قال الله تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32
المكان ~ »
محل تجاري لبيع الملابس
الأشخاص ~ »
رجل ( المحاسب)
سيدة تبتاع ما يلزمها.
انتقت السيدة ما راق لها وتوجهت نحو المحاسب لتدفع ثمن ما تريد.
- السيدة :كم سعرها لو سمحت ؟
- الرجل : ثلاثين ريال .
- السيدة :
مو كأنها غالية شوي .
- الرجل: لا . هذا سعرها.
- السيدة - بدلع- : والله غالية.
- الرجل: الغالي للغاليين.
السيدة- تبتسم بغرور- : لا.لا. لازم تنزل من سعرها عشان أشتري قطعة ثانية. أناوحدة من زبوناتك. وبجيب اختي وصديقاتي لمحلك .
- الرجل: ياهلا .ياهلا بك وبكل من معك.الظاهر إنك ساكنة قريب من هنا..!
- السيدة: إيه أسكن بالشارع المقابل .. ودآيم أنا عند محلك .. هاوش قلت بتنزل لي سعرها ولا ؟؟
- الرجل: والله إني بنزل سعرها لأجل عيونك.
- السيدة: ها ها ها
- الرجل: لكن لازم ترجعي لنا .
- السيدة: أكيد. حنا ما نستغني عن بضاعتك.
- الرجل:
وأنا ما أستغني عن خفة دمك ونور وجودك؟؟!!
المشهد السابق كثيرا ما يتكرر في المحلات التجارية.وقد تجري أحداثه بقصد أو دون قصد.
فقد تدخل المرأة لتشتري حاجاتها معتقدة أن تخفيض السعر مهارة تتقنها النساء المحنكات الذكيات
اللواتي يوفرن المال ويدخرنه لتأمين ما يلزم بيوتهن وللتخفيف على الزوج من باب حسن التدبير.
لكن الطرف المقابل لا يرى في هذا مهارة بل استدعاءً لمهارته في جذبها فيعمد إلى نسج شباكه حولها بدقة تقع هي فريسة في حين تظن أنها امرأة مدبرة لبقة.
صدقيني يا أختي ما من رجل إلا ويقع خضوع المرأة في نفسه موقعاَ.
وللخضوع أشكال لكن أخطرها الخضوع بالقول لأنه مدخل إلى باقي الأنواع.وقد نبهنا الله العليم بما في النفوس وما جبلت عليه إلى هذه النقطة فحذرنا منها بل ونهانا عنها( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32
إنه خطاب واضح صريح احتوى النهي عن فعل يترتب عليه تداعيات شتى.
خضوع المرأة وتكسرها ولين حديثها مع الرجل الأجنبي فيقع في نفسه وقلبه أفكار ومشاعر نحوها وتثير فضوله للتقدم إليها خطوات وتطوير ماهو في نظرك صغير ليصبح كبيرا محظورا.
فيعمد هذا الذي في قلبه مرض إلى بناء الآمال والصور والخيالات ويتعدى ذلك إلى اغتنام الفرص
والمبادرة لكسب ودك وليس ذلك إلا لحاجة في نفسه هي اختراق أسوارك وانتهاك حرمك الآمن وخصوصيتك الغالية.كل هذا يعتمل في نفسه وأنت ببراءتك لا تلتفتين بل تهتمين بدراهم بخسة توفرينها لكن المقابل غال وثمين.
امرأتان , أختان واقفتان على بعد تريدان بلوغ الماء يمنعهما الازدحام .
- الرجل ما خطبكما؟)
- المرأتان لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير )القصص : 23
انظري أختي وتفكري في هذا الخطاب المقتضب المباشر الذي لا تورية فيه ولا مواربة.
سؤال واضح حاد: ما خطبكما؟لم يقل ماذا هناك؟ لماذا أنتما هنا؟ أعانكما الله على المشقة والعناء!فهو إن قال غير ما قال سوف يفتح المجال أمامه وأمامهما لحوار لن يفضي إلا إلى كلام زائد لا مبرر له ليفتح بابا للشيطان.
لكن انظري إلى جواب الفتاتين:
( لا نسقي حتى يصدر الرعاء)
نحن ننتظر الرجال ليحصلوا على الماء فلا نزاحمهم ولا نخالطهم.
لكنهما استطردتا ( وأبونا شيخ كبير) فبينتا له سبب وجودهما في مقام غير مقامهما إلا أن الحاجة أباحت لهما ذلك.
بعد ذلك سقى لهما وعادتا إلى ابيهما تحدثانه بما جرى عند البئر.
وبينما هو جالس يسبح الله ويحمده ( جاءته إحداهما تمشي على استحياء)
نعم.بحياء فهذا هو سمت المؤمنة العفيفة .الحياء والعفة اللذان يصونان عزتها ويحفظان شرفها.
(قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) القصص: 25
(إن أبي يدعوك)لكنها لم تتوقف عند هذا كي لا تفتح له المجال لطرح الأسئلة.لماذا؟ وأينأبوك؟ أين تسكنين؟ أين أختك الأخرى؟
بل أتبعت الخطاب مباشرة (ليجزيك أجر ما سقيت لنا)لقد أبدت السبب الصريح لتقطع عليه التساؤلات والتخمينات التي لا مبرر لها ولا مناسبة.
هذا هو الأدب القرآني في التوجيه والتربية.هذه هي الحساسية والشفافية في توضيح الصور والأبعاد النفسية التي تترتب عليها.
هو رجل في نفسه ما فيها من حب فطري وميل نحو المرأة , وهي كذالك
لكن الضوابط تهذب ذلك الميل وتلك الفطرة وتخط لهما الطريق السليم لتسير فيه وتكون بما يرضي الله ويهدئ النفوس ويريح الضمائر.
رسالة
أختاه ~ »
لم يفت الوقت بعد.عند دخولك مكانا عاما حددي عباراتك واضبطيها مختصرة ملتزمة.
لا تخضعي ابدا. إذا ناسبك الثمن فاشتري وإذا لم يناسبك فدعيه وانتقلي إلى مكان آخر راجية وجه الله تعالى .كوني على يقين أن ما كان لله وفقك الله فيه وآتاك ثمره وسهل لك خيره.
ربي يجزيك الفردوس يا بسمة أمل أخمدتي النار التي كانت بداخلي فالبارحة فقط وعندما كنت أتسوق تكررت أمامي هذه المناظر مرات عدة بحيث لا تخلوا من أي محل الا من رحم ربك تمنيت لو تصل هذه الرسائل الى أسماع الجميع عسى أن توقض في نفوسهم شيئا من النخوة