الابتسامة
( مدخل )
يقول المتنبي:
بأدنى ابتسام منك تحيا الجوارح **** وتقوى من القلب الضعيف الجوانح
أخي الغالي
الابتسامة إحدى لغات الجسد ، وهي تلك اللغة التي يفهما الآخرين عامة إنها إحدى لغات الجسد ، ووسيلة من وسائل الاتصال لدى البشر .
لذا كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تبسماً , قال جرير بن عبد الله البجلي- رضي الله عنه (( ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي )) , بل ورد عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: (( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
بل الأعجب من ذلك (( وتبسمك في وجه أخيك صدقة )) .
أخي الغالي
لماذا لا نبتسم إذا علمنا أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة عند الله .
لماذا لا نبتسم إذا علمنا أن للابتسامة تأثير في الشفاء كما قال بذلك بعض
الأطباء بل تريح الجسم من الإجهاد والآلام بواسطة إفراز هرمون
(الأندروفين) .
لماذا لا نبتسم إذا علمنا أن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب
أخيك المسلم , والابتسامة قد تدخل السرور على قلب أخيك المسلم .
لماذا لا نبتسم والمؤمن أمره كله خير إن أصابته ضراء صبر , وإن أصابته سراء شكر , ففي كلا الحالتين مأجور .
وصـــرتُ أحيا نعــيمَ الروحِ مبتسماً **** في المرِّ والحلوِ أبدي الصبرَ والشكرا
فلســـتُ أقنـــطُ مــن بــؤسٍ أمـــرُّ به **** ولســــــتُ أبــــطرُ من بِـــشرٍ إذا مرّا
انظر لكل شيء جميل , انظر للشمس كيف تضيء للناس بأشعتها !؟ , انظر للقمر
في الظلام الدامس كيف يجذبك !؟ , انظر للزهور صباح كل يوم وكيف تستقبل ذاك
اليوم !؟ , وانظر إلى العصافير وتغنى معها بزقزقتها , وانظر للطفل الصغير
كيف تجذبك ابتسامته .
أخي الغالي
دعني أسئلك سؤالاً
هل التقطيب والعبوس والتجهم التي هي من صفات التعساء , هل هي ستغير من وضعك !؟ أم تحل مشاكلك !؟ أم ماذا ؟
إن التقطيب والعبوس والتجهم يزيد الآخرين منك نفرة , بل وتؤدي بك إلى
الكآبة بل وأحياناً إلى الانتحار , وهذا التقطيب والعبوس يدل على ما في
نفسك من هم تحمله .
إن بعض
العظماء تجده يحمل هم أمّة يعمل بلا ملل ويسهر بلا تعب ويكافح ويناضل من
أجل هدف يبتغيه , وتجد أمامه العقبات ومع ذلك تجده مبتسماً , وكأنه لا
يحمل هماً , ومن أولئك نيلسون مانديلا , حيث " كان
لمانديلا ابتسامة كالشمس التي تشرق على يومٍ غائِم، وكان يتمتع بجسم
رياضي، فهو يشبه الملاكم الشهير محمد علي كلاي، وهذه سمة القادة، ولقد فطن
مانديلا إلى حقيقة أن المظهر قد يساعده على الوصول إلى أهدافه. في الماضي
كان أنيقًًا في حُلَّته، واليوم توحي قمصانه بأنه الجدّ المرح لإفريقيا
الحديثة.
في العام 1994 كان مانديلا يخوض معركة انتخابية، وكان يعلم وقتها أن
المظهر مهمّ بقدر الجوهر. لم يكن يومًا خطيبًا مفوهًا، لذا كان يستعيض عن
الحديث بالحركات المعبرة، وكان الناس يفهمون ذلك. لكن ما كان يميزه بشدة
ابتسامته العريضة الساحرة، التي زيّنت غلاف مجلة "تايم" الأمريكية منذ
أيام.
هذه الابتسامة كانت ترمز عند سكان جنوب إفريقيا البيض إلى أنه لين الجانب،
ولطيف معهم، ولا يُخفي لهم حقدًا . أما في حملاته الانتخابية فكانت صوره
كلها تتركز على تلك الابتسامة .
" هكذا قال عنه رئيس تحرير مجلة تايم الأمريكية، ريتشارد ستينجل، الذي عمل
معه في التسعينات لمدة عامين أثناء كتابة سيرته الذاتية، والتي أتت بعنوان
"رحلتي الطويلة من أجل الحرية " .
أخي الغالي
إن
الابتسامة الصادقة يبقى صداها وآثرها , ويستغرق وقتها لمحةَ بصر , وهي
تزيدك جمالاً عند الآخرين , وتشعرهم بالسعادة , إنها كنز رخيص ضيعه كثير
منا .
فهل حاولت أن تربي نفسك على الابتسامة الصادقة , النابعة من حس صادق ,
بعيداً عن تلك الابتسامات الزائفة والخادعة والماكرة واليائسة , تلك
الابتسامات التي يخدع بها المغلفون الآخرين .
قالوا عن الإبتسامة
" إن أحببت أن يكثر الثناء عليك من الناس بغير نائل فالقهم ببشر حسن "
أبو جعفر المنصور
قيل للعتابي إنك تلقى الناس كلهم بالبشر ! قال : " دفع ضغينة بأيسر مؤونة , واكتساب إخوان بأيسر مبذول "
" وما اكتسب المحامد حامدوها **** بمثل البشر والوجه الطليق "
محمد بن حازم
"
تدرّب على الابتسامة، وكن جاهزاً لتضحك باعتدال، فتبسّمك في وجه أخيك
صدقة، والبسمة تصنع في قلبك وحياتك الكثير، خصوصاً إذا كانت ابتسامة
حقيقية يتواطأ فيها القلب مع حركة الوجه والشفتين، وليست ابتسامة
ميكانيكية. "
د.سلمان العودة
" لقد أكسبتني ابتسامتي مليون دولار "
شواب
" إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي أن يفتح متجراً "
مثل صيني
" حاول
أن تبتسم , واحرص أن تكون الابتسامة طبيعية غير متكلفة , وإذا لم تستطع
فتصنّع الابتسامة حتى تتعود عليها ..., استمر في الابتسامة دقيقة أو
دقيقتين , ترى كيف يكون شعورك عندما تنظر إلى نفسك في المرآة وأنت تبتسم ؟
"
د.علي الحمادي
------
ابتسم مع إيليا أبو ماضي
قـال السمـاء كئيبـة وتجهـمـا
قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
قال الصبا ولى فقلت لـه ابتسـم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال التي كانت سمائي في الهـوى
صارت لنفسي في الغـرام جهنمـا
خانـت عهـودي بعدمـا ملكتـهـا
قلبي فكيف أطيـق أن أتبسمـا
قلت ابتسم و اطرب فلـو قارنتهـا
لقضيـت عمـرك كـلـه متألـمـا
قال التجارة فـي صـراع هائـل
مثل المسافـر كـاد يقتلـه الظمـا
أو غــادة مسلـولـة محتـاجـة
لدم و تنفث كلمـا لهثـت دمـا
قلت ابتسم ما أنـت جالـب دائهـا
وشفائهـا, فـإذا ابتسمـت فربمـا
أيكون غيرك مجرما و تبيـت فـي
وجل كأنك أنت صرت المجرمـا
قال العدى حولي علـت صيحاتهـم
أَأُسر و الأعداء حولي في الحمـى
قلت ابتسم لـم يطلبـوك بذمهـم
لو لم تكن منهم أجـل و أعظمـا
قال المواسـم قـد بـدت أعلامهـا
و تعرضت لي في الملابس و الدمى
وعلـي للأحبـاب فــرض لازم
لكـن كفـي ليـس تملـك درهمـا
قلت ابتسم يكفيك أنـك لـم تـزل
حيا, و لست مـن الأحبـة معدمـا
قـال الليالـي جرعتنـي علقـمـا
قلت ابتسم و لئن جرعـت العلقمـا
فلعـل غـيـرك إن رآك مرنـمـا
طـرح الكآبـة جانبـا و ترنـمـا
أتُـراك تغنـم بالتـبـرم درهـمـا
أم أنت تخسر بالبشاشـة مغنمـا
يا صاح لا خطر على شفتيـك أن
تتثلمـا و الـوجـه أن يتحطـمـا
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
متلاطم و لـذا نحـب الأنجمـا
قال البشاشـة ليـس تسعـد كائنـا
يأتي إلى الدنيـا و يذهـب مرغمـا
قلت ابتسم مـادام بينـك و الـردى
شبـر فإنـك بعـد لـن تتبسـمـا