وإلا فإنه بالضرورة وبلا أدنى شك سيجد نفسه يركع ويسجد على أعتاب أرباب كثيرون يمرغون أنفه ليل نهار والمصيبة أن : ربه عليه ساخط ..!! فلا دنيا حصل ولا دين أبقى !! يا سيدتي .. إني أحترمك ولكن ..! اعلمي أن كل ما يشغل الإنسان عن الله سبحانه ، فإنه يصبح رباً لهذا الإنسان من حيث لا يشعر ..! ألم تقرأي قوله تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) وكأن الآية تقول هذا إنسان يستحق الفرجة عليه والعجب منه ...!! فقد اتخذ الهوى إلهاً يركع له ويسجد ..!! وواصلت حديثها السماوي في نبرة قوية تهز السامع : أما أنا فقد رضيت بالله رباً ، وبمحمد نبياً ، وبالإسلام ديناً ولن أرضى بأنصاف الحلول .. فإما حياة أعيشها مع الله ، ولله وبالله ، وإلا فبطن الأرض أرحم من العيش فوق ظهرها ..!!
قلّبت المديرة شفتيها ، وحركت كتفيها ، ثم انصرفت .. ولكن كلمات الفتاة بقيت ترن في أذن قلبها بعنف ..! ومن يدري متى ستؤتي ثمارها ! أما الفتاة فقد رفعت بصرها إلى السماء وفي عينها تترقرق دمعات فرح وشكر بتوفيق الله لها ، ثم أخذت تتمتم بالدعاء لهذه المرأة المسكينة المحرومة اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا .. اللهم واجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين ..