هل أصل المفاهيم الرياضية تعودإلى العقل أم إلى التجربة السؤال إذا كنتأمام موقفين يقول متعارضين يقول احدهما أن المفاهيم الرياضية في أصلها الأول صادرةعن العقل ويقول ثانيهما أنها صادرة عن التجربة مع العلم أن كليهما صحيح في سياقهونسقه وطلب منك الفصل في الأمر لتصل إلى المصدر الحقيقي للمفاهيم الرياضية فما عساكأن تفعل؟ طرح المشكل منذ أن كتب أفلاطون على باب أكاديميته من لم يكن رياضيالا يطرق بابنا. والرياضيات تحتل المكانة الأولى بين مختلف العلوم وقد ظهرتالرياضيات كعلم منذ القدم لدى اليونانيين.وهي تدرس الكم بنوعيه المتصل والمنفصلوتعتمد على مجموعة من المفاهيم .وإذا كان لكل شيء أصل .ولكل علم مصدر فما أصلالرياضيات وما مصدر مفاهيمها ؟فهل ترتد كلها إلى العقل الصرف الخالص, أم إلىمدركاتنا الحسية والى ما ينطبع في أذهاننا من صور استخلصناها من العالم الخارجي ؟وبعبارة أخرى هل الرياضيات مستخلصة في أصلها البعيد من العقل أم من التجربة؟ عرض الأطروحة الأولى أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى العقل
يرىالعقليون أن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولد الإنسانمزودا بها وهي سابقة عن التجربة لان العقل بطبيعته ,يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية .وكل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا ومفاهيم ,تعتبر كلية وضرورية ومطلقةوتتميز بالبداهة والوضوح والثبات ومن ابرز دعاة هذا الرأي نجد اليوناني أفلاطونالذي يرى أن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم والدائرة .واللانهائي والأكبروالأصغر ......هي مفاهيم أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا لان العقل بحسبهكان يحيا في عالم المثل وكان على علم بسائر الحقائق .ومنها المعطيات الرياضية التيهي أزلية وثابتة , لكنه لما فارق هذا العالم نسي أفكاره ,وكان عليه أن يتذكرها .وانيدركها بالذهن وحده . ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكالوأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما يلقيه الله فينا من أفكارلا يعتريه الخطأ ولما كان العقل هو اعدل قسمة بين الناس فإنهم يشتركون جميعا فيالعمليات العقلية حيث يقيمون عليه استنتاجاتهم ويرى الفيلسوف الألماني "كانط" إنالزمان والمكان مفهومان مجردان وليس مشتقين من الإحساسات أو مستمدين من التجربة ,بلهما الدعامة الأولى لكل معرفة حسية
نقد الأطروحة الأولى
لا يمكنناأن نتقبل أن جميع المفاهيم الرياضية هي مفاهيم عقلية لان الكثير من المفاهيمالرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس.وتاريخ العلم يدل على أن الرياضيات وقبل أنتصبح علما عقليا ,قطعت مراحل كلها تجريبية .فالهندسة سبقت الحساب والجبر لأنها اقربللتجربة
عرض الأطروحة الثانية أصل المفاهيم الرياضية هي التجربة
يرى التجريبيون من أمثال هيوم ولوك وميل أن المفاهيم والمبادئ الرياضية مثلجميع معارفنا تنشا من التجربة ولا يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية لان النفسالبشرية تولد صفحة بيضاء .فالواقع الحسي أو التجريبي هو المصدر اليقيني للتجربة.وانكل معرفة عقلية هي صدى لادراكاتنا الحسية عن هذا الواقع .وفي هذا السياق يقولون (لايوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في التجربة )ويقولون ايضا (ان القضاياالرياضية التي هي من الأفكار المركبة ,ليست سوى مدركات بسيطة هي عبارة عن تعميماتمصدرها التجربة )ويقول دافيد هيوم ( كل ما اعرفه قد استمدته من التجربة) ففكرةالدائرة جاءت من رؤية الإنسان للشمس والقرص جاءت كنتيجة مشاهدة الإنسان للقمر. والاحتمالات جاءت كنتيجة لبعض الألعاب التي كان يمارسها الإنسان الأول .وقد استعانالإنسان عبر التاريخ عند العد بالحصى وبالعيدان وبأصابع اليدين والرجلين وغيرها ,والمفاهيم الرياضية بالنسبة إلى الأطفال والبدائيين .لا تفارق مجال الإدراك الحسيلديهم ,وان ما يوجد في أذهانهم وأذهان غيرهم من معان رياضية ما هي إلا مجرد نسخجزئية للأشياء المعطاة في التجربة الموضوعية.
نقد الأطروحة الثانية لا يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية هي مفاهيم تجريبية فقط لأننا لا يمكنناأن ننكر الأفكار الفطرية التي يولد الإنسان مزود بها.وإذا كانت المفاهيم الرياضيةأصلها حسي محض لاشترك فيها الإنسان مع الحيوان . التركــــــــــــــــــيب
إن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى الترابط والتلازم الموجود بين التجربةوالعقل فلا وجود لعالم مثالي للمعاني الرياضية في غياب العالم الخارجي ولا وجودللأشياء المحسوسة في غياب الوعي الإنساني .والحقيقة أن المعاني الرياضية لم تنشأدفعة واحدة ,وان فعل التجريد أوجدته عوامل حسية وأخرى ذهنية
الخاتمة
إن تعارض القولين لا يؤدي بالضرورة إلى رفعهما لان كلامنهما صحيح في سياقه , ويبقى أصل المفاهيم الرياضية هو ذلك التداخل والتكاملالموجود بين العقل والتجربة .ولهذا يقول العالم الرياضي السويسري غونزيث (في كلبناء تجريدي ,يوجد راسب حدسي يستحيل محوه وإزالته .وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ,ولا معرفة عقلية خالصة.بل كل ما هناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد يطغىعلى الآخر ,دون أن يلغيه تماما ويقول" هيجل" "كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعيعقلي"
المقدمة: (طرحالإشكالية ) الإنسان كائن إجتماعي بطبعة يتعامل مع غيره ووسيلته في ذلك اللغة, ولقد أصبح من الشائع لدى بعض الفلاسفة ان الألفاظ حصون المعاني لكن هناك من يعارضذلك وهم أصحابالإتجاه الثنائي ولقد تقرر لدي رفض الأطروحة<الإتجاه الواحدي>والمشكلة المطروحة كيف نبطلذلك؟
التحليل : محاولة حل الإشكالية الجزء الأول إن الأطروحةالقائلة<الألفاظ حصون المعاني >أطروحة باطلة وذلكبوجود عدة مبررات تدفعنا إلى ذلك ومن الناحية الواقية كثيرا مايتراجع افنسان عنكتابة بعض الكلمات أو يتوقف عن الكلام والسبب في ذلك أن اللفاظ تخونه أي رغم وجودالمعاني إلا أنه لايستطيع التعبير عنها وقد يعود السبب إلى عدم القدرة الألفاظ علىإحتواء المعاني العميقة والمشاعر الدافئة والعواطف الجياشة لذلك قيل إذا كانتكلماتي من ثلج فكيف تتحتوي بداخلها النيران ومن الأمثلة التي توضح ذلك أن الأمعندما تسمع بخبر نجاح ولدها قد تلجأ إلى الدموع , وهذا يبرر عجز اللغة الجزءالثاني إن هذه الأطروحة لها مناصرين وعلى رأسهمجونلوكالذي قال << اللغة سلسلة من الكلمات تعبر عن كامل الفكر >> ولكن كلامه لايستقيم أمام النقد لأن الألفاظ محصلة ومحدودة بينما المعاني مبسوطةوممدودة وكما قالأبو حيان التحيدي<< ليس في قوة اللفظ من أي لغة كان أن يملك ذلك المبسوط (المعاني ) ويحيط به >> وكذلك ترى الصوفيةيلجأون إلى حركات ورقصات لأن الألفاظ لمتستطع إخراج جميع مشاعرهم . الجزء الثالث إن الأطروحة القائلة الألفاظ حصونالمعاني يمكن رفعها ( إبطالها) بطريقتين : شخصية وهذا ماحدث لي عندما إلتقيت بزميليلم أره منذ مدة حيث تلعثم لساني ولم أستطع التعبير عن مشاعرالإشتياق نحوه , إنالألفاظ في هذه الحالة قتلت المعاني ونجد بركسون أبطل هذه الأطروحة وحجته أناللغةمن طبيعة إجتماعية وموضوعية بينما الفكر ذاتي وفردي .
الخاتمة : حلالإشكالية
وخلاصة القول أن اللغة مجموعة من الإشارات والرموز تستعملللإتصال والتواصل والفكر خاصية ينفرد بها الإنسان وقد تبين لنا أن هناك من يربط بينالفكر واللغة مما دفعنا إلى رفض هذه الأطروحة ونقدمسلماتها والرد على حججها وبالنظرما سبق ذكره نصل إلى حل هذه الإشكالية إن الطروحة القائلة< الألفاظ حصون المعاني >أطروحة باطلة ويجب رفضها .
مقالة جدلية حول الذاكرة
س) إذاكنت أمام موقفين متعارضين أحدهما يقول الذاكرة مرتبطة بالدماغ والأخر يقول الذاكرةأساسها نفسي وطلب منك الفصل والبحث عن الحل فما عساك تصنع؟
- في هذه المقالةوقع جدل بين الفلاسفة والعلماء حول العامل المسؤول عن حفظ واسترجاع الذكريات.
الوضعية المشكلة إليك هذا الحوار الذي دار بين صديقين قال الأول إنالعوامل النفسية تساعدني على تذكر دروسي ,فرد عليه الثاني إن الدماغ هو المسؤول عنذلك , حدد المشكلة وأفصل فيها؟
المقدمة : طرح الإشكالية
يتعاملويتفاعل الإنسان مع العالم الخارجي بمافيه من أشياء مادية وأفراد يشكلون محيطهالاجتماعي ,يتجلى ذلك في سلوكات بعضها ظاهري والأخر باطني المتمثل في الحياةالنفسية والتي من مكوناتها<< الذاكرة >> ,فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما أرجع الذاكرة إلى الدماغ ,والأخر ربطهابالعوامل النفسية فالمشكلة المطروحة : هل أساس الذاكرة مادي أم نفسي؟
التحليل: عرض الأطروحة الأولى
ربطت النظرية المادية بين الذاكرةوالدماغ فهي في نظرهم ظاهرة بيولوجية , أي أساس حفظ واسترجاع الذكريات<< فيزيولوجي>> وهذا ما ذهب إليهريبوالذي قال<< الذاكرة حادثة بيولوجيةبالماهية >> حيث أرجع الذاكرة إلى الجملة العصبية وحدٌد 600مليون خليةعصبية في نظره هي المسؤولية على الحفظ و الاسترجاع بحكم المرونة التي تتصف بها , فمثلها تحتفظ مادة الشمع بما يطبع عليها, كذلك الخلايا العصبية تحتفظ بالأسماءوالصور والأماكن ومن الحجج التي تذمم هذه الأطروحة<< تجارببروكا >> الذي أثبت أن إصابة الدماغ بنزيف يؤدي إلى خلل في الذاكرة, مثل الفتاة التي أصيبت برصاصة في الجدار الأيسر من دماغها أصبحت لا تتذكر ولا تتعرفعلى الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينيها , كما ترتبط هذه الأطروحةبالفيلسوفابن سيناالذي قال << الذاكرة محلها التجويف الأخير من الدماغ >> , ونفس التفسير نجده فيالعصر الحديث عند الفيلسوف الفرنسيديكارتالذي أرجع الذاكرة إلى الجسم وهذا واضح في قوله << تكمن الذاكرة في ثناياالجسم >>
النقــــــد:
هذه الأطروحة نزعت من الذاكرة<الجانب الشعوري >والإنسان عندما يتذكر فإنه يسترجعالماضي بما فيه من مشاعر وانفعالات.
عرض الأطروحة الثانية
يرى أصحابالنظرية النفسية أن الذاكرة تتبع الشعور الذي يربط الحاضر بالماضي وذلك من أجل وشممعالم المستقبل وحجتهم في ذلك أن الذكريات عبارة عن< أفكار , تصورات, حالاتنفسية >, وهي معنوية وليست من طبيعة مادية تعود هذه الأطروحة إلى الفرنسي بركسونالذي قسم الذاكرة إلى قسمين : < ذاكرة حركية >أطلقعليها مصطلح العادة <وذاكرة نفسية > وصفها بأنها ذاكرة حقيقية , وحجته التياستند إليها في ربط الذاكرة بالجانب النفسي أن فاقد الذاكرة يستعيدها تحت تأثيرصدمة نفسية كما يثبت ذلك الواقع , لذلك قال في كتابه:الذاكرة والمادة<< الانفعالات القوية من شأنها أن تعيد إلينا الذكريات التياعتقدنا أنها ضاعت إلى الأبد >>وفسرت هذه النظرية استرجاع بقانون < تداعي الأفكار> حيث[color=black] قال جميل صليب [/COLOR]<< في كل عنصر نفسي ميل إلى استرجاع ذكريات المجموعة النفسيةالتي هو أحد أجزائها >>ومن الأمثلة التوضيحية أنة الأم التي ترى لباسابنها البعيد عنها تسترجع مجموعة من الذكريات الحزينة , وهذا يثبت الطابع النفسيللذاكرة .
النقــــد: النظرية النفسية رغم تبريرها لكيفية استرجاعالذكريات إلا أنها عجزت عن تحديد مكان تواجد الذكريات
التركيب : الفصلفي المشكلــــة
الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والنفسية والاجتماعية , هذا الأخير يساهم في استرجاع الذكريات كما قال هال فاكس<< عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني إلىالتذكر>>ولاكن بشرط سلامة الجملة العصبية<الدماغ> , فقد أكد الأطباء استحالة استرجاع الذكريات دونتدخل الدماغ دون إهمال العوامل النفسية هذا الحل التوفيقي لخصه< دولا كروا >في قوله<< الذاكرة نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص >>
الخاتمة : حل الإشكالية
ومجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظوالاسترجاع ولكن الإشكالية لا ترتبط بمفهوم الذاكرة بل بالأساس الذي يبني عليه , فهناك من ربطها بشروط نفسية وكمخرج للمشكلة نستنتج أن : الذاكرة محصلة لتفاعلالعوامل المادية والاجتماعية والنفسية
الإحساس الإدراك مقالة جدلية حول الإحساس الإدراكبين الظواهرية والقشطالت السؤال يقول : هل الإدراك تجربةذاتية نابعة من الشعور أم محصلة نظام الأشياء ؟
المقدمة : طرحالإشكالية يتعامل ويتفاعل الإنسان مع عالمه الخارجي بما فيه من أشياءمادية وأفراد يشكلون محيطه الاجتماعي , يحاول فهم وتفسير وتأويل ما يحيط به وهذا هوالإدراك , فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما يربط الإدراك بالشعور (الظواهرية ) والأخر بنظام الأشياء (القشتالت ) فالمشكلة المطروحة : هل الإدراك مصدره الشعور أمنظام الأشياء
التحليل : محاولة حل الإشكالية عرضالأطروحة الأولى ترى هذه الأطروحة الظواهرية أن الإدراك يتوقف على تفاعلوانسجام عاملين هما الشعور والشيء المدرك , وحجتهم في ذلك أنه إذا تغير الشعوريتغير بالضرورة الإدراك ومن دعاة هذه الأطروحة هوسرل وهو مؤسس مذهب الظواهرية حيثقال << أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف أخرج وأغير مكاني عن إدراكي لها يتنوع >> وهكذا الإدراك يتغير رغم أن الأشياء ثابتة والإدراك عندهم يكون أوضح منخلال شرطين ( القصدية والمعايشة ) أي كلما اتجه الشعور إلى موضوع ما وإصل به يكونالإدراك أسهل وأسرع وخلاصة هذه الأطروحة عبر عنها ميرلوبونتي بقوله << الإدراك هو الإتصال الحيوي بالعالم الخارجي >>
النقد : من حيثالمضمون الأطروحة بين أيدينا نسبية لأنها ركزت على العوامل الذاتية ولكن الإدراكيحتاج إلى العوامل الموضوعية بنية الشيء وشكله ولذلك نقول إنها نسبية أيضا من حيثالشكل
عرض الأطروحة الثانية ترى هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف علىعامل موضوعي ألا وهو ( الشكل العام للأشياء ) أي صورته وبنيته التي يتميز بهاوحجتهم في ذلك أن تغير الشكل يؤدي بالضرورة التي تغير إدراكنا له وهكذا تعطي هذهالأطروحة الأهمية إلى الصورة الكلية وهي هذا المعني قال بول غيوم* << الإدراكليس تجميعا للإحساسات بل أنه يتم دفعة واحدة >> ومن الأمثلة التي توضح لناأهمية الصورة والشكل أن المثلث ليس مجرد ثلاثة أضلاع بل حقيقية تكمن في الشكلوالصورة التي تكمن عليها الأضلاع ضف إلى ذالك أننا ندرك شكل اٌلإنسان بطريقة أوضحعندما نركز على الوجه ككل بدل التركيز على وضعية العينين والشفتين والأنف وهذهالأطروحة ترى أن هناك قواعد تتحكم في الإدراك من أهمها التشابه ( الإنسان يدركأرقام الهاتف إذا كانت متشابه ) وكذلك قاعدة المصير المشترك إن الجندي المختفي فيالغابة الذي يرتدي اللون الخضر ندركه كجزء من الغابة , وكل ذلك أن الإدراك يعود إلىالعوامل الموضوعية .
النقد: صحيح أن العوامل الموضوعية تساهم فيالإدراك ولكن في غياب الرغبة والاهتمام والانتباه لا يحصل الإدراك , ومنه أطروحةالجاشطالت نسبية شكلا ومضمونا .
التركيب : إن الظواهرية لا تحل لناإشكالية لأن تركيز على الشعور هو تركيز على جانب واحد من الشخصية والحديث على بنيةالأشياء يجعلنا نهمل دور العوامل الذاتية وخاصة الحدس لذلك قال باسكال << إننا ندرك بالقلب أكثر مما ندرك بالعقل >> وكحل الإشكالية نقول الإدراك محصلةلتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية فمن جهة يتكامل العقل معالتجربة الحسية كما قال كانط ومن جهة أخرى يتكامل الشعور مع بنيةالأشياء.
الخاتمة: وخلاصة القول أن الإدراك عملية معقدةينقل الإنسان من المحسوس إلى المجرد فالمحصلة فهم وتفسير وتأويل وقد تبين لنا أنمصدر الإدراك إشكالية اختلفت حولها أراء الفلاسفة وعلماء النفس ويعد استعراضالأطروحتين استخلاص النتائج نصل إلى حل الإشكالية الإدراك محصلة للتفاعلوتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية.
الدرس: الشغل و التنظيم الاقتصادي الإشكال:هل النظام الرأسمالي كفيل بتحقيق حياة اقتصادية مزدهرة أمالنظام الاشتراكي ؟
تختلف النظم الاقتصاديةماضيا باختلاف موقعها من الملكية وما يصل بها من حيث النوع والحقوق و الواجباتفهناك من حيث النوع قسمان ،ملكية فردية وهي التي يكون فيها المالك معنيا ، وملكيةجماعية وهي التي يكون فيها المالك معنويا أي معين في شخص بعينه كالدولة و العشيرة والقبيلة ومن هنا فقد اختلف جمهور الفلاسفة في تحديد النظام الاقتصادي الذي يحققازدهاراً اقتصادياً و بالتالي نتساءل : هل النظام الرأسمالي كفيل بتحقيق حياةاقتصادية مزدهرة أم أن هناك نظاما آخر كفيل بذلك ؟ . يرىأنصار النظام الليبرالي ـ الرأسمالي ـ أن هذا الأخير كفيل بتحقيق حياة اقتصاديةمزدهرة و يستندون في ذلك إلى حجج و براهين بحيث يعتمد على مبادئ تعد الركيزةالأساسية التي يستند إليها في تعامله ومن أهمها الملكية الفردية لوسائل الإنتاج وكذا المنافسة الحرة التي تضمن النوعية و الكمية و الجودة بالإضافة إلى عدم تدخلالدولة في الحياة الاقتصادية و كذلك نجد قانون العرض و الطلب وهو قانون طبيعي يحددالأسعار و الأجور فإذا زاد الطلب قل العرض و العكس ، ومن كل هذا نستنتج أن فلسفةالنظام الرأسمالي تقوم على مسلمة واحدة و أساسية هي أن سبب كل المشاكل الاقتصاديةيرجع إلى تدخل الدولة في تحديد الأسعار و الأجور و الإنتاج ، فلا يزدهر الاقتصادإلاّ إذا تحرر من كل القيود و القوى التي تعيق تطوره وفي هذا يقول آدم سميث أحدمنظري الليبرالية دعه يعمل أتركه يمر)، و إذا كان تدخل الدولة يعمل على تجميد وشلحركة الاقتصاد فإن التنافس الحر بين المنتجين يعتبر الوقود المحرك للآلة الاقتصاديةفالحرية الاقتصادية تفتح آفاقا واسعة للمبادرات الفردية الخلاقة بحيث أن كلالمتعاملين يبذلون قصارى جهدهم لإنتاج ما هو أحسن وأفضل وبكمية أكبر و بتكلفة أقلولا خوف في خضم هذا النشاط على حركة الأجور و الأسعار لأن قانون العرض و الطلب يقومبتنظيم هاتين الحركتين و في هذا يرى آدم سميث أن سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفةزائد ربح معقول ، لكن إذا حدث بسبب ندرة بضاعة معينة أن ارتفع سعر بضاعة ما فوقسعرها الطبيعي فإن هذه البضاعة تصبح مربحة في السوق الأمر الذي يؤدي بمنتجيها إلىالمزيد من إنتاجها فيرتفع العرض و هذا يؤدي بدوره إلى انخفاض ثمنها و إذا زاد العرضعن الطلب بالنسبة لسلعة ما فإن منتجيها يتوقفون عن إنتاجها أو يقللون منه لأنها غيرمربحة و هذا يؤدي آليا إلى انخفاض العرض ومن ثمة ارتفاع الأسعار من جديد يقول آدمسميث إن كل بضاعة معروضة في السوق تتناسب من تلقاء نفسها بصفة طبيعية مع الطلبالفعلي ) ، وما يميز هذا النظام أنه لا يتسامح مع الضعفاء و المتهاونين والمتكاسلين، و الملكية الخاصة و حب الناس للثروة هو الحافز الأول و الأساسي للإنتاج ، لذلكفإن أكثر الناس حرصا على السير الحسن للعمل لأية وحدة إنتاجية هو مالكها ، بالإضافةإلى أن هذا النظام يحقق نوعا من العدالة الاجتماعية على أساس أنه ليس من المعقولومن العدل أن يحرم الفرد حيازته على شيء شقا وتعب كثيراً من أجله ، فبأي حق نمنعفردا من امتلاك ثمرة عمله وجهده ؟ . أن قيمة النظامالرأسمالي إذا نظرنا إليها من زاوية النجاح الاقتصادي لا يمكن أن توضع موضع الشك والتقدم الصناعي و التكنولوجي و العلمي الذي حققته الدول الرأسمالية دليل على ذلك ،ولكن هذا الرأي لم يصمد للنقد وذلك من خلال الانتقادات التي وجهها الاشتراكيونبقيادة كارل ماكس التي يمكن تلخيصها فيما يلي : أولاها أن النظام الرأسمالي لاإنساني لأنه يعتبر الإنسان مجرد سلعة كباقي السلع وثانيها أن النظام الرأسمالي يكثرمن التوترات والحروب من أجل بيع أسلحته التي تعتبر سلعة مربحة و الدليل على هذا دولالعالم الثالث وفي هذا يقول جوريسكا إن الرأسمالي تحمل الحروب كما يحمل السحابالمطر) ، كذلك يقول تشومبيتر الرأسمالية مذهب وجد ليدمر) ، وثالثها أن النظامالرأسمالي أدى إلى ظهور الطبقية ـ برجوازية وكادحة ـ كما أه نظام لا يعرف فيهالإنسان الاستقرار النفسي بسبب طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي كما أن هذاالنظام أدى إلى ظهور الإمبريالية العالمية بالإضافة إلى أنه يوجد ظاهرة البطالةوكذا التمييز العنصري في شكل لا يعرف حداً وهذا النظام بدوره يقضي على الرأسماليينالصغار ، وأخيرا فإنه لا يوجد تناسب فيما يخص الأجور وساعات العمل يقول ماركس إنالرأسمالية تحمل في طياتها بذور فنائها) . وعلى عكس الرأيالسابق نجد أنصار النظام الاشتراكي الذي ظهر على أنقاض الرأسمالية وأهم رواده كارلماكس وزميله انجلز في كتابه ـ رأس المال ـ ويرى ماركس أن المادية الجدلية هي المحركالأساسي للتاريخ فالنظام الاشتراكي يسعى من خلال توطين الشروط المادية إلى تحقيقالعدالة الاجتماعية وحياة اقتصادية مزدهرة وهذا من خلال مبادئ و أسس أهمها : الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ـ الأرض لمن يزرعها والمصانع للعمال ـ وكذلكالتخطيط المركزي بالإضافة إلى اعتماد نظام التعاونيات في الإطار الفلاحي وفتحالمجال أمام النشاط النقابي لحماية حقوق العمال وحل مشكلة فائض الإنتاج والصراعالطبقي وكذا اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص ، فالنظام الاشتراكي يعتمد كلية على الملكيةالجماعية لوسائل الإنتاج وذلك للقضاء على الظلم و استغلال الإنسان لأخيه الإنسانوبث الروح الجماعية والمسؤولية الجماعية في العمل وتعتبر الدولة هي الرأس المدبر والمخطط الأول و الأخير وهذا للقضاء على التنافس الذي يؤدي إلى الصراع وتحكم الفئةالثرية في المؤسسات الاقتصادية بحكم تعارض المصالح كما فتحت الدولة المجال أمامنظام النقابات وذلك لحماية حقوق العمال وللاشتراكية صور متعددة ما هو شبيهبالرأسمالية ومنها من يقترب من النظام الشيوعي ومنها ما هو وسط بين الطرفين . لاشك أن النظام الاشتراكي استفاد من بعض عيوب الرأسماليةلكنه لم يستفد من نقاطه أو جوانبه الإيجابية بل رفضه جملة وتفصيلاً وهذا الخطأ الذيارتكبه المنظرون الاشتراكيون ضف إلى ذلك أنه بالرغم من الغايات الإنسانية التي يسعىإليها النظام الاشتراكي فقد أوجد جملة من السلبيات أهمها أنه فشل في إيجاد حلوللظاهرة التسيب و الإهمال و اللامبالاة وروح الاتكال كذلك أنه أوجد نوعا من التسييرالبيروقراطي الإداري بالإضافة إلى ظهور المحسوبية و الرشوة وضعف الإنتاج في ظل غيابالمنافسة وكثرة البطالة هذا بالإضافة إلى الخيال النظري الشيوعي الذي أدى إلى سوءتقدير الواقع و النتائج الاقتصادية ، كما أن توجه الدول الاشتراكية في انتهاج سياسةاقتصاد السوق و الانفتاح على العالم وهذا ما يؤكده الواقع المعاش ـ الجزائر ـ . إن النظامين الاقتصاديين السابقين وإن اختلفا في المبادئو الغايات الاقتصادية إلاّ أنهما مع ذلك لهما أساس علمي واحد يجمع بينهما فكلاهماينظر للحياة الاقتصادية نظرة مادية ويقيمها على شروط موضوعية وهذا لا يعني أنهماتجردا من القيم الإنسانية ، غير أن فلسفة الاقتصاد في الإسلام تنظر إلى الحياةالاقتصادية نظرة أكثر شمولاً و تعتني بالنواحي الإنسانية عناية خاصة فقد تضمنتفلسفة الاقتصاد في الإسلام مبادئ وقواعد عامة لتنظيم الحياة الاقتصادية تنظيماأخلاقيا من أجل تحقيق حياة متوازنة بين الفرد و المجتمع وعلى هذا الأساس منحتمن عمر أرضا ليست لأحد فهو أحق بها )، وقولهrالإنسان الحرية من الملكية لقولهأيضاً من أحي أرضا ميتة فهي له)، ولكن قيدها بالمصلحة العامة حتى لا تكون أداةلاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وجعلها ملكية نسبية(حيث كل شيء لله)، هذا من جهةومن جهة أخرى فإن الإسلام حرم كل أنواع الربا و الغش و الاحتكار وكل ضروب الاستغلال . وفي الأخير وكحوصلة لما سبق فإن الاقتصاد الحر لا يحققلا الحياة المزدهرة ولا العدالة الاجتماعية لأنها منبع المصائب والأزمات أماالاشتراكية فإنها رغم فضحها لعيوب الرأسمالية لم يتسن لها تحقيق روح العدل ومن هنافالنظام الذي يحقق الحياة المزدهرة إنما هو النظام الذي يجمع بين عنصري الاقتصاد والأخلاق في آن واحد ألا وهو النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يجعل من المال كوسيلةوليس كغاية يقول تعالى المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خيرعند ربك ثوابا وخير أملا )
مقال فلسفي: بناء المقال- المقدمة: يحتاج الإنسان ليتفاعل مع العالم الخارجي إلى إدراكه وفهمه أيمعرفته وهذه المعرفة تحتاج أدوات أو ما نسميه بمصدر المعرفة وفي تحديد المصدرإختلفة الآراء والمتجادلة بين المذاهب المختلفة فهناك من إعتبر التجربة الحسية أساستنبع منه المعرفة، فهل يمكن الوثوق بها واعتبارها مصدرا وحيدا؟ محاولة حلالإشكال: عرض الموقف المتجادلة في مصدر المعرفة. القضية: التجربة الحسيةهي أساس كل معرفة فلا وجود لمعارف عقلية بالفطرة، هذا ما دهب إليه التجريبيون أمثال "جون لوك، مل بيكون، دافيد هيوم" المبرر: يولد العقل صفحة بيضاء لا تردأ معارفالطفل إلى بعد إحتكاكه بالعالم الخارجي. النقيض: ولكن الحواس معرضة للخطأ فهيأحيانا بمعارف خاطأ.
نقيض القضية: العقل وحده أساس لكل معرفة هذا ما ذهبغليه أصحاب المذهب العقلي "ديكارت، مال مال برونش، بيسنوزا" الحجة: العقل يملكمعارف قبلية مثل المبدأ البديهيات كما هو الشيء في البديهيات الرياضية. النقيض: ولكن من أين للعقل هذه المعارف إدا لم تكن التجربةمصدرها.
التركيب: تعتمد المعرفة في تحصيلها على كل من التجربة والعقل فهيتركيبة وهذا ما يمثله الموقف النقدي "إمانوال كانت".
الخاتمة: ما يهمالإنسان في علاقاته بالعالم الخارجي هو فهمه وإدراكه سواء كان هذا الفهم بالحواس أوبالتجربة أو بيهما معا، المهم أن تكون قائمة على أسس منطقية سواء توافقة مع الواقعأو مع مبدأ العقل.
مقالة مقارنة : السؤال الفلسفي و السؤال العلمي موضوع السؤال .قارن بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي .
الطريقة المقارنة -i طرح المشكلة. مما لا شك فيه أن المعرفة لا تحصلحقيقة إلا بوجود عقل يفكر , و علامة التفكير أنه يتساءل حول ما يشغله كإنسان منقضايا كالحرية ، و كذلك حول ما يحيط به من ظواهر الطبيعة . و بذلك نكون أمام نمطينمن الأسئلة : السؤال الفلسفي ذو الطبيعة العقلية و السؤال العلمي ذو الطبيعة الحسية . مما يدفعنا للتساؤل عن طبيعة العلاقة بينهما ؟رغم اختلاف طبيعتهما . i i- التحليل * أوجهالاختلاف. 1 من حيث طبيعة الموضوع , السؤال العلمي مجالهالحسي المادي (فيزيقا) أما السؤال الفلسفي فمجاله المعقول (الميتافزيقا) 2_من حيث التخصص... مثلا السؤال العلمي محدودوجزئي (التخصص) لأنه يتعلق بظاهرة معينة .(سقوط الأجسام) السؤال الفلسفي كلي شامل لأنه يتعلق بقضية عامة (الحريةمثلا) السؤال العلمي يستعمل التقدير الكمي (لغة الرياضيات) مثل ماهي قوة الجاذبية ؟ السؤال الفلسفي يستعمل لغة خاصة (الألفاظ الفلسفية كمفهوم الحد و مفهوم الاستقراء ..) 3_ المنهج....السؤال العلمي منهجه تجريبي استقرائي . أماالسؤال الفلسفي فمنهجه عقلي تأملي . 4_ الهدف....السؤالالعلمي يهدف إلى الوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانين . أما السؤال الفلسفي فيهدف الوصول إلى حقائق و تصورات غالبا ما تكون متباينةبتباين المواقف وتعدد المذاهب 5_المبادئ.....السؤال العلميينطلق من التسليم بالمبادئ قبل التجربة مثل مبدأ السببية و الحتمية بينما السؤال الفلسفي ينطلق من التسليم بمبادئ و مسلمات بعد البحث مثلمسلمات الذهب العقلي و المذهب التجريبي . *أوجه الاتفاق ..... كلاهما سبيل المعرفة و يساهم في المنتوج الثقافي و الحضاري . و أنهما ينبعانمن الشخص الذي يتمتع بالحس الإشكالي . و بذلك كلاهما يثيرالفضول ويدفعا إلى البحث نتيجة الحرج والحيرة الناتجة عن الشعور بوجود مشكلة . و بذلك تكون صيغته كلاهما استفهامية . مثل تساؤل نيوتنحول سقوط الأجسام و تساؤل ديكارت عن أساس المعرفة . كلاهماينفرد بموضوع ومنهج و هدف تفرضه طبيعة الموضوع . كلاهمايعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة . * مواطن التداخل :السؤال العلمي نشأ في رحم السؤال الفلسفي لأن هذا الأخير هو الذي عبر عن حيرةالإنسان تجاه الوجود و مصيره بعد الموت و بعدها انشغل بالظواهر الطبيعية و كيفيةحدوثها .أي أن الحيرة الفلسفية تولدت عنها الحيرة العلمية . حيث يقول أوغست كونت أنالفكر البشري مر بثلاث مراحل الرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلةالعلمية . إذن السؤال الفلسفي يخدم السؤالالعلمي والسؤال العلمي بدوره ينتهي إلى قضايا قد تثيرتساؤلات فلسفية مثل التساؤل عن تفسير النشاط الحيوي هل يكون على أساسالآلية(الحتمية) أو الغائية ؟ إذن السؤال العلمي يخدم السؤال الفلسفي . فطبيعة العلاقة بينهما علاقة تداخل وتكامل وتلاحم . iii - لخاتمة : حل المشكل رغم مايوحي به مظهر الاختلاف من تباين قد يجعل البعض يتسرع في الحكم على العلاقة بينهما ،فقد تبين لنا بعد التحليل أن كل من السؤالين لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلةدوما لا تنقطع فهناك تواصل مفتوح لا نهائي بينهما.