قد يستطيع العرب استيراد السلاح من جهة أو أخرى كى يستردوا حقهم الضائع .. ويداووا جراحاتهم الغائرة ..
ولكنهم لو أداروا ظهورهم لله ثم جمعوا سلاح المشرق والمغرب ..
فلن يدركوا به إلا ذل الدهر وخذلان الأبد !!
ولن يغنى عنهم أن يعطف عليهم هذا الفريق .. أو يشد أزرهم ذلك الفريق ..
"أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور (20)"
(الملك)
ليس أمام العرب إلا طريق فذ لتطهير أرضهم .. وطرد عدوهم واستعادة النضرة إلى وجوه كساها الهوان ..
هذا الطريق هو العودة إلى الإسلام ظاهرا وباطنا .. وترسم خطا السلف الأول فى صدق الإيمان وحسن العمل ..
لقد اختار الله العرب ليحملوا أمانات الوحى بعد أن عبث بها بنو إسرائيل ..
فإذا استهان العرب بهذا الاختيار الإلهى .. وقرروا أن يدعوا العمل بالإسلام .. وأن يتركوا الدعوة إليه ..
ورأوا أن يلتحقوا أذنابا لقوى الشر العالمي ..
هيهات .. هيهات أن يفلتوا من عقبى هذا الارتداد الخسيس .. وتلك الخيانة الفاجرة ..!!
إنهم لن يجنوا من هذا المسلك إلا خيبة السعى وضياع الجهد ..
إن الله لا يترك الناقضين لعهوده يمرون بسلام ..
أهون ما يلقونه أن يغلبهم ذباب الأرض وإخوان القردة .. وذلك هو حصاد الغرور ..
أما طريق الشرف والكرامة فأساسه أن يعرف العرب:
بم كانوا أمة ..؟
وكيف صار لهم فى التاريخ الإنسانى وجود ..؟
لقد طفر الإسلام بهم طفرة رحيبة الآماد .. ونقلهم من عصابات همل إلى رواد حضارة ..
ومن أحلاس شهوات إلى قادة هدى وبر .. وأصحاب صلاة وزكاة ..!!
فهل جزاء الإسلام الذى رفع قدرهم أن يأبوا النسبة إليه .. وأن يرفضوا إنفاذ أحكامه وإعلاء شرائعه ؟!!!
ليس للنصر إلا طريق واحد ..
أن يعلن العرب إسلامهم .. وأن ينعشوا بروح الإيمان ما مات من أحوالهم وأعمالهم ..
وأن يسلموا وجوههم لله ثم يمسوا بأصابعهم أى شىء فى متناول اليد فسوف يتحول إلى أداة نصر ومفتاح نجاة ..!!
من أراد رضاي أردت ما يريد .. ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد ..
إن الذي يعتمد على الله لا تهمه قوة ..
لأن الله يملك قوة لا تضاهيها قوة ..
أما كل من يعتمد على غير الله .. فقد اعتمد على خيوط العنكبوت ..
"مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا
وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41)"
(العنكبوت)
لقد أقبل بنو إسرائيل يحادون الله ورسوله .. ويريدون بناء مملكة للتوراة والتلمود على أنقاضنا !!
ولقد أعانهم على إدراك مآربهم خصوم الحق والإنسانية .. وورثة العداوة والبغضاء من أحفاد الصليبيين وبعض المتمسلمين ..
وها هم رهبان الليل فرسان النهار يجاهدون أعداء الله .. وينكسوا أماني بنى إسرائيل فى أرض الميعاد ..
ليؤكدوا للقرون الباقية من عمر الدنيا أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تفن ولن تفنى ..
وأن القرآن الكريم هو كلمة الحق الباقية إلى يوم الدين ..
آمل أن يهتدى العرب والمسلمون إلى رسالتهم .. وأن يحملوا رايتها .. وأن يستندوا إلى ربهم ..
ثم يرموا بأعدائهم من حيث جاءوا ..
أما قبل ذلك .. فلا شيء إلا .....
حصاد الغرور !!!..