ولد ابن خلدون ، في تونس سنة 732 هـ / 1322م. وهو من أسرة أندلسية ، دخلت الأندلس بعيد الفتح واستوطنت ( قرمونة ) ثم ( إشبيلية ) وهذه الأسرة من أوائل الأسر التي هاجرت من اليمن إلى الأندلس في القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي ) . وقد قال المؤرخ الأندلسي ابن حيان في هذه الأسرة ( بنو خلدون ) إلى الآن في إشبيلية نهاية النباهة ، ولم تزل أعلامه بين رياسة سلطانية ورياسة علمية. حفظ ابن خلدون القرآن على والده وعلى أكابر علماء تونس . ودرس النحو واللغة والفقه والحديث ، والشعر في جامع الزيتونة.
كان من أشهر عظماء العرب … وشهرته في الأوساط الثقافية في أوربا يكاد تفوق شهرته في الشرق ، واسمه الكامل (عبد الرحمن بن خلدون ) .
ولد عبد الرحمن في تونس الخضراء ، وثم رحل إلى القاهرة ، ومات فيها بعد مرض لم يمله طويلاً ، ومات وعمره أربعة وسبعون عاماً .
أجمع فلاسفة الغرب من أن (مقدمة ابن خلدون ) هي أعظم عمل أدبي يمكن أن يخلقه أي عقل بشري في أي زمان .
من الأقوال المأثورة عن ابن خلدون ما ذكره الفيلسوف الإنجليزي من أن ابن خلدون هو الوحيد بين فلاسفة الشرق والغرب الذي يستحق عن جدارة لقب عاهل علم التاريخ والفلسفة .
كان أول فيلسوف يعين والياً للأدب والكتابة وذلك في عهد سلطان تونس . عندما سمع ابن خلدون بأن القائد الداهية تيمورلنك يحاصر مدينة دمشق وعلى الرغم من بعد المسافة بينة وبين عاصمة الشام أصر على السفر إلى دمشق قائلاً إن الوطن العربي جسم واحد إذا أصيب عضوا تداعت له جميع الأعضاء ، وسعي إلى مقابلة تيمورلنك على ما في ذلك من خطورة وحاول إقناعه بفك الحصار عن دمشق وعلى الرغم من أنة أخفق في هذه المحاولة إلا أن مقابلته كان لها أعظم الأثر في إذكاء روح المقاومة العربية لما نشره بعد ذلك من تعريض بوحشية وبعده عن الإنسانية المهذبة .
لم يقنع ابن خلدون بما له من ثقافة واسعة بل سافر إلى القاهرة لكي يدرس ما فاته من العلوم الدين على أساتذة الأزهر وطاب له المقام في القاهرة ، وعرف المصريون قدره فتولى قضاء المالكية ولبث مقيما في القاهرة حتى اختاره الله إلى جواره عام 1406 ميلادية .