ذهب أحد مديري الانشاءات الى موقع من المواقع حيث كان العمال يقومون بتشييد أحد المباني الضخمة في فرنسا ، واقترب من أحد العمال وسأله : ماذا تفعل؟ فرد عليه العامل بطريقة عصبية وقال: أقوم بتكسير الأحجار الصلبة بهذه الآلات البدائية ، وأقوم بترتيبها كما قال لي رئيس العمل. وأتصبب عرقا في هذا الحر الشديد ، وهذا عمل متعب للغاية ، ويسبب لي الضيق من الحياة بأكملها
وتركه مدير الانشاءات وذهب الى عامل آخر وسأله نفس السؤال ، وكان رد العامل الثاني : أنا أقوم بتشكيل هذه الأحجار الى قطع يمكن استعمالها ، وبعد ذلك تجمع الأحجار حسب تخطيطات المهندس المعماري ، وهو عمل متعب وأحيانا يصيبني الملل منه، ولكني أكسب منه قوت عيشي أنا وزوجتي وأولادي، وهذا عندي أفضل من أن أظل بدون عمل
وذهب مدير الانشاءات الى عامل ثالث وسأله أيضا عما يعمله فرد عليه قائلا وهو يشير الى أعلى : الا ترى بنفسك ، اني أقوم ببناء ناطحة سحاب.
من هذه الاجابات نرى أن العمال الثلاثة رغم أنهم كانوا يقومون بنفس العمل الا أن نظرتهم تجاهه كانت مختلفة تماما
والآن دعني أسألك بعض الأسئلة:
1- هل تحب الناس أن يكونوا حولك؟
2- هل تثق في الناس بنفس الدرجة التي تحب أن يثقوا هم فيك بها؟
3- هل تحكم على الآخرين بسرعة؟
4- هل تتحمل مسئولية أخطائك؟ أو أنك تلوم الآخرين؟
5- هل لديك القدرة على الابتسام بسهولة؟
6- هل لديك القدرة على المزاح وعلى تقبله؟
ان اجاباتك على هذه الأسئلة ستحدد نظرتك تجاه الأشياء ولكن ما هو تعريف النظرة تجاه الأشياء..وما هو مصدرها؟ وهل من الممكن تغييرها؟
ان النظرة تجاه الأشياء هي غاية في الأهمية ، وهي الاختلاف الذي يؤدي الى التباين في النتائج ، وهي مفتاح للسعادة، وهي الوصفة السرية وراء نجاح القادة والعظماء.
واذا تناولنا الحديث عن مصدر نظرتنا تجاه الأشياء فانها تنبع من اعتقاداتنا ، فاذا كنت مقتنعا بعملك فكيف ستكون نظرتك له ؟ ان نظرتنا تجاه الأشياء هي أساسا نتيجة اعتقاداتنا ، وهذا ينقلنا للاجابة على السؤال الثالث وهو هل من الممكن تغيير نظرتنا تجاه الأشياء؟ والاجابة هي نعم.
وحتى يكون لدينا نظرة سليمة تجاه الأشياء يجب علينا أن نتفادى السلبيات الخمس التالية:
.اللوم :
كثيرا ما نسمع الناس يتلاومون ، يلومون ابائهم ورؤساهم ، وبعض الناس يلقون اللوم على حالة الطقس لتبرير شعورهم وأحساسهم، . فابعد نهج اللوم من حياتك وأبدأ بالبحث عن الطرق التي تستطيع أن تحسن بها ظروف حياتك.
المقارنة:
نحن نميل عادة لمقارنة أنفسنا بالآخرين ، ونكون دائما الخاسرين في تلك المقارنات، حيث أن المقارنة تقوم على الأشياء التي نفتقدها وتكون عند الآخرين ، واذا كان لا بد من المقارنة فقم بها ولكن عليك أن تقارن بين حالتك الآن وحالتك التي من الممكن أن تكون عليها في المستقبل ، وعليك أن تسأل نفسك عن الطريقة التي يمكنك بها تحسين ظروف حياتك ، وعليك بالتركيز على قدراتك الشخصية وتطويرها ، وتذكر أن كل شخص يمتاز عن الآخرين ولو بشيء واحد على الأقل.
العيش مع الماضي:
اذا كنت تعيش مع الماضي فهذا ما ستكون عليه حياتك تماما في الحاضر والمستقبل. فالعيش مع الماضي هي سبب أساسي للفشل ، حيث أن الماضي قد انتهى الى الأبد ، ويمكننا فقط أن نتعلم منه ونستفيد من المعرفة التي اكتسبناها ومن الدروس التي مرت بنا وذلك بهدف تحسين ظروف حياتنا .
النقد:
قبل أن تقوم بتوجيه النقد الى أي شخص عليك أن تتنفس بعمق وتقوم بالعد العكسي من عشرة الى واحد لاطلاق سراح أي توتر . وعليك أن تقوم بالتفكير في ثلاث ميزات في هذا الشخص، وركز انتباهك على نقاط القوة فيه بدلا من نقاط الضعف، وكن لطيفا في معاملته.
ظاهرة ال (أنا) :
قامت احدى شركات التليفون في نييورك بدراسة لمعرفة أكثر كلمة متداولة في الأحاديث التليفونية، وتوصلت هذه الدراسة الى أنه بين (5000) مكالمة كان هناك (3990) مكالمة استخدمت فيها مرات عديدة كلمة أنا مثل : أنا نفسي، أنا شخصيا، ...
اذا اردت ان يسخروا منك الآخرين أو يتحاشوا الحديث معك فعليك فقط أن تتحدث دائما عن نفسك، وهناك مثل قديم يقول ، حدث الناس عن نفسك سيستمعون لك ، حدثهم عن أنفسهم سيحبونك، لذلك عليك أن تقلل من استعمال كلمة أنا وكن كريما في استعمال كلمة أنت.
والآن اليك هذه المبادئ السته التي ستساعدك لكي تكون نظرتك للأشياء سليمة.