السلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته
ما أشد حاجتنا إلى صديق يقف إلى جانبنا ونشق سويا درب الحياة لنواجهها بحلوها ومرها........ما اغلى كلمة الصداقة.......و ما أنقى كلمة صديق
هل يوجد هذا الصديق هل يمكن أن يأتي؟....ام اننا قد لاننتبه له؟...أو نضيعه بسبب هفوة صغيرة سببها أننا انانيون؟
هل الصداقة موجودة حق؟إن كانت كذلك فهل للصديق الصادق وجود ام انه مجرد وهم نتمنى ان يتحقق
نقلت لكم هذا المقال عن الصداقة و أرجو ان ينال اعجابكم
الصداقة كالحب.. قيمة يختلف حولها الناس.. ومعنى يعرفونه سلبا وايجابا.
والخلاف حول الصداقة قديم، ومنذ عرف الناس استيعاب المعاني وهم حولها مختلفون!
يقول أرسطو عندما سئل عن الصديق: «انسان هو أنت.. إلا أنه بالشخص غيرك».
ولكن عندما ترجم هذا المعنى الى أبي حيان التوحيدي قال معلقا: «الحد صحيح، ولكن المحدود غير موجود». ثم ما فائدة هذا الحد ولم قال الفيلسوف شيئا لا حقيقة له،
دلالة عليه، ولا يوجد في الشاهد أصله؟!
وقال روح بن زنباع عن الصديق «انه لفظ بلا معنى». وعلق على هذا التعريف أبو حيان فقال: «أي هو شيء عزيز، وكأنه ليس بموجود».
وسئل ديوجانس عما ينبغي للرجل أن يتحفظ منه فقال: «حسد الأصدقاء ومكر الأعداء».
وسئل أبو حيان عن أطول الناس سفرا، فقال: «من سافر في طلب صديق».
وقد شغلت الصداقة فكر أبي حيان حتى أنه ألف عنها كتابا كاملا يقع في 469 صفحة.. جاءت كلها رفضا لوجود معنى للصداقة، ولوجود الصديق، فيقول في صفحات
من كتابه رسالة الصداقة والصديق: «ينبغي أن نثق بأنه لا صديق ولا من يتشبه بالصديق.. وإذا أردت الحق علمت أن الصداقة والألفة والاخوة والرعاية والمحافظة قد
نبذت نبذا ورفضت رفضا، ووطئت بالاقدام ولويت دونها الشفاه، وصرفت عنها الرغبات».
وكان افلاطون يقول: «صديق كل امرئ عقله»!.
أما سقراط فيقول: «مما يدل على عقل صديقك ونصيحته لك انه يدلك على عيوبك، وينفيها عنك ويعظك بالحسنى ويتعظ بها منك، ويزجرك عن السيئة، وينزجر عنها لك».
وقال ديوجانس: «صديقي هو العقل.. وهو صديقكم ايضا. فأما الصديق الذي هو انسان مثلك فقلما تجده، فإن وجدته لم يف لك بما يفي به العقل، فاكبحوا اعنتكم عن
الصديق، الذي يكون من لحم ودم، فإنه يغضب فيفرط، ويرضى فيسرف، ويحسن فيعدد، ويسيء فيشجع، ويشكك فيضل».
وسأل احدهم سفيان الثوري قال: أوصني؟
قال: انكر من تعرفه!
قال: زدني!
قال: لا مزيد.
وقديما قالوا المستحيلات ثلاثة.. «الغول والعنقاء والخل الوفي».
والغول اسطورة.. والعنقاء خرافة.. ولكن الخل الوفي موجود.. أو هذا ما أظنه.
بقلم الاستاذ عبدالله باجبير .. جريده الراي 2004